Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مقدساتكم مصانه يا شهداء كنيسة الشهداء

كلمات رثاء ومواساة صدحت من كل ارجاء العراق، وبكل قومياته وطوائفه واديانه وتزاحمت العبارات في يوم التشييع وكانت صادقة وعفوية وخرجت عن ضمير حي. فهول ما حدث اكبر من كل عبارة قيلت او كلمة القيت لتعبر عما جال في نفوس المعزين والمستنكرين.. فالذي جرى بكنيسة الشهداء ( سيدة النجاة ) كانت ضربة موجعة تجاه الانسان قبل ان يكون موجها تجاه الايمان المسيحي العراقي بوجه خاص، فمحوره هو ضرب المرتكزات الانسانية المتمثلة باحترام الدين كونه اقدس مقدسات الانسان لايمكن تجاوزه مهما كان الهدف او مهما كانت القضية من النبل ان كان لاصحابها هدف نبيل ليفعلو ما فعلوه؟..

ان الدين يقوم الاخلاق ويوصل الارضيات بالسماويات ويقدم الى الانسان افضل ما لديه ليجعله اكثر انسنة واجمل اخلاقا واروع خلقة.. بل يجعله انسانا يحب اخاه اكثر مما يحبه لنفسه ويمنحه حبا لذاته ليرعاها ويجعل منها مفخرة امام الاخر وامام الله..

الذين قامو بهذا العمل لايمكن باي حال من الاحوال ان يكونوا اصحاب دين او يصلون بمعبد حيث يعبد فيه الله .. او يكون لهم قيم يمشون بمقتضاها في الحياة.. او حتى لهم قيم انسانية متعارف عليها تميز الانسان عن باقي المخلوقات.. ربما هم ما قبل ارتقاء الانسان الذي تحدث عنهم دارون في نظريته..!!!!

لقد استهدف العراقيون المسيحيون لانهم مخلصون لارضهم ولوطنهم ..وكانوا كذلك منذ تاسيس الدولة العراقية المعاصرة، لا بل قبل قرون حتى قبل مجيء الاسلام فهم حاملو حضارة.. وكانوا اول المدافعين عن الفيم الانسانية وكل الاعراف والقوانين المرعية الدولية والمحلية التي اعطت للانسانية بعدها الاناسني الراقي استمد معظمها من القيم المسيحية على الرغم من الهفوات التي حدثت في التاريخ فالمشكلة تكمن بنوع الانسان وايمانه وصدقه حيث تقع المسؤولية في ترجمة المباديء وليس الخلل في المبدأ عينه او المكان او الزمان.. كذلك ينطبق الكلام على التاريخ الاسلامي واليهودي كونهما دينان سماويان .. والمسيحيون تعلمو من المسيح ان احترام الاخر ومحبته اهم مقومات الايمان به وبرسالته لانها مستمدة من ابيه الذي في السماوات.. الله الخالق

يعلمنا التاريخ بان الصدمات تقوي الشعوب، والكوارث تبصر القلوب وان الانسان لا يكفيه الا تراب يقبر فيه.!!!!!، فلا حياة للكراهية والحقد والتزمت والتطرف في اي وقت كان وفي اي زمان.... فالدين يصنفها من الشيطان والايمان يوصفها بالخطيئة وحتى القيم الانسانية يجعلها في احقر المراتب... وما حدث لمؤمنين عزل يصلون بكنيسة سيدة الشهداء ( سيدة النجاة) يوضع تحت هذا الباب .. فالذين اقتحموا الكنيسة لايوصفون بالانسان فانهم بشر مسلوبي الانسانية، ولايمكن اعتبار افكارهم من منزلة الانسان ولايمكن اعتبارهم حيوان فحتى الحيوان وان تحكمه غرائزه الطبيعية لا يقدم على فعلة كهذه الا اذا كان متوحشا ولا يصنف ضمن الحيوانات الاليفة.. وان من يكون عكس هؤلاء فهم من يمنحون الحياة قيمة ويهبون للاخرين رونقا ونسمة روحا جديدة لايشعر بها الا من يهرف ما هو الايمان والدين والانسان.. وهذا ما يستحقه شهداء الكنيسة والمصابين فيها والذين كانوا يصلون بامان داخلها

كنت اتمنى ان اكون معكم يا شهداء كنيسة سيدة النجاة.. ليس لانني اعشق الموت انما لكي اشارككم المكم ومعاناتكم من اجل المسيح.. بكيتم.. تالمتم.. خفتم.. واجهشتم بالبكاء من شدة الخوف.. وهذا امرا طبيعي في كل انسان .. لكنكم صمدتم وصليتم وتقويتم بالمسيح على الرغم من كل ما واجهتموه .. طوبى لكم فان ما عنيتموه هو وسام شرف على صدوركم ستفتخرون به امام عوائلكم واجيالكم وابنائكم .. فانكم كالمسيح غلبتم العالم.. غلبتم المتوحشين والمتزمتين والمتطرفين وقلتم كلمتكم.... اننا هنا مؤمنون كنا نصلي للرب ليحل السلام.. وانتم متوحشون تريدون الدمار والحزن ولالم للانسان..

ليرحمكم الرب ايها الابطال وليشفيكم ايها الجرحى البواسل .. فان من اراد استباحت مقدساتكم لم ينجح فقلبكم هو اقدس مكان لم يصله المجرمون، قتل جسد بعضا منكم لكنه لم يستطع ان ياخذ ايمانكم من قلوبكم..

انتم دخلتم تاريخ ايمان كنيستنا المشرقية العراقية بكل فخر وستبقون نقطة مضيئة فيها حيث الشهادة والالم اصدق كلمة لايمانكم، وابلغ رسالة لمبغضيكم .. اما دمكم فكان بصمة حبكم تجاه ايمانكم ووطنكم...

اني اشبهكم بشهداء كنيسة كوخي,, تلك الكنيسة التي يمتد جذورها بعمق التاريح المسيحي.. حيث اعدم رجالات الايمان مع المؤمنين وصاروا بذارا لنا الى يومنا هذا وانتم ستكونون بذارا لمن بعدكم بجانب شهداء كنيستنا طيلة السبع السنوات الماضية ...

وحتما اقول لك ايها العزيز الاب ثائر.. ما حكي عن بطولتك لن انساه انا صديقك.. فانا عرفتك في سنين خدمتك الكهنوتية وجسدتها بوقفتك بوجه قاتليك.. وعمذت مسيرتك بدمك بعد ان شهدت بكلماتك طيلة حياتك..

اننا معكم في موعد قريب يا شهداء كنيسة سيدة الشهداء.. فانتم قد بذلتم دمائكم اليوم ولربما غدا سنكون نحن من نبذل دمنا من اجل ايماننا...ووجودنا.. ووطننا... اما مكانكم فسيكون مزارا يئمه كل عراقي لانه امسى اقدس مقداستكم ...

nabelashuraya@yahoo.com
Opinions