مهاجمون يستهدفون الزوار الشيعة مرة أخرى بالعراق
08/03/2007رويترز/
تحدى أكثر من مليون زائر شيعي يوم الاربعاء المسلحين الذين قتلوا نحو 200 شخص في هجمات خلال يومين وتدفقوا على مدينة كربلاء لإحياء ذكرى أربعينية الحسين.
وقتل انتحاري ما لا يقل عن 26 شخصا عندما فجر نفسه في مقهى في بلدة بمحافظة ديالى التي تضم سكانا من الشيعة والسنة وتتواتر فيها حوادث العنف الطائفي الى الشمال من بغداد.
وقال فارس العميري رئيس شرطة بلدة بلد روز لرويترز ان المهاجم استهدف حيا في البلدة يسكنه شيعة أكراد. وقال مصدر آخر بالشرطة ان عدد القتلى 30.
وقتل 25 زائرا شيعيا آخر على الاقل يوم الاربعاء خلال توجههم لكربلاء من بينهم عشرة قال الجيش الامريكي انهم قتلوا في انفجار سيارة ملغومة في جنوب بغداد خلف أيضا 12 قتيلا من رجال الشرطة.
وجاءت أعمال العنف يوم الاربعاء بعد يوم من مقتل نحو 140 زائرا شيعيا في تفجيرات انتحارية وهجمات بالرصاص يرجح أن تزيد التوتر الطائفي الذي يهدد بالفعل بدفع العراق الى أتون حرب أهلية شاملة.
وبرغم حوادث القتل الجماعي فقد تعهد الشيعة الذين يلقون باللوم في الهجمات على المتشددين من العرب السنة بألا تثنيهم تلك الهجمات عن الزيارة.
وقال جبار علي الذي سار على قدميه ثمانية أيام قادما من مدينة البصرة بجنوب العراق الى كربلاء للمشاركة في احياء أربعينية الحسين "هذه الافعال لن توقفنا."
وبدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشهر الماضي حملة أمنية في العاصمة بغداد تدعمها القوات الامريكية حققت قدرا من النجاح في خفض عدد حوادث القتل التي يلقى باللوم فيها على ميليشيات شيعية.
لكن التفجيرات لم تتوقف واستهدف الكثير منها تجمعات الشيعة الذين يقولون انهم بحاجة الى الميليشيات لحمايتهم من جماعات المسلحين السنة مثل تنظيم القاعدة.
وأدى تفجير مزار شيعي في سامراء منذ نحو عام الى موجة من الهجمات الانتقامية. ومنذ ذلك الحين يشهد كل أسبوع وكل شهر مزيدا من الهجمات على الجانبين في تعميق لدوامة العنف التي اودت بحياة 34500 شخص في العام الماضي.
وقال الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الاركان المشتركة للصحفيين في واشنطن ان عدد جرائم القتل تناقص لكن التفجيرات زادت منذ بدء الحملة.
واضاف بيس قوله "في ظل هذه البيانات القليلة فانه يبدو لي ان العراقيين يريدون ان يكفوا عن قتل بعضهم بعضا لكن القاعدة تريد ايجاد سبل لحملهم على ان يبدأوا قتل بعضهم بعضا مرة أُخرى."
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان نحو 2200 من الشرطة العسكرية سيرسلون للتعامل مع المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم في إطار الخطة الامنية الجديدة لبغداد.
ودعا المالكي الذي ألقى باللوم في هجمات الثلاثاء على المسلحين من العرب السنة الى اجتماع اقليمي مع الدول المجاورة للعراق والقوى العالمية لحشد دعمها من أجل وقف العنف.
وقالت ايران يوم الاربعاء انها ستشارك في الاجتماع المقرر يوم السبت والذي سيكون فرصة نادرة لمسؤولين ايرانيين وأمريكيين للجلوس الى طاولة واحدة. وتتهم واشنطن طهران باثارة العنف من خلال دعم ميليشيات شيعية وهو ما تنفيه طهران.
وقال اللواء محمد أبو الوليد قائد شرطة كربلاء ان نحو 1.5 مليون زائر شيعي كانوا في المدينة يوم الاربعاء.
وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان عشرة الاف فرد من الشرطة والجيش انتشروا داخل المدينة وحولها وأقيمت 60 حاجز تفتيش وتم حظر دخول السيارات الى وسط المدينة.
وانضم عبد العزيز الحكيم أحد أقوى زعماء الشيعة في العراق نفوذا الى الزوار على الطريق الى الجنوب مباشرة من بغداد وأدان الهجمات وتعهد بألا تثني الشيعة عن احياء الذكرى.
وقال لقناة الفرات التلفزيونية انه حتى صدام حسين بكل مؤسساته وقوته لم يتمكن من الوقوف في طريق تلك الحشود.