Skip to main content
منظمة دولية تساعد نازحين عائدين إلى سنجار في بناء حياتهم من جديد Facebook Twitter YouTube Telegram

منظمة دولية تساعد نازحين عائدين إلى سنجار في بناء حياتهم من جديد

المصدر: صحيفة المدى

مع تطبيق برنامج "الزراعة البستانية" تعمل منظمة، ساماريتان بيرس، الإنسانية الدولية على تشجيع عوائل ايزيدية نازحة تقيم في مخيمات الى الرجوع لمناطقهم وقراهم الاصلية لمساعدتهم في إعادة احياء حقولهم واراضيهم الزراعية المهملة لتكون مصدر عيش لهم وتمكينهم من بناء حياتهم من جديد.

ليلى، ارملة ايزيدية لعائلة من سبعة اشخاص، كانت قد أجبرت على ترك قريتها في منطقة سنجار عندما اجتاح تنظيم داعش منطقتهم في آب عام 2014، وتركوا وراءهم كل ما كانوا قد عملوا عليه في قريتهم والهروب بحياتهم لملاذ آمن انتهى بهم الحال في مخيم للنازحين بقيت تقيم فيه مع افراد عائلتها اكثر من سبع سنوات.

القرية التي تعيش فيها ليلى بمنطقة سنجار أصبحت مقرفة وجرداء بعد اهمالها لسنوات عقب احتلالها من قبل تنظيم داعش، أما الان فهي معشوشبة وتملؤها الخضرة والنباتات من خضار وفاكهة واشجار زيتون وذلك بفضل برنامج تمكين زراعي تبرعت به منظمة، ساماريتان بيرس، الخيرية وهي منظمة أميركية إنسانية تعين المتضررين من النازحين العائدين في إقامة مشاريع زراعية تدر لهم دخل يعينهم في حياتهم وهو مشروع يشجع نازحين مقيمين في المخيمات الى العودة لديارهم.

الارملة ليلى، 55 عاما، كانت قد عانت كثيرا وهي ترعى أولادها الذين ليس لهم معيل بعد مقتل والدهم على يد مسلحي داعش، والحزن الأكبر الذي عايشته هو خسرانها لحياتهم الجميلة السعيدة الهادئة التي كانوا يعيشونها سابقا في قريتهم. وكان أمل العودة لمنطقتها يراودها دائما.

في العام 2021 قررت ليلى الرجوع الى سنجار وقريتها بعد قضائها سبع سنوات في المخيم، ووجدت ان مزارعين نجحوا في زراعة أشجار فاكهة وخضار في ارض سنجار التي كانت متروكة ومهملة على مدى سنوات، هذا المشهد يعطي مؤشرا لبدء حياة جديدة بين الأهالي والأصدقاء.

المنطقة بدت كما هي سابقا عندما تركت القرية، وأعطى ذلك أملا الى ليلى أيضا بانها تستطيع العودة لإعادة بناء حياتها من جديد وهذا ما استطاعت ان تحققه فعلا، وكان ذلك قبل سنتين عندما سمعت ببرنامج المنظمة الخيرية الزراعي وطلبت مساعدتهم.

برنامج منظمة، ساماريتان بيرس، يتلخص بتعليم المزارعين كيفية استخدام تقنيات زراعية حديثة بزراعة أشجار مثمرة تتحمل الحرارة واستخدام منظومة ري تعتمد على التنقيط تقوم بتجهيزها لهم ومن ثم زراعة محاصيل الخضرة بين هذه الأشجار تقوم بتجهيز البذور اليهم.

هذه السنة دعت المنظمة الخيرية، ليلى، للمشاركة في برنامج، الزراعة البستانية، وكان لتجربتها السابقة في الزراعة عامل قوي لتطوير مهارتها في هذا المجال. ومنذ ذلك الحين قدمت المنظمة دورات تدريبية لها وجهزتها بمنظومة ري وشتلات أشجار الفاكهة وبذور لمحاصيل خضراوات.

اليوم تشعر، ليلى، بالفخر وهي نجحت في زراعة أشجار الزيتون والفاكهة والفستق في مزرعتها، وما بين صفوف هذه الأشجار زرعت بذور محصول الطماطم والبطاطا والبصل والفول السوداني. وباشرت الان بالفعل بحصاد ما انتجته مزرعتها من خضراوات وبيعها في السوق بينما تنتظر أشجارها ما ستحمل لها من ثمار.

المحاصيل الزراعية التي نجحت ليلى في حصادها تعطيها شعورا بالراحة والاستقرار وذلك لأنها أصبحت متمكنة الان من توفير غذاء ودخل لعائلتها ومجتمعها. وتأمل بان الآخرين من النازحين الذين يزورون سنجار ان يطلعوا على مزرعتها الخضراء وان يتشجعوا للعودة كما حصل لها.

وتقول ليلى انها تكن امتنانا كبيرا للمنظمة الخيرية التي ساعدتها في تكوين مصدر عيش لها الذي أعطاها أملا جديدا بالنسبة لها ولبقية العوائل من المحيطين بها.

وتشير المنظمة الى انها قامت بتوزيع مئات العلب من البذور وكذلك شتلات أشجار الزيتون والتين والفستق وأنواع أخرى من الفاكهة للمزارعين العائدين من مخيمات النزوح الى قراهم في سنجار لتشجيع الآخرين على العودة.

برنامج المنظمة الزراعي عزز آمال الارملة ليلى وبقية المشاركين من العائدين من إعادة بناء حياتهم من جديد بعد سنوات من المآسي وظروف العيش الصعبة في المخيمات.

تشير التقارير الى انه ما يزال هناك نحو 300 ألف ايزيدي يتوزع غالبيتهم في 16 مخيما في إقليم كردستان ومناطق متفرقة خارج المخيمات حيث تعيق حالات الدمار ونقص الخدمات التي لحقت بمنازلهم وقراهم وبناهم التحتية العودة لمناطقهم. وتشير احصائيات رسمية الى ان حجم الدمار في البنية التحتية في سنجار وصل لنسبة 80% و75% من نسب الدمار في المنازل.

وكانت وزارة الهجرة والمهجرين قد أعلنت الشهر الماضي عن عودة 292 نازحا ايزيديا من مخيمات دهوك الى مناطق سكناهم الأصلية في سنجار.

عن موقع منظمة ساماريتان بيرس

Opinions