مهلاً أيها الشماس مردو فهل يحق لك ما لا يحق لغيرك
يبدو أن شماسنا العزيز كوركيس مردو متخصص في كيل التهم جزافاً لكل من يخالفه الرأي، وهذا واضح من ردوده المقتضبة على العديد ممن كتبوا في مواضيع شتى. والغريب في الأمر أنه يستغرب ممن يكتبوا على صفحات الإنترنيت وكأنه حق مكتسب لشخصه فقط. ففي رده على السيد سمير شبلا يقول: " . . ناهيك عن الصياغة اللغوية الركيكة التي لا تتناسب واندفاعك بسرعة الصاروخ لكتابة المقالات في المواقع لمجرد الكتابة، قبل أن تدخل إلى ميدان الكتابة منذ سنة أو يزيد ". ففي قوله هذا يبدو أن شماسنا وكأنه عميد كلية آداب اللغة العربية، ويحاسب تلميذه على أخطائه اللغوية. ويمتعض من اندفاع التلميذ في كتابة المقالات بسرعة صاروخ، خوفاً من أن يصبح التلميذ أذكى من المعلم. والغريب قوله أن السيد شبلا حديث على ميدان الكتابة، إذ لا تتجاوز انطلاقته إلى أكثر من سنة أو يزيد. كلام غريب عجيب صادر من شماسنا العزيز، الذي يبدو أنه منزعج من كتابة الآخرين، وكأن الكتابة هي حكراً بشخصه الكريم. متناسياً أن السيد شبلا كتب موضوعاً عاماً، وليس مقالاً أدبياً أو قصيدة شعرية أو رواية.وفي رده علّي يقول عن مقالي " السينودس الكلداني أزمة ثقة وفقدان رؤية ": " وإن لم أكن مخطئاً فهو أول مقال لكم على الإنترنيت إذ لم أقرأ لكم شيئاً قبل ذلك . . . ". يبدو من قول شماسنا أنه يعيش في عالم أخر، ولم يقرأ ما كتبت من مقالات في مجلتي نجم المشرق وبين النهرين وهو الغيور على وحدة كنيستنا الكلدانية كما يدعي والمتابع لدقائق الأمور فيها. ناهيك عن كتابي " نصيبين في تاريخ كنيسة المشرق قديماً وحديثاً " والذي طبعت منه ألف نسخة على حسابي الخاص، وأهديت النسخ لكنيسة رعيتي حتى تستفيد من ريعه للخير العام. بالإضافة إلى العديد من كتب الصلوات لاستعمال المؤمنين، كلها طبعتها على حسابي الخاص وقدمتها مجاناً للكنيسة، وهذا ليس من باب التباهي والفخر بل من باب التذكير والتعريف ليس إلا.
ومقالي المذكور لم يكن الأول على الإنترنيت حسب ظنك الخاطئ. وإذا كان الأول فما الخلل بذلك. ومن أين لك أن تتهمني بأني جندت من قبل الناوين شراً بالكنيسة، ثم تقول قد كلفت وإن لست متأكداً من ذلك إذ كنت ممن نفسهم أمارة بالسوء. كلام غريب يتفوه به شماس نصب نفسه حارس أمين على سلامة الكنيسة، وكأن الذين يخالفونه رأيه السديد يبغون الشر للكنيسة، أو نفسهم أمارة بالسوء كما يتخيل. من تقصد بالناوين شراً بالكنيسة عليك أن توضح ذلك. ماذا تعرف عني حتى ترشقني بكلمات نابية لا تصدر إلا من أبناء الشوارع. هل تعلم كم أفتخر بأنني كلداني أصيل لا غش فيه، لأن تقليد عائلتنا المتوارث عن الآباء والأجداد لا يسمح لنا بالتأهل إلا من أبناء كنيستنا ولا زلنا نحافظ عليه. أنحدر من أعرق الأبرشيات الكلدانية وهي أبرشية سعرت، وإنني انحدر من قرية أرتون العليا القابعة في جبال البوتان المعروفة بشجاعة رجالها واستقامتهم. هل تعلم أن عائلتي قدمت على مذابح الإيمان في مذابح السفر برلك سنة 1915 أكثر من مئة شهيد، وأفتخر كما الكثيرين أن أحدهم لم يجحد إيمانه، بل ضحوا بكل شيء حفاظاً على وديعة الإيمان. أنا أفتخر بأنني سليل الشهداء والمعترفين، ومنذ نعومة أظفاري أنا شماس في كنيستي وخدمتي وعائلتي للكنيسة معروفة منذ عقود لجميع من يعرفنا. هل تعلم أنني منذ عشرين سنة رئيس جمعية القديس منصور دي بول الخيرية ولا أزال، علماً أنني أصغر الأعضاء سناً. ومنذ التسعينات يتوافد المهجرين العراقيين إلى سوريا وتستطيع أن تسأل ما قدمت لهم من خدمات ولا زال. تستطيع أن تسأل الأساقفة والكهنة الذين يحضرون إلى سوريا ماذا أقدم لهم من خدمات وأنا مسرور ولا أعتبر ذلك منة وإنما واجب مقدس علّي تأديته.
وهل تناسيت ما قلته في ردك على السيد شبلا: " لست من الراغبين في الدخول إلى ميدان المهاترات، وقد سبق لغيرك وحاول جري إليها ولكنهم خابوا ". وأنا أقول لك أنني لست من الراغبين للنزول إلى هذا المستوى من الشتم والتهم الباطلة، لأن تربيتي المسيحية ومكانتي في الكنيسة والمجتمع لا تسمحان لي بالنزول إلى هذا المستوى الرخيص. واعتقد أنا كتابتي هي في حدود اللباقة والأدب، وأنا مسؤول عن كل كلمة صدرت مني سابقاً وسوف تصدر مني لاحقاً، وأنني صاحب فكر حر وضمير حي، لا أكيل التهم زوراً ضد أحد فهذه ليست من شيمي، ولست بحاجة لنيل شهادة حسن سلوك من حضرتكم. ومرة أخرى تريد أن تنصب نفسك معلم لغة عربية لتعلمني كيف أصيغ عباراتي اللغوية. خاب ظنك يا شماسنا العزيز فكتاباتي تعبر عن مدى تضلعي في اللغة العربية، ولست بحاجة لنيل شهادة دكتورا من سيادتكم. وهل هذه العقدة تثير مشاعركم كلما قرأتم مقالاً لأحدهم، فلا تجد من رد عليه سوى الطعن بلغته وأسلوبه وكأنك نصبت نفسك رقيب على هذه اللغة، وهل نحن نتبارى من خلال مقالتنا باللغة العربية في سوق عكاظ كما تتخيل يا شماسنا العزيز ؟.
وهل تقييم الأمور يتم على مزاجك المنحرف، فصدور بيانان عن السينودس خلافاً للقانون، بررته باعتبار تجاوز المطران وردوني هفوة غير مقصودة. أما بيان أساقفة الشمال ومن خلال ردك على سيادة المطران بطرس الهربولي نعته بـ " الانفعال دليل ضعف ". ألم تقرأ توضيح سيادة المطران ربان القس عندما رد على المطران وردوني بالقول: أن أسباب المقاطعة لم تكن صحية ولا أمنية ولا شخصية. ولماذا لم تسأل عن سبب مقاطعة الأساقفة الكاثوليك والأرثوذكس للسينودس كما جرت العادة في السينودسات السابقة، حيث ينضم الأساقفة المذكورين إلى آباء السينودس في اليوم الأخير. أليس هذا الموقف يعبر عن أزمة ثقة وفقدان آلية وأجندة معدة، وألا ما هو التبرير لذلك ؟ ؟ أما قولك بأنني تجنيت على بيان السينودس، ثم عددت ما أنجزه من مقرارات. وذكرت معلومات لم يذكرها البيان الرسمي للسينودس مثل " وبخاصة في أربيل وأوربا وكندا . . . " وكأنك كنت حاضراً في السينودس، وألا من أين لك كل هذه المعلومات ؟ ؟ ومرة أخرى أؤكد لك أن مقرارات السينودس ليست إلا حبر على ورق، وعلى المؤمنين الانتظار بفارغ الصبر لتلقف المن والسلوى.
ومن خلال متابعتي لكتابتك لمست التناقض في أقوالك. وهنا أذكر تهجمك على سيادة المطران لويس ساكو والأب الفاضل ألبير أبونا، هاتان الشخصيتان اللتان نعتز بهما ونفتخر بسيرتهما ومواقفهما وتفانيهما وعطاءهما. فهل تناسيت ما قلته بحق سيادته: " الحاقد والمتحيز المتعمد والمحرف، ومن دون وازع ضمير أيها المطران ". وبررت فعلتك الشنيعة هذه من خلال ردك على السيد شبلا الذي أنبك على ما قلت بقولك: " وما كتبته بشأنه لم يتعدى عتباً إلا، ولم يكن هجوماً البتة والكلمات: المتحيز المتعمد المحرف وازع من ضمير تدخل ضمن كلمات النقد التاريخي ". فيا شماسنا المتضلع باللغة العربية هل يقبل عاقل هذا التبرير، وهل يحق لك أن تنعت المطران ساكو بهذه الصفات النابية، وتقول أنها تدخل ضمن كلمات النقد التاريخي. متناسياً أن هذه الكلمات تدخل ضمن قلة الأدب والاحترام. وصدق فيك القول المأثور: " عذر أقبح من ذنب ". فمن يتصيد بالماء العكر يا شماس؟ ؟
أما قولك أما التسريب لو كان صحيحاً فليس مستغرباً فالمجتمعون بشر. كلام جميل يستحق التوقف عنده والتمعن في معناه. فمن تريد تبرير مواقفهم الخاطئة هم بشر كما تدعي، ومن لا يحلو لك مواقفهم تنعتهم كما تشتهي؟ ؟ ألا تشعر بهذه المفارقة المثيرة للجدل. وهل تريد من الناس أن يسكتوا على مواقفك ؟ ؟ وأما سؤالك هل بإمكاني أنا أو غيري التصريح باسمي المنتخبين، فهذا جهالة منك أو تجاهل مقصود. فأنت المتابع لدقائق الأمور ألم تقرأ أسمي المنتخبين على عدة موقع منها عينكاوا، وأحبار السينودس لم يكونوا قد أنهوا اجتماعهم بعد. وما هذا الشرح المملل عن طريقة انتخاب الأساقفة وكأننا لسنا من أبناء الكنيسة، ولا نعرف هذه الأمور منتظرين منك أن تشرح لنا ذلك.
والمستغرب أنا شماسنا الفاضل يعشق التحدي، ففي كلامه الموجه لي يقول: " وأتحداك إذا كان بإمكانك ... ". وما لفت نظري أنه في رده على السيد شبلا استعمل نفس الكلمة إذ يختم رده بالقول: " بإمكانك الحصول على عنواني الإلكتروني إذا كنت راغباً بالتحدي ". عذراً يا شماسنا الفاضل يبدو أنك تفقد أعاصبك من خلال تكرارك لهذه الكلمة. نحن لا نعشق التحدي الغير صالح، لأننا بحق وحقيقة أبناء كنيسة، ولا يليق بنا إلا أن نتنافس بالصالحات حسب قول بولس الرسول. أما إذا واجهتنا المصاعب والتعدي من قبل الأشرار وحاقت بنا أذيتهم الجسدية، فنحن أبناء جبال البوتان الشامخة معروفين بشجاعتنا وصلابتنا صلابة جبالنا الشماء، ومعروف عنا أننا لا نتراجع قيد أنملة عن مبادئنا ومواقفنا مهما بلغ الثمن. ومعروف عنا طيبتنا وكرمنا ووفاءنا نحو الطيبين.
وأعلم يا شماسنا الفاضل أنني لا أتقن مهنة اللعب بالنار كما تدعي، يمكن أنك تتقنها بمهارة. لأنك تؤول المعلومات على مزاجك. فأنا لم أفتح باب الصراع، ويكفينا مزاودة واللعب بمشاعر الناس من خلال عناوين براقة فارغة المضمون. فهل تعتبر نفسك حريص على سلامة كنيستنا الكلدانية أكثر مني، ونستطيع أن نضع في كفتي الميزان ما قدمته أنت وما قدمته أنا من خدمات وتضحيات للكنيسة لنجد كفة من ترجح. محبة الكنيسة هي بالعمل لا بالقول. ومن قال لك أنني لا أحترم مقام بطريركيتي، وهل النقد البناء يعتبر بعرفك عدم احترام ؟ أم أنك تعتبر محاباة المنافقين احتراماً، ومواجهة المتجاوزين عدم احترام ؟ ؟ فهل تريدني أن أكون ماسح جوخ كما يقول المثل الشعبي ؟ ؟ ومن قال لك أنني أثير الاضطراب بين رعاة الكنيسة. هل صدر مني كلمات نابية كما صدر منك ضد سيادة المطران ساكو والأب أبونا ؟ ؟ فهل يحق لك ما لا يحق لغيرك ! ! !
يا شماسنا العزيز في هذا المجال كتبت أربع مداخلات، وقد نشرت على موقعي عينكاوا ونيركال كيت. وحيث أن موقع نيركال يجري تقيماً على المقال المنشور من قبل القراء من خلال التصويت. فيطيب لي أن أضعك في صورة ما نالت مقالاتي حتى ساعة إعدادي هذه المداخلة. 1_ السينودس الكلداني أزمة الثقة وفقدان رؤية، نال تأييد 72% من المقترعين. 2_ مقارنة بين بياني المجمع البطريركي وبيان لقاء أساقفة الشمال، نال تأييد 83% من المقترعين. 3_ ألا يتحمل رجال الدين قسطاً كبيراً من مسؤولية وضعنا الحالي، نال تأييد 96% من المقترعين. 4_ الاتهام الباطل دليل انحياز وخطيئة، نال 100% من تأييد المقترعين. فتأمل يا رعاك الله، أفليست هذه النسب دليل تفهم القراء لحقيقة الأمور. وأليست دليل تأييد وثقة للطروحات التي تطرقت لها.
واختم بما قاله الملفان أبن العبري: " بيشو زونا دمستعرن به هبخاياثا. وخل زليماثا حشيوين لواثه أخ تقناثا. سوسا مبرداع وحمارا دسريغ بلا تحمصتا. وقذام تعلي بركين وسغدين أرياواثا ". تعريبها: " سيء هو الزمان الذي تستقبل به الأمور بالعكس. وكل المغالطات تحسب به فضائل. الفرس مبردع والحمار مسرج بدون لياقة. وأمام الثعلب تركع وتسجد الأسود ". واللبيب من الإشارة يفهم.