من مذكرات الغياب
tkishek@yahoo.com1
هذا المساء
أنفاسي ترقد على وسادتك كعادتها
لكن روحي متيقظة
خائفة أنا
من إيقاع موسيقي معقد
من صدى صوتك يحتضن أنفاسي
لا أريد أن أكون فوق صدرك غيمة صيفية
أريد أن أبقى ابتسامة تستكين بين أضلاعك
بدفء إذا حان موسم المطر
2
هذا الصباح
اكتشفت أن طقوس الليلة الماضية في داخلي لم تكتمل
وأن أجزاءك لم تتعب أبداً من أسئلتي
بل ستبقى تمارس عنفوانها الدائم بالغياب
اكتشفتُ أن حبك محفور داخل امرأة لا تعرفني
وأنك اليوم أصبحتَ انعكاساً لصور المرايا المصابة بالكذب
لذلك قررت ألا أنتظر رسالاتك بعد الآن
وتركتُ هاتفي النقال مهملاً فوق السرير
3
اليوم
بي توق للنزوح إليك
فأنا لن أسميك حباً بعد اليوم
أنت هذيان الروح
حلمُ الجسد بالرغبة
جنون اللحظة
روح تعبر طيف أيامي
أغلقُ عليها بابي
ثم أفرجُ عنها فتتلونُ حبراً
وتغفو هادئة على الورق
4
أنت اليوم كيان آخر
عنصرٌ خفي
شاردٌ عن النقاء
بعيدٌ عن الهواء
شيء خارج عن نطاق أمنياتي
خائفٌ من مجهول يتسربل ببقايا الانتظار
اليوم
كل الطرق إليك أسدلت ستائر غربتها
وفرحي الآن يلوذُ نحوك بالفرار
لكنه فرح مجنون لا يستكين لنداء الهرب
وطريقي نحوك سائبٌ مثل طريق أفعى تستكشف الصحراء
5
بعد قليل يختفي الضباب
يتغير لون السماء
ولا يبقى سوى نبض قلبك والرياح والمطر
أعترفُ لك بأني بالغتُ في كتابة الرسائل
وبالغت في اقتناء الصور
وبأني بالغتُ في الجفاء
لكني عندما تسللت نحوك من وراء الغياب
كنت قد نسيت حينها
أن يومك مزدحم بالوجوه وبالأسماء وبالنساء
6
هذا الصباح قررتُ أن أعترف لك
كثيرة هي أخطائي قبلك
لكني الآن صفحة بيضاء تسير تحت شعاع الشمس
دع عنك الشكوك جانباً
فكل ما حولي باردٌ هذا الصباح
وأنت سيد الكلمات
وحبك يستحق المحاولة