منتدى لثقافة الاطفال، ضمن تشكيلات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
ولأول مرة تكتظ قاعة الجواهري في اتحاد الادباء بالاطفال وتهتز الجدران لاصوات غنائهم وضجيج ضحكاتهم وتكتحل عينا الجواهري بزاهي الوانهم.
جاء ذلك مساء يوم السبت (24/8/2013) حينما اقيم احتفال لتأسيس المنتدى الثقافي للاطفال في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ليكون احد تشكيلاته. وقد تأسس قبل ذلك بسنوات منتدى نازك الملائكة الذي يضم مجموعة رائعة من اديبات العراق.
ويعنى المنتدى الثقافي للطفولة بأدب وثقافة الطفل لكافة المراحل العمرية. وقد قال السيد كفاح عباس الذي يعد صاحب الفكرة ومؤسس المنتدى: (في خضم صراعات المشهد الثقافي العراقي ارتأينا ان نهتم بتفعيل الجانب الثقافي للطفل لأهميته، اذ ان اغلب المؤتمرات والندوات التي تعقد في هذا الجانب تبقى توصياتها حبر على ورق، لذا قررنا ان نؤسس منتدى ثقافي للطفل وبعد ان حصلنا على الموافقات الرسمية ليكون اتحاد الادباء الحاضنة لهذا المنتدى لما يضمه من نخبة من المثقفين النوعيين وايضا المعنيين بأدب الطفل عسى ان نحقق اسهامة في مجال القصة والقصيدة والمطبوع والموسيقى والمسرح وكل مايتعلق بالطفولة، وقد استمر ذلك لثلاث سنوات واليوم نحن نفتتح منتدى اطفالنا بحفل بسيط). وقد اكد على ان الدعوة مفتوحة لكل من يرغب التطوع للعمل من اجل تنمية ثقافة الطفل، فهذه مؤسسة ثقافية تطوعية وليست ربحية.
كما اشار السيد ابراهيم الخياط عضو اتحاد الادباء في كلمته التي القاها اثناء الحفل (نحن نرى في هذه الايام ان الفاشية الدينية في مصر تقوم بتقديم الاطفال في اكفان كمشاريع استشهاد، ونحن هنا في العراق الجديد وفي اتحاد الادباء نقوم بتأسيس منتدى للاطفال)، مؤكدا على ضرورة اعمار البنى التحتية في العراق ودوران عجلة الانتاج والاقتصاد، ولكن الاهتمام ببناء الانسان اهم قائلا: (لذلك يجب ان نبدأ بتربية وتثقيف الطفل على الحب فالاطفال كما تعلمون لايحتاجون الى وعاظ بل الى قدوات، ونتمنى ان نكون خير قدوات لاطفالنا).
وقد ابتدأ الحفل باغانٍ اطلقتها حناجر اطفال مكتبة الطفل في بغداد بقيادة العازف (علي حافظ) وتلتها فرقة عصافير بابل بقيادة الطفلة (روان) اذ قدمت هذه الفرقة الاغاني والتمثيل الصامت والرقصات وقد صفق لها الجمهور طويلا.
والتقينا الفنان التشكيلي والمحامي سبتي الهيتي ليجيب على تساؤلنا ان كان لعمل منظمات المجتمع المدني خدمة فاعلة للاطفال في حين تزداد اعداد المتشردين والمتسولين منهم في شوارع العراق؟ فاجابنا: (ليس الامر بكثرة المنظمات اذ المهم النشاط الذي يعبر عن حياة الطفولة ومستقبلها، ولحاضر الطفولة جانبان احدهما سلبي والآخر ايجابي، ومتابعة الجانب السلبي ومخاطبته في هذا الظرف مهمة جدا) مشيرا الى العدد الكبير من الاطفال المتسربين من المدارس، او الذين يعملون في مهمات واعمال لا تتناسب واعمارهم خلافا للقوانين التي تمنع اشتغال الاطفال. كما اضاف السيد سبتي: (ان هؤلاء الاطفال ينبغي رعايتهم بواسطة القوانين او المنظمات التي تدافع عنهم ومنظمات تهتم بتنمية مواهبهم على ان يكون لها صوت مسموع ومؤثر). كما عبر عن امنيته في ان تقوم الدولة برعاية الطفولة وان تهتم بمدارسهم وتمنع حالات التسرب. ونضم صوتنا الى صوت السيد سبتي في ضرورة العمل بنظام التعليم الالزامي والمجاني لحفظ البلد من خطر الامية في المستقبل.
واثناء تجوالنا التقينا بالاطفال للوقوف على مشاعرهم فقال الطفل (انيس عامر) (12سنة) (انه فرصة جيدة لاحتواء مواهبنا، فانا اكتب القصة وارسم واتمنى ان انمي مواهبي من خلال هذا المنتدى).
ومن الجدير بالذكر ان اللجنة التأسيسية لمنتدى ثقافة الاطفال يضم (كفاح عباس/كاتب ومخرج مسرحي)، (د.خيال الجواهري/المشرفة على مكتبة الطفل العراقي)، (عفيفة ثابت/مديرة مكتبة الطفل العراقي)، (الياس الماس محمد/من مبدعي ادب الطفل)، (علاوي حسين/مخرج مسرحي مختص بمسرح الطفل).