مطرب عراقي "يعتزل الغناء" احتجاجا على الأوضاع العامة في بلاده
06/06/2006دبي- العربية.نت
قرر المطرب العراقي حسين نعمة اعتزال الغناء، بسبب الأوضاع العامة التي تمر بها بلاده، مفضلاً في الوقت نفسه الانصراف إلى شؤون حياته الشخصية. وسبق قرار المطرب نعمة قيامه بتسجيل مجموعة من الأغاني الجديدة في دمشق وعمان والقاهرة وعاد بعدها ليستقر في مدينة الناصرية، واعتبر قرار الاعتزال الذي اتخذه "لا رجعة عنه".
ويؤكد حسين نعمة أن قرار اعتزال الغناء "لا يعود إلى سبب شخصي، إنما هو احتجاج على الأوضاع العامة التي يعيشها البلد"، لافتاً إلى أن "الثقافة في العراق ملغاة، ولا أهمية لها أو قيمة اعتبارية لأصحابها"، بحسب صحيفة الحياة اللندنية الثلاثاء 6-6-2006
ويضيف: "لا يهمني أن أكون أول المضحين، ولا يهمني الغناء بقدر ما يهمني أمن العراق والعراقيين"، مشيراً الى أن الظروف القاهرة التي يمر بها البلد "لا تتيح للفنان مواصلة عطائه".
ويرى حسين نعمة أن الفن تغير اليوم عما كان عليه في سبعينات القرن الماضي: "كنا أنا وفاضل عواد وياس خضر وفواد سالم، ثم حميد منصور وقحطان العطار وصلاح عبدالغفور ورياض أحمد ورضا الخياط، نتمسك بروح الابتعاد من أسلوب المتاجرة بالفن.
وكان كل منا يتميز بطريقة خاصة في الأداء. لذا ترانا حققنا تحولاً في المشهد الغنائي العراقي الذي كان بسيطاً ورتيباً... أحدثنا ثورة في الأغنية العراقية الجديدة، من ناحية الاتجاهات والأساليب، فجاء ما قدمناه واضحاً ومختلفاً عما قدمه الجيل الذي سبقنا".
أما بالنسبة إلى الجيل الجديد، فيضيف المطرب العراقي قائلا "فهم وقعوا ضحية التقليد وتحت تأثير ما وجدوه جاهزاً عند الشاعر والملحن، وما يعمم في القنوات الفضائية. نحن تأثرنا بإبداعات محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفيروز وداخل حسن ووديع الصافي، وهم تأثروا بعمرو دياب ونانسي عجرم. أتمنى أن يعودوا فيسمعوا ما سمعنا ويعرفوا أين تكمن منابع الأصالة".
ومن هذا المنطلق يجد نعمة أن الوصول إلى وضع سليم للفنان العراقي يبدأ من "الاعتراف بالمبدع الحقيقي، بعد أن تتم عملية فرز تتولاها شخصيات نزيهة تتمتع بتاريخ فني حافل".
ويقترح أن يتم تشييد مجمع أو قرية كبيرة في بغداد، يسكن فيها المبدعون في مجالات الموسيقى والمسرح والتشكيل والشعراء.