Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي: الجيش العراقي أثبت أن ولاءه كان للوطن وحده

06/01/2010

شبكة اخبار نركال/NNN/
أكد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إن من يؤمن بأن العراق وطنه الذي ينتمي إليه ويرتبط به لابد أن يتذكر باعتزاز وإجلال مواقف هذا الجيش الباسل في الدفاع عن سيادة العراق، ونصرة المظلومين والمستضعفين حيثما دعاه الواجب الوطني والإنساني.
وأشار فخامة النائب، في خطاب وجهه الأربعاء 6-1-2010، بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي، الى أن " أبرز أسباب هذا الضعف أمام الطامعين هو تشتت الولاء بين الوطن الذي ينبغي أن لا يعلو عليه ولاء، والولاء للمكونات الاجتماعية والأحزاب السياسية المتنازعة وعدم الاتفاق على المشتركات والمهمات الوطنية".
وفيما يلي نص الخطاب:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب العراقي الأبي
يا أبناء جيشنا الباسل
تمر علينا اليوم الذكرى التاسعة والثمانون لتأسيس الجيش العراقي البطل، والذي يمثل عيداً وطنياً وفرحة كبرى لكل العراقيين، فهو يوم مولد جيشنا المغوار الذي نفتخر ونعتز به. فأتقدم بالتهنئة والتبريكات لكل أبناء القوات المسلحة الباسلة، ضباطاً ومراتب، الذين خدموا هذا الوطن عبر تاريخ هذا الجيش العملاق، والذين لايزالون يؤدون واجبهم بصفوفه بإخلاص وأمانة وكفاءة ومهنية، ومَن التحق حديثاً من شبابنا بهذه المؤسسة العريقة لينال شرف خدمة العَلَم والدفاع عن التراب الوطني العراقي.
وداعياً بالرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى هذا الوطن العزيز خلال (89) عاماً مليئة بالأمجاد والمآثر عبر سجل حافل بالتضحيات امتدت منذ السادس من كانون الثاني في عام 1921م، يوم التأسيس الأغر.
إن من يؤمن بأن العراق وطنه الذي ينتمي إليه ويرتبط به لابد أن يتذكر باعتزاز وإجلال مواقف هذا الجيش الباسل في الدفاع عن سيادة العراق، ونصرة المظلومين والمستضعفين حيثما دعاه الواجب الوطني والإنساني، تشهد له معارك الدفاع التي خاضها بتخطيط عسكري رصين كفاءة قتالية وشجاعة وبأس شديد، يشهد له بها القريب والبعيد عبر تاريخه الناصع.
لقد أثبت الجيش العراقي أن ولاءه كان للوطن وحده، ولقيم الفروسية والرجولة والإخلاص لمبادئ المواطنة والتماسك والصف الواحد في مواجهة المخاطر الخارجية، ولم يعر اهتماماً للهويات الفرعية المفرِّقة. لأنه تبنى عقيدة عسكرية وطنية إنسانية حضارية تستلهم التاريخ المجيد لأمتنا، ولذلك كان تعامله في جميع المعارك التي خاضها تعاملا مهنياً احترافياً مشهوداً، تجلت فيه أخلاقيات الفرسان وسلوكيات الأبطال، على الرغم مما شاب تلك الصورة الوضاءة في بعض العهود السياسية من خلل عبر محاولات تسييس أداء الجيش باتجاهات غير مهنية تبعده عن مهمته الوطنية العليا.
ولا زالت كلمات من وصفوه بالشجاعة والإقدام ترن في أسماع الزمان فصدق من قال في رجاله الشجعان:
هلاءِ الذين استنفروا دمهم
كأنما هم إلى أعراسهم نفروا
السابقون هبوب النار ما عصفت
الراكضون إليها حيث تنفجرُ
أولاءِ أهلي وإخواني ومن ورثوا
أن يركبوا نحو آلافٍ وهم نفرُ
يا أبناء شعبنا العزيز
تمر علينا ذكرى تأسيس جيشنا المقدام هذا العام، وبلدنا يقف أمام تحدٍ كبير، إذ تتعرض سيادته ووحدته ثرواته لأخطار شتى وتحديات كبيرة، منها تحدي العدوان السافر على حرمة ترابه وسيادته الوطنية وسلامته الإقليمية من بعض دول الجوار مثل الاعتداء على حقل (الفكة) النفطي.
إن من أبرز أسباب هذا الضعف أمام الطامعين هو تشتت الولاء بين الوطن الذي ينبغي أن لا يعلو عليه ولاء، والولاء للمكونات الاجتماعية والأحزاب السياسية المتنازعة وعدم الاتفاق على المشتركات والمهمات الوطنية، فحادثة (الفكة) تدق جرس الإنذار عالياً معلنة أن الخطر يهدد هذا الوطن ومستقبله، هذا الوطن الذي ما جرأ معتدٍ على العبث بحدوده وثرواته عندما كان أبناؤه صفاً واحداً توحدهم الثوابت الوطنية وتجمعهم بوصلة واحدة اسمها (العراق).
في هذه الذكرى ينبغي أن يكون لنا موقف عملي وخطوة إنصاف فعلي إزاء جيشنا تتمثل في وضع حدٍ لتأخر وتعثر استعادة الجيش العراقي لدوره الوطني التاريخي كقوة دفاعية قادرة على كبح جماح التطلعات الإقليمية المشبوهة واستعادة التوازن العسكري الاستراتيجي في المنطقة.
يا أبناء جيشنا المقدام
آن للقوى السياسية أن تعرف لهذا الجيش قدره ومكانته فتعطيه دوره الذي يستحقه في بناء العراق لأنه يمتلك إمكانية أداء الواجب المطلوب في عملية بناء الدولة وتحصينها وحفظ التماسك الداخلي وصد العدوان الخارجي. إن المشكلة التي واجهتنا خلال السنوات السابقة هي عدم قدرة الحكومات المتعاقبة على إدراك أهمية الدور الداخلي للمؤسسة العسكرية في استيعاب العراقيين على اختلاف انتماءاتهم، والمحافظة على وحدة التراب الوطني واستقرار البلاد، وحماية النظام الديمقراطي والدستور.
لقد سعينا إلى انجاز قانون للخدمة والتقاعد العسكري يكرِّم أبناء جيشنا ممن خدموا سابقاً والذين يخدمون الآن في خطوة لرد بعض الدَين لهذا الجيش الباسل الذي يستحق كل تكريمٍ واحترامٍ يليق بما قدمه أبناؤه ويقدمونه الآن. وينبغي العمل على أن يكون هذا القانون منصفاً لمنتسبي الجيش العراقي السابقين لمعالجة شعور بالمرارة والظلم والإقصاء والتهميش.
وأخيراً دعوة لأبناء جيشنا الباسل جميعاً أن يتحلوا بالمهنية التي نحن بأمس الحاجة إليها كي نُخلِص الولاء للوطن وحده مهما تفرقت بنا المشارب.
المجد والعلو لهذا الوطن، والخلود لشهدائنا الأبرار، والتحية للجيش والمباركة والتهنئة الشعب بهذه المناسبة الوطنية العزيزة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

عن: المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق. Opinions