مقتل أربعة جنود أميركيين وعدد من رجال الشرطة العراقية والمالكي يستعد للإعلان عن خطة أمنية جديدة
24/12/2006سوا/
قتل جنديان أميركيان و أصيب أربعة آخرون في حادثين منفصلين في العراق السبت كما قتل سبعة من عناصر الشرطة العراقية نتيجة تفجير انتحاري في محافظة ديالي شمالي شرق بغداد.
وأوضح بيان للجيش الأميركي أن جندياً قتل وأصيب أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة في دورية أميركية كانت تلاحق مطلوبين يشتبه في تورطهم في عمليات إرهابية جنوب شرق بغداد ، فيما قتل جندي ثان في حادث مماثل جنوب غرب العاصمة العراقية.
كما قتل سبعة من الشرطة العراقيين الأحد في تفجير انتحاري في محافظة ديالى شمال شرق بغداد في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة العراقية لاعلان خطة أمنية جديدة في العاصمة العراقية تمنح بموجبها القوات العراقية صلاحية اتخاذ القرارات الميدانية من دون الرجوع إلى القوات الاميركية في حالة وقوع أعمال عنف. وقال الملازم علي اسماعيل من شرطة المقدادية التي تبعد 100 كلم شمال شرق بغداد في محافظة ديالى إن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا حضر إلى المديرية وفجر نفسه صباح الأحد وسط رجال الشرطة اثناء تجمعهم من أجل التعداد الصباحي. واوضح أن الانفجار أسفر عن سقوط سبعة قتلى و30 جريحا واحتراق عدد من سيارات الشرطة. وتعد محافظة ديالي ثاني أكبر المناطق سخونة في العراق بعد بغداد التي يستعد رئيس الوزراء نوري المالكي الاعلان عن خطة أمنية جديدة لها مطلع العام المقبل. وكان المالكي قد ناقش هذه الخطة نهاية الاسبوع الماضي مع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي أكد الجمعة في ختام زيارة استغرقت ثلاثة ايام إلى بغداد أنه تم التوصل إلى اتفاق استراتيجي واسعحول سبل وقف العنف في العاصمة العراقية. وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية العميد محمد العسكري لوكالة الأنباء الفرنسية الاحد بإن الخطة الأمنية الجديدة ستخول قادة التشكيلات العراقية اتخاذ القرارات الميدانية في حالة وقوع أعمال عنف دون الرجوع إلى قيادة القوات الاميركية أو إلى قياداتها العليا في الجيش العراقي. وأضاف قائلا إنه ستتم مراقبة اداء القادة الميدانيين ومتابعتها منعا لاي تجاوزات. وأكد أن الخطة الأمنية الجديدة تقضي بوضع قوات كافية في كل منطقة من مناطق بغداد من أجل تأمين المؤسسات والمدنيين. وأوضح أن الخطة ترتكز على محورين المحور الاول ، هو اللامركزية بحيث لا ينتظر قائد أي تشكيل في الجيش العراقي الأوامر من القادة الاميركيين أو العراقيين في حالة وقوع أعمال عنف. وتابع أن المحور الثاني هو أن تكون وحدات الجيش العراقي قريبة بشكل دائم من المواطنين والمؤسسات الحكومية من خلال دوريات مستمرة كي تتصدى لأي هجوم يشنه مسلحون ضد المواطنين أو المؤسسات. وكان المسؤولون العراقيون قد طالبوا مرارا بان يتم نقل "الولاية" على القوات العراقية من القوات الاميركية إلى الحكومة العراقية. ويعزو السياسيون العراقيون المشاركون في الائتلاف العراقي الموحد الحاكم تصاعد أعمال العنف بما فيها تلك التي تقوم بها الميليشيات، إلى عجز قوات الأمن عن اتخاذ القرارات السريعة بسبب اضطرارها لانتظار الموافقة المسبقة لقادة القوات الاميركية إضافة إلى ضعف الجيش والشرطة العراقيين وضعف تسليحهما. وصرح الهادي العامري رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي العضو النافذ في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم لوكالة الأنباء الفرنسية بأن ظهور الميليشيات وأعمال العنف التي تقوم بها ناتج عن ضعف الحكومة وضعف الأجهزة الأمنية والأخطاء الاميركية. وتابع أن الناس يلجأون إلى جيش المهدي، وهي الميليشيا التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر من أجل الدفاع عن أنفسهم بسبب ضعف قوات الامن. وتابع أن القوات العراقية لا تستطيع تحريك وحدة أو تشكيل على الفور في حالة وقوع أعمال عنف لانها مضطرة لانتظار موافقة قادة القوات الاميركية وهذا يأخذ وقتا طويلا. وأكد أن تسليح القوات العراقية غير كاف، مشيرا إلى أن عنصرا واحدا من بين كل خمسة من رجال الشرطة مزود ببندقية. وطالب بضرورة بناء القوات العراقية وتسليحها واعطاء صلاحية اصدار الأوامر إلى رئيس الوزراء العراقي. وبموازاة الخطة الامنية الجديدة في بغداد، ينتظر أن يعلن الرئيس جورج بوش استراتيجيته الجديدة في العراق لوقف التدهور الامني فيه حتى يتسنى سحب القوات الاميركية من العراق التي يبلغ عددها الآن 129 ألف جندي. وقد التقى غيتس السبت الرئيس بوش في كامب ديفيد لمناقشة الأسلوب الجديد الذي ستسلكه هذه الاستراتيجية. وحضر المقابلة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليسا رايس ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي ونائبه جاك كروش. وقالت مصادر وزارة الدفاع الاميركية إن غيتس طلب من قائد القوات الاميركية في العراق جورج كايسي اعداد خطة تفصيلية جديدة لاعادة احلال الامن في بغداد يتولى العراقيون فيها الدور القيادي على أن تقوم القوات الاميركية بمهمة الاسناد. وقد قتل حتى الآن 2962 جنديا اميركيا في العراق منذ بدء الغزو في عام 2003. وتدفع الولايات المتحدة ثمانية ملايين دولار شهريا في العراق، طبقا لتقرير لجنة بيكر-هاملتون. وبلغ العنف الناتج عن عمليات المسلحين وتعاظم النزاعات الطائفية، مستوى غير مسبوق. ويتم جمع عشرات الجثث يوميا من شوارع العاصمة العراقية التي يسمع فيها ايضا يوميا دوي القصف المتبادل بمدافع الهاون بين بعض المناطق الشيعية والسنية.