Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

موعد غرام

 

 

يضع الحاج يده على الجهة اليمنى من الصدر ويظهر علامات التوجع التي تثير قلق صديق عمره الذي يجلس في مكتبه بمصنعه ويسأله عن حاله، ويطلب منه الإستعجال في مراجعة طبيب، لكنه يبتسم تحت الألم ويرفض، ثم يؤمله خيرا ويعده بأن يتحرك لاحقا ليعرف ماهي المشكلة في هذا القلب الموجوع ببلايا الدنيا وهمومها. يموت الرجل لاحقا مقتولا بسبب الصراع المادي، ورغبة إبن أخيه الحصول على المال بالتواطؤ مع أفراد عصابة كانوا يخططون له وشاركوه في الجريمة. ترى لماذا كان الممثل العراقي القدير يضع يده على الجهة اليمنى من صدره مشيرا الى القلب المتوجع في حين إن القلب يقع في الجهة اليسرى؟


في رمضان عرضت أعمال فنية جيدة، وكان البعض منها سيئا للغاية، تابعت مسلسل سرايا عابدين، الذي يحكي قصة الخديوي، ومسلسلا آخر عن الفقر وعذابات المصريين ( إبن حلال) كان البطل محمد رمضان مجيدا لدوره، وشاركه فيه ممثلون معروفون ( محمود الجندي، هالة فاخر، وفاء عامر، ريهام سعيد). مسلسل ( لو) كانت حكايته الخيانة، وقدم دروسا جيدة للشابات والنساء الفاضلات ليتكيفن مع مشروع تغيير نمط الحياة الى التنوع، حيث تعاشر البطلة رجلين في آن واحد، زوجها وعشيقها، ولاضير في ذلك بالنسبة للقائمين على الفن والمسؤولين عن القنوات الفضائية العربية، خاصة إن أغلب الممثلين العرب والمغنين والمنتجين والمخرجين لايتورعون عن الخيانة ومعاقرة الخمور والسقوط الأخلاقي الذي لايعدونه سقوطا، إنما هو نوع حياة، يريدون للمجتمع أن يعيشه بطريقة مبتكرة، وهو مايلقى بالفعل رواجا كبيرا في أوساط مجتمعية، وهذا مافعلته المسلسلات التركية التي تمكنت من السيطرة على العقول، وإنتقلت لتتحول الى ممارسات عاطفية، وعلاقات محرمة، وإنفتاح غير مسبوق، وتغييب للعقل، وجموح عاطفي مخيف ومدمر للقيم والأخلاق والعادات والتقاليد والسلوك القويم ونظام الأسرة العربية والمسلمة.


رمضان شهر الطاعة يتحول رويدا بفعل السلوك الجمعي وطريقة الإنتاج الفني والنوايا السيئة الى موعد للغرام، وممارسة الرذيلة والخيانة، والدخول الى الملاه والحانات وبيوت الدعارة، فالكاميرا تتجول في ملهى تقدم فيه المشروبات الروحية، وتتمايل فيه الأجساد العارية للراقصات والمغنيات، عد عن المرتادات للمكان من عامة النساء والنخب، وجموع من الرجال، ويسمون ذلك تمثيلا، وإذن لامشكلة فحين تتعرى المرأة لايعد ذلك حراما لأنه تمثيل! وحين يضاجع رجل إمرأة لايعد عيبا لأنه تمثيل! ويبدو إن القائمين على عهر الدراما العربية يريدون للناس أن يميزوا بين القبلة التمثيلية وتلك الحقيقية وكأنهم لايعلمون ماسيفعل ذلك بالقاصرات من البنات، وكذلك الشبان اليافعين، وحتى النساء المتسمرات في مواجهة الشاشة.


تنتظر النسوة في البيوت موعد الإفطار، ويقضين الوقت لابالصبر والصلاة وقراءة القرآن، بل بمتابعة الأغان الفاحشة وعري نظيراتهن من المغنيات والممثلات والراقصات، ويتعلمن كيف يلجن المشارب والملاه دون أن يكلفن أنفسهن عناء الحركة فالملهى في البيت، وبيت الدعارة في البيت والجنس والقبل والفضائح تأتي الى البيت.


هي دهشة ممايحصل إذن.

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
مؤتمر بروكسل لمصير السورايي بعد داعش انعقاد هكذا مؤتمرات هو حدث ايجابي على الاقل لتحريك المياه الراكدة حول حقوق ومصير السكان الاصليين في العراق الذين حولوا الى اقليات بمرور الزمن من قبل شركائهم في الوطن .بالرغم من كونه هزيلا لعدم مشاركة الاحزاب والمنظمات ذوي الثقل الجماهيري بل مشاركة دكاكين استرزاقية بغالبيتها باسم احزاب ومنضمات لا تمثل الا نسبة حوالي 10% من قومنا الا ان اللغة والتفكير والديالكتيك الجدلي عامر صالح/ عندما نقول الديالكتيك الجدلي أو المادية الجدلية فنعني به حصرا الفلسفة الماركسية التي نشأت في الأربعينات من القرن التاسع عشر على أيدي مؤسسيها لماذا لم يكن فيليكس عربياً؟ أحمد أبورتيمة/ في مساء الرابع عشر من أكتوبر من عام 2012 حبس مئات الملايين عبر العالم أنفاسهم وهم يتابعون وين الحل؟ ... وين مستقبلنا؟ إننا ـــ والحقيقة شاهدة ـــ نعيش في زمن من أحرج أزمنة تاريخ كنائسنا ومسيرة إيماننا كما هي مجتمعاتنا، والأزمة ضاربة أطنابها في سائـر الميادين الإيمانية والإجتماعية والحياتية، والكل يسأل عن سبب هذه الأزمات والظلمات، "والكثيرون بل كلّهم ينتظرون أجوبة لأسئلتهم ويحلمون بمستقبل واعد". كما يسأل المؤمن
Side Adv2 Side Adv1