موسم الربان هـرمزد في ألقـوش الكـلـدانيّة والعـراقـيّـين في العالـَم
مقـدّمة : نشرتْ إحـدى الصحـف المحـلية في سـدني ، تقـريراً مقـتضباً كـتبه أحـد محـرّريها مع صوَر عـن سفـرة إجـتماعـية في يوم 18 نيسان 2010 قام بها أبناء الوطن (العـراق) دون أن يـذكـر إسم مناسبة الإحـتـفال ومكانه والجـمعـية المنظمة له التي لم يـُعِـر أعـضاء هـيئتها الإدارية أية أهـمية أو تعـليق أو إعـتراض لصيغة التقـرير المبهمة واللادقـيقة . ولتوضيح كل ذلك لقـرّاء الصحـيفة الغـرّاء المشار إليها ، كتـبتُ المقال في أدناه ونـُشِـر في الصحـيفة نـفسها في عـددها التالي بكل رحابة صدر وهي مشكـورة .المقال : إنّ يوم الإثـنين الثاني بعـد عـيـد القـيامة من كـل عام هـو الذكـرى المثـبّـتة رسمياً في كـنيستـنا لإحـياء إسم القـديس ( ربّان هـرمزد ) الراهـب الفارسي الذي بنى دَيـره في القـرن السادس الميلادي عـنـد أعـلى الجـبل بالقـرب من ألقـوش ، وإعـتاد الـ ألقـوشيّـون منـذ القِـدَم وإلى الآن عـلى الإحـتـفال بهـذه المناسبة الدينية السعـيـدة بطقـوس دينية وبرامج إحـتفالية تـرفـيهـية تـطـوّرتْ مع الزمن لتـتـحـوّل إلى ( شـيرا - مهـرجان ) ديني وشـعـبي كـبـيرَين . وفي حـدود السنين الثلاثين الأخـيرة أو أكـثر ، صار سكان القـرى المجاورة لألقـوش والبعـيـدة عـنها مع أهالي مدينة الموصل ومحافـظات أخـرى من مسيحـيّـين وغـيرهم يشتـركـون إعـتزازاً بهـذا الـ شـيرا بصورة مكـثـفة ويضيفـون إليه رونـقاً وبهاءاً فـيـبدو إزدحام الفـرحة فـيه شـديـداً واضحاً ، مما جـعل القـيادة الكـنسية في ألقـوش تـُمَـدّدُه إلى يَـومَين (اليوم الأول - الأحـد لسكان القـرى المجاورة والبعـيدة من غـير الألقـوشـيّـين ، واليوم الثاني - الإثـنين لأبناء ألقـوش وأقاربهم القادمين من المحافظات أوالزائرين من أنحاء العالـَم) . وعـلى المنوال نـفـسه صار الـ ألاقـشـة في العالـَم أينما تواجَـدوا يُـنـَـظــّمون إحـتـفالاً واسعاً بهذه المناسبة السعـيـدة ( ثاني يوم الأحـد بعـد عـيـد القـيامة ) ليس لعـوائـلهم فـقـط بل لأبناء شعـبنا الآثـوري والسرياني ، لابل لكل العـراقـيّـين الراغـبـين بالمشاركة به وحـتى غـير العـراقـيّـين . وهـكـذا فالـ ألقـوشـيّـون في أستـراليا أسّـسوا لجـنة من شبابهم المتحـمسين سُـمّـيتْ ( لجـنة شـيرا ربان هـرمزد ) منـذ أوائل التسعـينات مهمتها الإعـلان للجـميع سنوياً عـن تـنـظيم سفـرة إلى متـنـزّه واسع للإحـتـفال بـذكـرى هـذا القـديس التأريخي الذي صار شـفـيعاً لبلـدتـنا ألقـوش وإرتـبط إسمه بإسمها ، فإذا ذكـَرنا إسم ألقـوش تـرتسم صورة ديـر ( ربّان هـرمزد ) في مخـيّـلة العارفـين به ، وإذا كـتـبنا أو نـطقـنا شـيئاً عـن الديـر هـذا ، فإن ألقـوش تـتـلألأ في العـيون عـنـد كـل مَن يعـرف تلك المنطقة . إن اللجـنة المذكـورة وهـيئـتها الإستـشارية وبرغـبة الألقـوشـيّـين من خلال سلسلة من إجـتماعات ومناقـشات كانوا قـد قـرروا في عام 2005 إضافة ( الكـلـدانية ) إلى إسمها تيمّـناً بالإنـتـماء التأريخي القـومي للألقـوشـيّين في بـيث نهـرين مـنـذ آلاف السنين وقـبل إعـتـناقـنا المسيحـية - اليوم هم ثالث قـومية في العـراق - . وجـدير بالذكـر أنّ كـنيستـنا المشرقـية وإعـتزازاً منها بالإنـتماء القـومي الكـلداني لأبنائها وضعـتْ إسم الكـلدان في صلواتها الطقـسية منذ القـرن الرابع الميلادي والذي تصلـّيه حـتى اليوم جـميع كـنائس المشرق بمخـتلف إنـتماءاتها ( صلاة مساء الجـمعة ) ، هـذا بالإضافة إلى أنّ الخـتم الرسمي لها كان يحـمل إسم ﭙاطريرك الكـلـدان ومؤمنوها نساطرة المذهـب .
إنّ الهـيئة الإدارية للجـنة ( جـمعـية ) شيرا ربان هـرمزد الكـلـدانية محـصورة بـين الألقـوشـيّـين فـقـط بسبـب الإرتباط التأريخي والجـغـرافي بـين ألقـوش والديـر ولكـونهم مؤسّـسيها أيضاً ، وهم يزدادون غـبطة وإفـتخاراً عـنـد مشاركة الجـميع بهـذه المناسبة المـفـرحة ، وكم لاحـظنا في إحـتفالاتـنا الفائـتة مشاركة أبناء شعـبنا العـراقي من عـوائل صابئة ومسلمة أيضاً دلالة عـلى إعـتبارنا هـذا العـيد ، عـيد جـميع العـراقـيّـين ، وهـكـذا كان يوم 18 نيسان 2010 في حـدائـق ﭽـﭙـينـﮓ نورتن موعـداً لنموذج رائع لهـذا الإحـتفال نظـّمتــْه جـمعـية شيرا ربان هـرمزد الكـلدانية في سـدني / أستراليا ، وباركه سيادة المطران جـبرائيل كساب الموقـر ، وأحـياه إبن ألقـوش المطرب نـديم مع فـرقـه الموسيقـية ، ثم شاركه المطرب رائـد عادل ، وإلى اللقاء في المهـرجان الممائـل السنة المقـبلة .