Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ميلاد المسيح : " آية "

كان الانجيلي متى متعلقا بأسفار العهد القديم وخاصة الانبياء ، وشعر بضرورة ان يلقي على حوادث المسيح وشخصيته بأضواء من العهد القديم لإبراز معالم شخصية المسيح المسيانية ، وإنارة المعاني المخفية وراء حركات التأريخ والطقس والعمليات الكبرى كالفداء والخلاص ، لإبراز الرجاء المسياني كله كإطار لمعنى الانجيل . ومن ناحية اخرى لإعطاء فرصة لليهودي المتعصب لأسفاره وتأريخه أن يكشف في المسيح قمة الفكر اليهودي وأمله ورجاءه ، لبلوغ نهاية واحدة هي مسيا الرجاء . وقد أجهد النظر والرؤية ، لمعرفة من هو هذا عمانوئيل الذي تكلم عنه إشعياء ، الذي عرف معناه :" يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل "( إشعيا 7: 14 ) ، فيجيء إنجيل متى ويحكي عن العذراء عينها ، وعن حملها الإلهي بالروح القدس والابن الذي يولد منها هو ابن الله " يشوع " الجديد الذي يخلص شعبه من خطاياهم . وُلد ابن الله من جنس الإنسان وهو ابن الله وعاش بيننا ورأينا مجده . وهكذا وبآن واحد أعطي إنسان الأمم بالرؤية المعقولة رحلة في الماضي السحيق 700 سنة ليسمع من إشعياء ما تم بحروفه في ميلاد المسيح في بيت لحم اليهودية مسقط رأس داود . وهكذا يرتبط الجديد بالقديم ليدرك إنسان العالم أن تأريخ الايام وجَري السنين يؤرخ لله لحساب الإنسان .
كذلك عودة الى ميخا النبي ( 5: 2 ) والحديث عن ميلاد ملك إسرائيل الذي مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ! فمن يكون هذا الذي منذ الازل سوى الله؟ ثم يحدد ميخا موقع ميلاد هذا الإله على خريطة يهوذا " بيت لحم " أصغر مدن يهوذا :" أما أنتِ يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف ( مدن ) يهوذا ، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على أسرائيل ، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ". وحينما يسمع الانسان أنه تحقق وتم ميلاد مسيا الدهور في المدينة الصغرى بيت لحم ( متى 2: 6 ) ، يبدأ يعيش فيدرك صحة الكلام وصدق الحديث .
وكذلك ايضا عودة الى هوشع النبي ( 786 – 724 ق.م ) ، ويضع الله في فم الانجيلي متى آية إسرائيل القديم والجديد معا ( هوشع 11: 1 ) عن ابن الله وهو إسرائيل قديما حينما كان الله يدلـله ، وهو عينه إسرائيل الجديد مسيح الدهور والامم ، كيف دعاه الله من مصر : في الاول كان هاربا من غلاء المعيشة وموت الفقر وفي الثاني كان هاربا من الذي أراد ان يقتله هيرودس حفظا على ميراث ملوكيته الفانية .
يبدأ الانجيلي متى بمقدمة مختصرة جدول للأنساب الذي يفتتح به انجيله ثم حوادث ميلاد المسيح الإعجازية فيقول :" كتاب يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم " ، باعتباره عنوان سجل تسلسل أنسابه وبداية ميلاده ، وإذ يبدأ بإعطاء لقب " المسيح " ليسوع ليوضح ضمنيا أن جدول الأنساب الذي جمعه يضمن إثبات أن المسيح هو " المسيا " وقوله ابن داود التي كرررها في انجيله تسع مرات فهو يشير الى ميراث مملكة داود , أما تأكيد الانجيلي متى منذ البدء ابن ابراهيم من مدينة اور الكلدانية التي تبعد حاليا ( 15 ) كلم من مدينة الناصرية في عراقنا الحبيب ، فهو لتحديد أنه النسل الموعود الذي به تتبارك كل امم الارض . وبهذا التعريف يكون بميلاد المسيح قد بدأ التأريخ المقدس حسب وعد الله لإبراهيم : " وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " ( تكوين 12: 3 ) . وبعد سرده لجدول الأنساب الذي ينتهي بمريم العذراء يبدأ يأخذ واقعه كمولود من الروح القدس ومريم العذراء ليستعلن أنه ابن الله .
أقدم اخلص التهاني والتبريكات بمناسبة ميلاد المجد الى الشعب العراقي بشكل عام واهل عينكاوة بشكل خاص والى الكردينال مار عمانوئيل دلي وجميع الكهنة والمطارنة الكلدان والسريان والارمن والاشور والى رئيس الجمهوية العراقية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان والى رئيس اقليم كردستان العراق . وكل عام والشعب العراقي بالف خير وتكون بركة المسيح مع الجميع .
Opinions