Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مــاذا تريدون ؟ بيان رقم واحد أم يبقى العشى خبّاز

احداث التاريخ هي خيرما تستفاد منها الشعوب في رسم مستقبلها , وبما أن العراقي هومن ذائقي مرارة ويلات عسكرتارية حكامه ومن المكتوين بنار الكوارث التي عصفت به طيلة عقود وقرون , عليه ان يراقب ليرى ما فعلته الدول التي عانت شعوبها ليس أكثر مما عاناه العراقي , إذ بادرت أولا بفعل إنقاذي مبكر ثم باشرت بالعمل على تمدين أجهزة حكمها وعلمنتها وتقوية دور قضاءها بعد ان إتعضت من تجارب العسكره وكوارث أبطالها, والقول بأن ما حل ّ بالعراق اليوم هو ظاهرة غريبه , فذلك ليس صحيحا ومعرفة الحقيقة لم تعد لغزا عصيا , وحين نتساءل عن خفايا مسببات الحاله التي وصل اليها العراق ,لا أعتقد بأن عاقلا سيصمت أمام بدعة تلميع وجه الأجنبي ودوره الذي يدعي كما كان يدعي على مر الزمن بأن عطفه علينا كشعب هو الدافع في جلب أساطيله لتخليصنا من الديكتاتور , وهذا يؤكد لنا بشاعة طرقه في عملية التغيير .

إنها مقالب الدوائر العالمية بسياستها المتحايله و بثقافتها وإقتصادها وإعلامها وتعاطيها مع حاكمينا الديكتاتوريين الذين أوصلونا ألى حال المريض الذي لم يعد من علاج يشفيه عدا الكـــّي بالجمر او بتناول جرع ثخينه من سم العقرب او الحيه؟ فحال البلد الذي مازالت نخبه السياسيه تغني بشعارات الديمقراطيه لكنها تتباكى على الطائفه وعلى الحق القومي لا يفيد معه سوى هذه الجرعه المؤلمه( عمليه عسكريه جراحيه) رغم علمنا بسوء مضاعفاتها الجانبيه الوقتيه لكن ضرورتها قائمه ,ولا أعني في ذلك الشطب على عامل الزمن ودوره في تحقيق ما ينشده العراقي ,كما لسنا بصدد التشكيك بأهمية الديمقراطيه ومضار العسكره وديكتاتوريتها , لاننا كما قلنا كعراقيين عانينا الكثير من الإنقلابات العسكريه التي هدرت في محاكمها العرفيه والثوريه أنهرا من دماءنا , ولا أدعي بأن أحد منا رأى الخيرفي مصباح اذاعة البيان رقم واحد الذي قلما أذيع باصوات وطنيه صرفه ,كما لم يسبق أن شهدنا استقرارا في عهد من جاءوا على الدبابات, إذن العسكره كانت رغما عنا بمثابة العلاج بالجرعه السامه التي عودونا على تناولها في السابق وهي أتعس ما يتمناها المواطن الأعزل والباحث عن العيش الهادئ والمستقر,ولكن حينما نقول عن حالنا باننا لم يعد أمامنا سوى جرعة السم او الكي ,معنى هذا أن مقولة للضرورة أحكام تنطبق وحالتنا التي تزداد تعقيدات أزماتها المتفاقمه يوما بعد آخر ؟

لو إعتمدنا أهزوجات مناضلينا بيساريييهم ومتديينهم وقوميييهم وليبراليييهم التي كانت تتغنى بكرامة الإنسان العراقي طوال أعوام معارضاتهم وإنقلاباتهم العسكريه كغايه لنضالاتها , و ان شعار وحدة العراق وإسعاد شعبه هي الهدف من تصفيط الجمل الحماسيه و تثبيت المصطلحات التقدميه الحاليه كالتعدديه والفيدرالية وحقوق الإنسان في الدستورالتي من أجلها جيئ بالأجنبي الى دارنا , يا ترى بعد كل ما شهده الشعب طيلة الثمان سنوات المنصرمه, كيف سيكون حكم الشعب على الساسه الذين أخفقوا في تحقيق ما إفتقده الشعب في الانظمه السابقه لابل زادوا من مآسيه ؟ألسنا بحاجه الى ضرورة إستثنائيه لمعالجة الحاله , أم بات حرام التحدث عن تلك الضرورة خوفا من أن ترتطم عتلات أحكامها بجماجم الحكواتيين الصلده وكروشهم المترهله .

من اجل دعم العمليه السياسيه , ذهب العراقي الى صندوق الإقتراع اكثر من مره , و بأسم الديمقراطية رددنا معهم شعاراتهم, وإحتراما لنضالاتهم أصغينا اليهم طويلا, وها هي مصطلحات العمليه السياسيه و تداول السلطه بالطرق السلميه و الدستوريه وتمخضات الإنتخابات وما الى ذلك من حبوب مخدره طفح بسببها كيل التشرد والتفخيخ والتهجير والجوع وغياب الخدمات ,ولا ننسى نحن الآن نتحدث عن عراق موشك على تفكك كامل كيانه ويا ليتني كنت مخطئا بذلك , فهو محتل اجنبيا واقليميا وجواريا , و عن سبق إصرار وتربص وضعنا المحرر تحت البند السابع , أما كيف نصف ساستنا مع أحترامنا لهم , فهم بمثابة حواضن دافئه لفايروسات الطائفه والدين والمذهب والقوميه تنفخ بها جهارا والشعب يتنفس شهيقه من رذاذها ثم يبعث الآهات والحسرات في زفيره , إذن لنتخيل هيئة الجنين الناتج عن تلاقح بويضة الديـمقراطيه المدعاة مع بويضة الحكواتي التي تغلبت فيها كروموسومات توليف قصص التطييف المذهبي ورسم حدود الاقاليم الإثنية والمذهبيه !!

بعملية تفحص بسيطه لأحداث السنوات التي أعقبت سقوط النظام الديكتاتوري الذي لم نسمع من رأسه يوما بأنه ديمقراطي , وبإحصاء حسنات و مثالب الذين حلـّوا ما بعده, سنرى بأننا من عين الجحر لدغنا مثنى ً وثلاث واربع بحيث سلــّمنا أمرنا هذه المره (ديمقراطيا انتخابيا) بأيدي حماة جردونا من كل شئ ثم علقونا في أعلى شماعاتهم و كلما أرادوا الإمساك بمنصب يأتون بإسمنا وبقسم اليمين الذي أدوه امام مرؤوسيهم مقابل التغطيه على عمليات سلب ونهب موارد البلد بالتهريب والتهريج , أكثر من هذا لم يحضى العراقي من عطف الامريكي ومن قسم يمين البرلماني ووعوده , أما مشاهد القتل والتهجير ومناظر الأطفال النابشين في القمامات بحثا عن فتات الفضلات الملوثه بالذباب والكلاب السائبه في أرض هي من أغنى بقاع الكون فهذا سببه إما بقايا نظام صدام حسين والبعث الفاشي أومجرمي القاعدة والتكفيريين والى ما ذلك من توليفات سبع سنوات سئم منها حتى الذي كان يعارض ذلك النظام .
من خلال تحديد طبيعة أجندة الأجنبي و معرفة قصة عطفه علينا ,سنكشف عن تسلسل مصلحة الشعب ومستقبل وطنه في أجندة واستراتيجية هذا الاجنبي , و سيتضح الأمر اكثر حين نطلع على الادوات التي إستخدمها الغازي في سدة حكم العراق بدءً من تشكيلة مجلس الحكم وإنتهاء بالسبعة أشهر التي مرت على إجراء الأنتخابات البرلمانية الاخيره والعراق بدون حكومه , سيسأل احدنا الاخر, عن اي محرر عطوف نحكي , وعن اي بوادر بناء نظام ديمقراطي فيدرالي سنتحدث ؟ وعن أي ساسه وطنيون سندافع , وعن اية سيادة وأنسحاب سنحكي للأجيال , وباي مأساة سيبدأ المواطن المنكوب كلامه , كل ذلك وآذاننا صاغيه وعيوننا مشدوهه الى ثرثرات ديمقراطيينا الممله ووعودهم الكاذبه على شاشات التلفاز وهم يصولون ويجولون داخل حصون المنطقة الخضراء ,يسرحون ويمرحون في واد جنائني مخضر و وادي شعبهم السحيق دامس بظلامه تسكنه الأشباح والأوبئه وتملأه القمامات والمستنقعات وتزينه بقع الدماء الحمراء و بقايا اشلاء الأعزاء متناثره على الحيطان , هذا ما جنيناه من عطف المحررين, وهذا ما سنجنيه ما دمنا في كنف نخب لم تتعض من سلوكيات النظام السابق كيف ترحم هذا الشعب وتخرجه من المصائب التي أدخل شعبه فيها .

إنقاذ وطن يرضخ تحت إحتلالات مركبه هي مهمة إنسانيه وأخلاقيه لا يمكن أن يؤديها المدافع عن مذهبه السني, ولن يحقق أمننا وأماننا المزمرون بتشييع المنائر إنتقاما من سابقيهم , وهل من السهل على العراقيين من القوميات الغير العربيه والغير المسلمه أن تتجاوز فوبيا تكرار المظالم السابقه ,أنا أرى كما يرى الكثيرون , بأن مهمة إنقاذ العراق هي أصعب من أن تؤديها عقلية المصارع والمجاهد من اجل الطائفه والقوميه والمذهبيه الدينيه , رغم علمنا ان صراعهم الذي إشتغلوا عليه باسم الطائفه لكن الطائفه ما زالت تئن تحت وطأة حاكميها والسبب واضح وما على الطائفة حسب ممثليها إلا أن تتدبر أمرها ديمقراطيا اما بالهجرة او في الحوم بكل حريه حوالين القمامات !!
هل يعقل القول بأن ساستنا لا يفهمون ما معنى أن يصرح الامريكي بايدن بان بإمكان( الجيش العراقي) ان يتحرك اذا فشل الساسة في تشكيل الحكومه, أليس معناه أن في جعبة الأمريكي حل جاهز ومرسوم للقفز على الديمقراطيه رغما عن الجميع لاننا نوفر له من الحجج الكثير مما سيبررإقدامه على هذه القفزه , وتنفيذ ذلك ليس صعبا و ربما تحقيقه سيكون بايادي عسكرية عراقيه مواليه , إذن إما أن ينقلب الشعب ويدفع فاتورة إضافيه في قلب الطاولات على الرؤوس ويؤتى لنا من الشارع بمن يوفر الخبز والأمن او أن يترك أمر إستصدار البيان # 1 مترجما عن لسان بايدن,وفي كلتا الحالتين المتهم هم ساستنا وحاكمينا وبرلمانيينا الذين عجزوا عن تشكيل الحكومه .

نعم مهمة انقاذ العراق في غاية الصعوبه , والقادر عليها إما الامريكي, أو مسيرة الشعب الغانديه بإتجاه المنطقة الخضراء, دعونا نحكيها بصراحة ابو كاطع,السياسي الذي لا يعرف لماذا جاءنا الأجنبي ولايريد أن يتنازل قليلا من اجل عيون الطفل العراقي المظلوم ولا يستسيغ التعامل على اساس تبادل المصلحة مع الاجنبي ويجهل طريقة التعاطي معه, لا يصلح هذا السياسي لمهمة انقاذ العراقيين في عراق محتل والافضل له أن يغادر الساحه .

لو فشلت قائمة العراقيه في تعزيز جبهة تعطيل المشروع الأجنبي وأخفقت في تشكيل الحكومة, فإن المهمة ستقع على عاتق من يرى في حكومة إنقاذ وطنيه ولتكن عسكريه مؤقته لسنتين تزيح هذه الطبقه الحاكمه التي جاءت بها دبابة الأجنبي وورطت الشعب بشكل ثعلبي في انتخابها لأكثر من مره بحيث أنجبت لنا وزارة نفط مهمتها الإشراف على تصدير وتهريب النفط من أجل تسديد رواتب وفواتيرالرئاسات والأحزاب وأعضاء البرلمان وميليشياتهم وتمويل الشركات وشراء شوارع في لندن ,أما وزير تجارتها, فبعد ان اذاق الشعب أصنافا من فضلات اغذية الدول المجاوره رحل باكياس ملايين الدولارات امام انظارنا وبحماية رئاسته, وهكذا وزير الكهرباء ووزراء آخرون غطت على فسادهم رئاسات الحكومه, هذه ليست بحكومه ينتخبها الشعب يا سادتي, والامريكي يعرف ذلك جيدا ويستحيل أن يعول عليها في ضمان مصالحه المستقبليه لابل (يتختخ على فضحها) كي يصبح خياره الذي في ذهنه محط رضا ولهف العراقيين اليائسين على مضض وهذا ما سيتحقق على الاغلب لو بقي ساستنا بنفس عقلياتهم ,أما أذا رأى الشعب ان طريقه الى المنطقة الخضراء سالكا واقرب اليه من الذهاب الى فرن الصمون فذلك قلب الأمور راسا على عقب .

في الختام أقول, ليس نصرا لي أن أ تجاوز على الديمقراطيه في الذهاب الى الممنوعات, لكن تذكروا جيدا يا من كنتم تعارضون نظام صدام الديكتاتوري, تذكروا بأن التجاوز على المواطن خطيئة مميته أماتت الحاكم , وهتك كرامته هي من المحرمات , أما السكوت عنها فهو ليس بأقل خيانة من مرتكبيها .

الوطن والشعب من وراء القصد


Opinions