من نكات الانتخابات – قائمة عشتار فازت باصوات ( النخبة )
wadeebatti@hotmail.comدأبت قناة عشتار الفضائية خلال الايام الماضية الى اعادة بث نص صغير , ولمرات متكررة , يشير الى ان المرض النفسي ليس حالة له علاقة باستحضار الارواح او بالتنجيم والسحر والشعوذة , بل ان المرض النفسي مشكلة صحية له علومه ونظرياته واطبائه وعياداته وطرق معالجته وادويته , حاله حال اي مرض طبي صحي اخر . تُرى , كم هم كثر اؤلئك السياسيون الذين يتعاطون السياسة , عملا او فكرا , الذين هم بحاجة ماسة الى هذا التنبيه من قناة عشتار ليقفوا يتأملون ادائهم او مايُسقطون من افكار على المتلقي , ويتركوا المجال لحكم محايد يسمح لارجلهم في ان تقودهم الى تلك العيادات اذا اقتضت الضرورة . وقمة الداء تكمن في ان بعض من هؤلاء يمثل دور المنظر الفكري والمرشد الروحي لتنظيم بكامله , يرسم له الافاق بلا حدود , فيدخل ويُدخل التنظيم معه في انفاق ومطبات لها بداية وليست لها نهاية , والعرب قد منحت منذ زمن قديم حكما جازما صارما في شيمة اهل الدار اذا كان رب ذلك الدار ومرشدها يمتهن النقرعلى الدف !.
في مقال تدعو مقدمته الاخرين الى الابتعاد عن مطبات الشخصنة بينما يغوص جسم المقال , كعادته , حتى سترة الرأس باوحال الشخصنة الرخيصة , يطرح شيخ المنظرين في ( النخبة ) وهو ( مهندسها والاب الروحي لها ) استنتاجا , ضمن جملة من استنتاجات اخرى ينطبق عليها نفس الحكم , يتلخص في ان مناصري السيدة ( ايفلين اوراها ) ,مع خالص الاحترام لشخصها , وهي مرشحة قائمة نينوى , قد انتابتهم الحيرة في امرهم , فهم من جهة يريدون فوز عشتار على الرافدين كون عشتار هي قائمة الحكم الذاتي , علما ان الحكم الذاتي لم يرد اطلاقا في برنامج قائمة عشتار , بينما الرافدين تدعو الى الادارة المحلية , ومن جهة اخرى فان اؤلئك المناصرين والمؤيدين للسيدة (ايفلين اوراها ) يطمحون , وهو طموح مشروع , الى فوز مرشحتهم والقائمة التي تنضوي فيها , ويبدو , واستنادا الى استنتاج صاحب المقال , ان اؤلئك المناصرين والمؤيدين , ( وكالعادة ) , قد اختاروا تغليب المصلحة القومية والوطنية العليا على المصلحة الحزبية الضيقة , فقررت تلك ( الجحافل ) من الناخبين منح اصواتها لقائمة عشتار مما مكنًها من تحقيق الفوز في الانتخابات !. قبل عقود كانت اغلب سقوف البيوت في العراق تُسند بما يسمى ( بالشيلمان ) , وكان الناس عندما يجتمعون تحت ذلك السقف ويبادر احدهم الى اطلاق الحديث الذي يجانب الحقيقة ولا يستسيغه العقل والمنطق , يلجأ بعض الجلوس الى التحليق في السقف وهو يصغي لذلك الحديث اشارة الى ( هول القص ) , بينما كان اصحاب ( الحوصلة الضيقة ) غير قادرين على التحمل حتى النهاية , فيرجون ( القاصوص ) صراحة بالترحم عليهم خوفا من تشقق ( الشيلمان ) وانهيار السقف ! , حقا ان السقف لينهار اذا ذهب الاعزاء في الادعاء ان تحالفهم مع باقي اطراف قائمة نينوى المتأخية هو الذي الذي منحها النتائج التي حصلت عليه وبعكسه لكانت في خبر كان واخواتها ! . الطامة الكبرى تكمن في ان صاحب المقال يدعم استنتاجاته بمشاهداته العينية , حيث يؤكد انه كان في الوطن في ايام الانتخابات وماقبلها , بمعنى انه لامس الحقائق على الارض بأُمٍ عينيه . ربما يعذر البعض , الكاتب من ابناء شعبنا الجالس في ( مشيغان او في سدني او في استوكهولم ) وغيرها , وهو يكتب ويستنتج بناء على تخيلاته الشخصية واطلاعاته على ماينشره سواه , فتصيب تلك الكتابات والاستنتاجات الحقيقة والصواب حينا وتُخفق في احيان كثيرة . ولكن ويل لمن يعيش الحدث والواقع بتفاصيله ويحاول ان يلوي عنق الحقيقة بتقديمها للمتلقي مشوهة مزورة او يحاول القفز عليها وخداع المتلقي متوهما ان هذا الاخيرغافل عنه ! . ان المنطق و نتائج الانتخابات تقول ان العامل الحاسم والواضح في فوز قائمة عشتار الوطنية في محافظة نينوى قد كان الاصوات التي حصلت عليها القائمة في كل من بغديدي ( قره قوش ) وبرطلة , حيث قارب او يزيد مجموع الاصوات التي حصلت عليها القائمة في هاتين البلدتين الى عشرة الاف صوت . كم من هؤلاء العشرة ألاف كان قد قرر منح صوته ( للنخبة ) ؟! , بل ونذهب بالتساؤل الى ابعد من ذلك , فنقول مَنْ مِن هؤلاء العشرة الاف قد قرر فعل ذلك ؟! يقينا ان الاجابة ستشير الى حقيقة يعرفها جيدا سكنة بغديدي وبرطلة , كما يعرفها الاعزاء في ( النخبة ) , وديدن الحقيقة يتميز دائما بمرارته لمن يرفض الاعتراف بها والاتعاض من دروسها . من حق الاشخاص والاحزاب واية تجمعات اخرى في مجالات الحياة المختلفة مراجعة المواقف والاداء والحصاد , ولكن ذلك ينبغي ان يقترن بالجرأة على نقد الذات , وليس عن طريق ذر الرماد في العيون . مقارنة مع بقية التشكيلات المنضوية في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري فان ( النخبة ) لها موقعها المميز , فقد كان يظهر للعيان ان ( النخبة ) هي ( عروس ) المجلس الشعبي !. يبدو ان المصلحة الحزبية الضيقة والحسابات الغير الموفقة التي بُنيت على اساس ان المجلس الشعبي قد ( نفذ خبزه ) تركت الاعزاء في ( النخبة ) يتخذون قرارهم ( التاريخي ) بالتخلي عن ( الحلفاء الاشقاء المتواضعين ) والبحث عن ( الحلفاء الاقوياء ) والالتحاق بهم , لكن حسابات البيدر جاءت مختلفة عن حسابات الحقل , فالمجلس الشعبي , وإما نتيجة لاستخدامه الخزين الاستراتتيجي من الطحين , او استلامه لحصة تموينية جديدة , ايا كان ماتقدم , فقد منح ذلك المجلس الشعبي فرصة مواصلة لعب الدور و تغذية جهده , من ناحية اخرى فان نتائج قائمة نينوى المتأخية والتأثير العياني المتواضع جدا للاعزاء في ( النخبة ) في تلك النتائج قد ترك الباب مفتوحا للاستنتاج في حرمان الاعزاء في ( النخبة ) من المقعد الموعود بسبب اعادة ترتيب التسلسل في القائمة بناء على الاستحقاق الانتخابي , وحتى في حالة قرار قائمة نينوى تخصيص مقعد للاعزاء في ( النخبة ) , فان ذلك المقعد كان سيكون مقعدا مقيدا بكل معنى الكلمة , كونه قد تم منحه على شكل ( مكرمة سخية ) فرضته شروط التمثيل النسائي ليس إلا. امام هذا الوصف كان لابد للاعزاء في ( النخبة ) من البحث عن ( خط الرجعة ) الى القواعد القديمة , وكان لابد من فتوى تُمهد لذلك , فجاءت نكتة الانتخابات المتمثلة في ان الاصوات المحسوبة ( للنخبة ) قد ذهبت في اللحظة الحاسمة الى قائمة عشتار !. كانت جدتي ( رحمها الله ورحم موتى القراء الاعزاء ) تقول عن ( العروس ) التي تزعل وتذهب الى بيت اهلها , انها تخرج من بيت زوجها واهله بوجه رمادي , وعندما تعود اليه ثانية فهي تدخله بوجه قد اشتدت رماديته وبات داكنا بما فيه الكفاية ! .
اما اتهام الاخرين بتهم شنيعة كونهم حلفاء , بالسر او بالعلن , لما يسمى بالتيار العروبي في الموصل واصطفافهم معه ضد شعبنا ومصالح شركائه , بل والوصول بالتهم الى درجة مقززة حقا , عن طريق محاولة نسج خيط من الاوهام المريضة يربط بين تصريحات وملاحظات نقدية لابناء شعبنا على سير الانتخابات وبين حوادث وعمليات ارهابية , فانني اعتقد ان هذه الاتهامات الخطيرة وغيرها تترك الكثيرين من ابناء شعبنا يشعرون بالشفقة حقا على مطليقها الذين هم يقينا بحاجة الى الاستطباب من عقدهم !.
ليس اختصاصي اللاهوت , واعترف ان معلوماتي الدينية متواضعة جدا , لكنني احاول الاستفادة وجني المعلومة حيثما توفرت الفرصة وفي كل مجالات الحياة , وهكذا اذكر ان في احدى النقاشات الدينية كنت انصت الى احد الشمامسة الملمين باللاهوت , من الذين درسوه ودرًسوه , وهو يصف لنا معنى الخدمة في القداس وتقديس الكاهن ( للكأس والصينية التي ترمز الى دم وجسد الفادي له المجد ) , فكان , هذا الملم باللاهوت , يقول ان الملائكة , حتى الملائكة , في تلك الحظات , تدير وتغطي وجهها , تأبى النظر لرهبة الموقف وجلاله وعظمته , ألا يعني هذا ان الكاهن الذي اقتبل سر الكهنوت ومُنح شرف هذه الخدمة قد نال نعمة ما قبلها ولابعدها نعمة , وعليه في المقابل مسؤولية عظيمة , هي ان يُجهد النفس ويترفع عن كل عيوبنا فيكون مثلنا الاعلى ! . فخر لنا ان نختم بكلماته الخالدة , له المجد , فنقول , مَن له اذنان فليسمع . . .