مصير المسيحية في بيث نهرين بعد الاحتلال العربي الاسلامي
في مكتبتي الشخصية كتاب هام جدا تحت عنوان / The Islamic World/ العالم الاسلامي لمؤلفه و . مونتغمري واط W. Montgomery Watt طبع في مدينة لندن – المملكة المتحدة في عام 1974رغم أن بعضا من محتويات الكتاب لنا كأبناء الأمة الآشورية ليست غريبة ، ولكن الكاتب يفتح آفاقا واسعة التي قلما كمسيحيين أو مسلمين لقيت الاهتمام اللائق . وبصفتي كمحرر سابق للغة الآشورية و العربية لمجلة " النجم الآشوري / The Assyrian Star " لسان حال الاتحاد القومي الآشوري الأميركي لذلك رأيت من الضرورة ترجمة بعض المقاطع المهمة من هذا الكتاب إلى اللغة العربية والتي دون شك تتعلق بشعبنا الآشوري خاصة والمسيحي في الشرق الأوسط عامة والتي ظهرت في العدد الأول / الربيع لعام 2001 من المجلة المذكورة .
انطلاقا من حبي لشعبي وهنا أعني لا الآشوري المسيحي وحده ، بل يتعدى ذلك الى كافة أخواتنا وإخوتنا من المسلمين والناطقين بالعربية عامة الذين على عاتقهم تقع الأمانة ، أمانة الحفاظ على حياض أمتنا الآشورية التي هي اليوم في أسوأ ظرف تاريخي كون وضع العراق في خلال السنوات المنصرمة وخاصة بعد الاحتلال في عام 2003 أدى الى تهجير شعبنا تقريبا بالكامل ، وللأسف الشديد أن تعداده اليوم لا يعدو الأّ بضعة آلاف فقط وهذا بحد ذاته يعد كارثة إنسانية فريدة من نوعها في الوقت الراهن .
شخصيا ، لا أؤمن أن غالبية سكان بيث نهرين / العراق * هم من العرب مع كل إحترامي الكبير لمن يظنون ذلك ، بل كل ما هنالك ليس إلا عروبيين أو مستعربين وبوسع القارئ من قراءة هذه الصفحات المترجمة أن يصل الى قناعة تامة بصحة قولي .
والآن أضع أمامكم بعضا من نصوص الكتاب المترجمة ثم يليه تعقيبي الشخصي حول الموضوع . وكلي أمل أن تقرأوا الموضوع بتأن وترو مع العمل أن تجردوا أنفسكم من أي تعصب مهما كان نوعه ، حيث لولا هذا التعصب الأعمى الذي ابتلينا به مدى أكثر من أربعة عشر قرنا لما وصلنا الى الحالة المزرية والمشينة التي نتخبص فيها الى اليوم!
القسم الأول : مقدمة الكتاب -
هدف هذا الكتاب هو لاعطاء صورة للخبرات والمجازفات لمجموعة بشرية كبرى للعرق الانساني طوال أكثر من أربعة قرون ونصف من الزمن . والموضوع بحد ذاته محدد بوضوح ، التواريخ وكل المشتركين ، ولكن لمن الصعوبة تحديد التسمية . ربما المرء قد يتحدث ببساطة عن " الخلافة " وإنه لمن الصواب لمدة قرن واحد تقريبا كانت هنالك أمبراطورية واحدة والتي بوسعنا إعطاء إسم بارز لها . على كل حال هذه الامبراطورية بعد عام 750 ميلادية طرأ عليها الانحلال والتفكك ولمدة معينة وجد على الأقل ثلاثة حكام مستقلين ، كل واحد منهم يدعي شرعية الخلافة . الى جانب حكام محليين آخرين . ومن جهة أخرى على الرغم من الانحلال الاداري الذي أشرنا اليه أعلاه ، كان هناك مجموعة من الشعوب صاحبة العلاقة بقيت نوعا ما موحدة . البعض بل ربما معظمهم لا زالوا يشعرون بالانتماء الموحد . الجميع دخلوا تراث النبي ( محمد ) رسول الله ، إذ جاؤوا ليروا العالم بشروط المخطط العقلاني المستند على القرآن . ومن ثم كانوا قد أعلنوا على الأقل بالاهتداء بكتاب الله ( القرآن ) والسنة ورسوله . وإن الاصطلاح لهذه الوحدة الثقافية هو " الاسلام " ويمكن اختصار ووصف الموضوع بصورة رئيسية للحضارة الاسلامية .
إن واحدة من الخصوصيات الأكثر إعتبارا لهذا الكتاب ، هو محاولة جعل العلاقة بين الديانة والسياسة أكثر وضوحا في الأحداث الموصوفة . الدين مهم وبتسمية فترة ب " الاسلامية " في دراستنا هذه تبقى أكثر ملائمة وقبولا من " العربية " .
عندما رفيق جامعي إقترح لي بأن التاريخ الاسلامي وجب إعتباره قسما من التاريخ الكنسي ، للأسف كان شيئا بالحقيقة يبعث السخرية ، لأن التاريخ الذي يتطلب دراسته في هذه الحالة ليس أكثر ولا أقل من ديانة القرون الوسطى في أوربا ، ومراكز الدين في طريقة أخرى . حيث في الاسلام لا يوجد " بابوية " ولا حتى طبقة أسقفية أو درجة كهنوتية بمعناها الصحيح ، بل كل ما هنالك مجتهدون دينيون أو ما يمكن قوله بالمؤسسات الدينية .
إذ هناك شئ فريد وهام جدا ، وهو كيفية كشف الثقافة المسيحية في بلدان كمصر ، سوريا والعراق . التي قد تحولت الى ثقافة إسلامية ، التغيير هذا هو بعينه أكبر فشل للديانة المسيحية ، رغم ذلك لم يلق إهتماما من قبل المؤرخين المسيحيين أنفسهم .
إن مثل هذا الاهمال والتقاعس يعود إلى حقيقة الفشل بذاته ، حيث المسيحيون اليوم يحاولون على الأغلب نسيانه . ولكن لنفس السبب إنها عملية تاريخية محضة تحليلها ودراستها من الأفضل أن تكون لها قيمة باهظة للمسيحيين أنفسهم . والجدير بالذكر إن التحويل هذا بالطبع لم يكن تغييرا مطلقا . ففي بداية القرن السابع الميلادي وقبل الاجتياح الاسلامي ، ثقافة البلدان المسيحية كانت مسيحية بالمعنى الصحيح والتي أوجدت بؤرتها في مركز اللب للأفكار المستقاة من المسيحية . ولكن بنفس الوقت ، قد اتحدت مع حكمة الشرق الأوسط الموغلة في القدم ، وأثناء عملية التحويل هذه ، أي من الديانة المسيحية الى الاسلام نرى أن معظم التراث القديم قد احتفظ به ولكن وضع في قالب اسلامي محض أو ضمن الاطار للأفكار الاسلامية . والتغيير هذا أقل مما الوصف يمكن إقتراحه . بمعنى آخر ، ما كان في النظام المسيحي مرّة ، غدا قسما من النظام الاسلامي بالمرّة الأخرى .
خلال دراسة عملية التحويل هذه هناك صعوبة خاصة يجب تجاوزها . وهي أن المصادر الرئيسية في الموضوع يعود الى المؤرخين المسلمين ، وهؤلاء يجنحون عادة إلى إهمال القضايا المسيحية . كما أنه هناك فرضية أساسية وخاصة وهي كل شئ عندهم إسلامي بحت لأنه جاء بالكامل من المصادر الاسلامية . حيث لم يكن لهم ( المسلمون ) الاستعداد للاعتراف بالحقائق الناصعة . إن التأثيرات المسيحية هي من ذلك النوع ذات قيمة باهظة جدا لمؤرخي قرن التاسع عشر . كما أن فكرة - التأثير – تعني الاعتماد ، والاعتماد بحد ذاته يفسرونه - ضعف - والاعتراف بالضعف كان شيئا -الاعتزاز العربي - يمقته ولا يستسيغه أو حتى الاعتراف به !
القسم الثاني : الخلاصة –
إن الفصول الخمسة من هذا الكتاب ( الانجاز ) قد غطوا حوالي أربعة قرون ونصف من تاريخ الهلال الخصيب / Fertile Crescent والمناطق المجاورة . لقد صوروا نمو أعظم الثقافات العالمية . إذ تحدثوا عن نهوض وأفول العائلات الحاكمة ، لقد قدموا لقطات مهمة لانجازات الانسان الشخصية منها والجماعية مع آلام البشرية التي لا تقاس. كل هذا كان جزءا لذلك الزحف الانساني الذي تقدم بثبات وربما بالمجموع نحو الرقي .
إن بعضا من الأحداث والتحولات الموصوفة هنا قد ساهمت بجعلنا كأوربيين على ما نحن عليه اليوم . وأغلبيتها ( الأحداث ) لا زالت أكثر إلتصاقا وإشتراكا لتشكيل أولئك من رفاقنا الكائنات البشرية الذين في الحاضر يعتبرون حاملو الثقافة الاسلامية . وإلى جانب التحولات الموصوفة على كل حال ، هناك عملية أخرى التي كانت مستمرة ومستديمة ، ولكنها كانت تدريجية وغير معروفة بحيث إستحال ذكرتقدمها في نظرة عامة و شاملة التي خطت إلى الأمام عقد بعد عقد وحكم بعد حكم . وهذه العملية أدت إلى إختفاء – أو بالأحرى على المرء أن يقول – بتحجر – لمعظم الثقافة المسيحية في المنطقة بأسرها ! والجدير بالذكر لم يكن كل ذلك شيئا دراماتيكيا عما حدث، بل كان موتا لطيفا ، الانقطاع والاضمحلال التدريجي . فوق ذلك إن نتيجة العملية هذه كان " حدثا " مهما في التاريخ العالمي والذي يستحق الاهتمام الكثير من قبل المؤرخين ، وخاصة المؤرخون المسيحيون مما استحق اليه اليوم ، إذ يبقى اليوم متصل جدا بما يدعى " الاصرار الذاتي العربي " ويمكن إعتبار ذلك جانبا سلبيا للغاية .
قبل الاحتلال العربي لمنطقة الهلال الخصيب ، كان حاملو الثقافة الرئيسية جلهم من المسيحيين . في مصر لم يكن غيرهم ، في سوريا كان هناك بعضا من العقول الفلسفية الوثنية والذين عرفوا عند المسلمين بالصابئة ، في العراق/ بيث نهرين مستوى العلمي بين المسيحيين يبدو أعلى من المناطق الأخرى ، حيث وجدت بضع كليات لاهوتية للديانة المسيحية وللعلوم الاغريقية التي كانت تدرس باللغة السريانية **.
بغية إدراك وفهم كيف أن الثقافة المسيحية أخذت بالتلاشي والاضمحلال تدريجيا وكيف أن الثقافة الاسلامية ازدهرت وحلت مكانها نفس الثقافة ولكن بلباس عربي ومن الضروري النظر الى ما وراء الأسئلة الدينية الصرفة . وخاصة من الضروري جدا بالنظر الى العلاقة بين المظهر الاغريقي والذهنية و(العنصرية ) السامية ، وبصورة عامة الى المظهر غير الإغريقي والعقلية ، كنتيجة للاحتلال الذي قام به أسكندر الكبير في المائة الرابعة قبل الميلاد . إذ نرى التأثيرات الاغريقية قد انتشرت في كل قارة آسيا حتى بلاد الهند .
إن المسيحية نشأت في مجتمع يهودي صرف الذي كان يستند بصيانته ضد اقتحام أفكار وعادات إغريقية ، ولكن عند تبدل الظروف في بداية الأمبراطورية الرومانية ، هذه الدفاعات منعت الديانة اليهودية لكي تصبح ديانة عالمية للعهد القديم ( التوراة ). أما الأمبراطورية الرومانية على كل حال ، كانت هيلينية / يونانية محضة ، وعندما انتشرت المسيحية في الدوائر غير يهودية غدت بدورها هيلينية صرفة .
قرنان كاملان قبل الاجتياح العربي الاسلامي ، شهدت ثورة في داخل الديانة المسيحية ضد سيطرة الفكر الاغريقي . ومنذ التصاق الأفكار الاغريقية التي كان لها الأغلبية في المجالس المسكونية العالمية والتي قررت الأمور. ومن المعروف أن الذين ثاروا ضد الأفكار الاغريقية لقبوا بعدها بالهراطقة ، ومن الضروري على كل حال ، أن الذين نحن بصددهم والذين كانوا يصرّون ويشددون على حقوق غير الاغريقيين لغويا والأقليات الأخريات الثقافية ليعبروا عن إيمانهم المسيحي في طريقة منسجمة ومتناغمة لوجهة نظرهم وعقليتهم . ومن هؤلاء أقباط *** مصر ، أي سكان مصر المسيحيين ، مع الذين يحسبون أنهم تمسكوا بالهرطقة المونوفيزية. أما مجموعة الناطقين بالسريانية عادة يعرفون باليعاقبة The Jacobites, i.e., The Syriacs
وهم بدورهم تمسكوا بالمونوفيزية ، والمجموعة الرئيسية الأخرى من الناطقين بالسريانية هم الذين تمسكوا بآراء معاكسة بكل ما في الكلمة من معنى ، إذ عرفوا هؤلاء بالنساطرة / Nestorians ,i.e., Today the Assyrian Church of the East ومن ثم بعد مدة يلي الناطقون باللغة الأرمنية إذ اعتبروا هم أيضا متمسكين بهرطقة مغايرة.
ويمكن القول باختصار ما كان في نظر اللاهوتيين الأكاديميين هرطقات غدا في نظر المؤرخين التعبير عن الذات المؤكدة للمجموعات الثقافية ، هذا للغاية وخاصة في حال الناطقين باللغة السريانية ، أمثلة عن نفس النضال بين الساميين أو غير الاغريقيين بديهي والتفسير الاغريقي الذي ينظر به في داخل العالم الاسلامي . في المسيحية عرفت الكنيسة الكبرى زيادة عن اللازم بالثقافة الاغريقية ، ولكن وجد كذلك حركة ضد الثقافة الاغريقية .
وأخيرا قد يسأل المرء ، لماذا نجح العرب بينما الناطقون بالسريانية فشلوا ؟ هناك نقطة أساسية والتي مردها أن المسيحيين – غير الاغريقيين – كانوا منقسمين فيما بينهم ولقرون طويلة قبل الاحتلال العربي . إن الأقباط ، اليعاقبة ، النساطرة والأرمن كان بامكانهم أن يولدوا ثفافة جديدة ، ولكن هذا الشئ لم يحدث لأن الحركة ضد الثقافة والسيطرة الاغريقية كانت بموقف دفاعي . أما العرب من جهة أخرى قد اكتشفوا العلم والفلسفة الاغريقية في وقت كانوا منهمكين في مرحلة التوسع ، في نفس الوقت الذي كان فيه النساطرة يتوسعون شرقا بعد الاحتلال العربي . ومن ثم النجاح العربي لم يكن نتيجة نوعية الارساليات الاسلامية الدينية ، بل كعرب مؤمنين بأنفسهم وكما هو واضح أعلاه ، حيث التوسع هذا في البدء كان عسكريا وسياسيا فقط والغرض منه إيجاد أمبراطورية عربية مزدوجة الثقة بالنفس والتأكيد الذاتي العربي . كل هذا كان الدافع القوي إلى إيجاد وحدة ثقافية في حين كل الرعايا في الأمبراطورية كان قد جذبهم الدين الاسلامي . ولكي تكون مسلما ، على المرء أن يكون عربيا على الأقل بطريقة الموالاة ، بالاضافة على ذلك عليه أن يتعلم اللغة العربية حيث لقرون طويلة كان كل التفكير الديني باللغة العربية .
تعقيبي الشخصي حول الموضوع -
قبل كل شئ أريد من القراء الأجلاء أن يعرفوا هدفي من كل هذا الموضوع ليس لاثارة النعرات الدينية أو القومية إطلاقا ، بل كشف الويلات والكوارث التي جرت وللأسف لا تزال تجري على شعبنا الآشوري الى اليوم .
لا أعتقد أن هناك شعب على وجه هذه البسيطة يقبل ويرضخ لأي قوة مهما كانت ان تغير وتلغي هويته كما فعل العرب المسلمون على أمتنا الآشورية في الماضي والى هذه اللحظة بالذات !
إن هوية وقومية شعبنا الآشوري قد حددت منذ أجيال سحيقة في القدم وهذا الملك " ايريشوم " في بدء المملكة الآشورية يقول:
آشور هو الملك . آشور هو الاله – أنه يحكم وله المعطيات . فهو كاهن لأنه آشوري وآشور لا تعرف التفرقة . هكذا إرادة الالهة – فلنسجد .
أنا رفيقة الآلهة الى ما شاءت الأبدية - باسم آشور أحكم وحكمي جبل راسخ .
نداء إلى الأجداد الخالدين – صوت يزمجر ليقول : عظيم أنت يا رب ، أنا إبن أبي ، منه ولدت ولآشور أكون وأفنى . هذه عظمتي ، فتبا للأرض ولبابل التي لم تعرف بين طيات تاريخها خطوطا متشابكة وضمانة موحدة كشعب آشور**** .
في بلاد بيث نهرين / العراق لم يكن للعرب والأعراب أي حضور ما عدا الذين كانوا يقيمون على أطراف العراق في البادية الشامية التي تفصل وادي الرافدين عن بلاد الشام أو ما يسمى سوريا اليوم . ويعتبر الآشوريون أول من عرف العرب للعالم وذلك في نصب تاريخي للحملة التي قام بها الملك شلمناصر عام 854 قبل الميلاد ضد ملك دمشق وحلافائه وكان منهم " جنديبو العربي / الجندب " الذي ساهم بألف جمل والجدير بالذكر لأول مرّة في التاريخ المسجل رافق العرب بالجمال .
في الوقت الذي فيه كل الذين يكتبون عن العرب في التاريخ يأتي ذكر الآشوريين كونهم أول شعب عرفهم للعالم ، ولكن ما يؤسف له اليوم أنهم من الأوائل الذين يريدون إزالة هذا الاسم من الوجود!
شخصيا أرى على عاتق الشعب العراقي اليوم تقع مسؤولية الحفاظ على أمتنا الآشورية كونهم سليلي هذا الشعب العريق الذي بحق يمثل العراق تاريخيا بكل ما في الكلمة من معنى .
عاش العراق / بيث نهرين موحدا شعبا وأرضا الى الأبد .
...............................................
* العراق : هناك تفسيرات عدة حول أصل التسمية ، ولكن شخصيا أرى أن أصل التسمية متأتية من مدينة أوروك / Uruk الأثرية الواقعة في الجنوب . وأول من أطلق هذه التسمية على المنطقة الجنوبية من بيث نهرين والمحاذية لخليج سومر كان العرب ، إذا التسمية لم تكن عمومية لما هو العراق حاليا حتى أعاد التسمية الملك فيصل بن الشريف حسين مجددا عندما عين من قبل بريطانيا ملكا على العراق في مطلع القرن الماضي ، لأن الحلفاء قبل وبعد تقسيم تركة الرجل المريض / الأمبراطورية العثمانية المصطلح الوحيد الذي كان مستخدم هو ( بيث نهرين / Mesopotamia ).
** اللغة السريانية : إن الأستاذان فولوس غبريال وكميل أفرام البستاني مدرسا اللغة السريانية في الجامعة اللبنانية يقولان : " اللغة السريانية لهجة من اللهجات الآرامية التي تصعد أصولها الى الأكادية / البابلية الآشورية والتي شمل نطاقها الجغرافي بلدان الشرق الأدنى وقسما من آسيا الصغرى (الآداب السريانية – منشورات الجامعة اللبنانية 1969 صفحة 17 ) . ولكن شخصيا أرى أن هذه اللغة ناتجة عن وحدة اللهجات السامية في الهلال الخصيب لكثرة تقاربها ( البابلية الآشورية ، الابلية ، الآرامية ، الكنعانية ) والعاملان الموحدان كانا الأبجدية الكنعانية الجديدة والديانة المسيحية . إن معظم الناطقين بها قد انصهروا في المجتمع العربي قبل القرن الحادي عشر ما عدا الآشوريون الذين هم الوحيدون الذين اعتصموا بها الى اليوم .
*** الأقباط : إن إصطلاح ( أقباط ، قبط ) يأتي من اللغة اليونانية ‘Aiguptos ‘ – Egypt . وهذه غدت قبط في اللغة العربية و Copt في اللغة الانكليزية . إن الاصطلاح أصلا يعني سكان مصر، ولكن الاصطلاح هذا خصص لاحقا لسكان مصر من الديانة المسيحية .
**** إن الكتاب المقدس ، العهد القديم (التوراة ) والعهد الجديد ( الانجيل )عادة يحوي بين دفتيه خارطة الشرق الأدنى وأوربا وفي خارطة الهلال الخصيب عادة يظهر بلاد الرافدين وفيه تظهر في الجنوب سومر وفي الوسط بابل وفي الشمال آشور ، أما النسخة الجديدة للكتاب المقدس يظهر آشور / A S S Y R I A بأحرف كبيرة جدا مشيرة الى كل البلاد ( العراق ) واختفت الأسماء الأخرى نهائيا . علما أن الكتاب المقدس هو الأكثر إنتشارا في العالم و مترجم الى معظم اللغات العالمية .