نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي يدعو إلى وقفة دولية مسؤولة تساعد العراق على تأدية دوره الإيجابي
09/06/2010شبكة أخبار نركال/NNN/
أعرب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي عن رغبة العراق الصادقة في الانضمام إلى مؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا سعياً منه لإقامة علاقات صداقة وتعاون وثيقة مع المجتمع الدولي لاسيما دول آسيا وبضمنها جوار العراق.
وقال فخامة النائب، في كلمة ألقاها خلال أعمال القمة الثالثة لمؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا والمنعقد حاليا في اسطنبول الثلاثاء 8-6-2010 ، إن "العراق وإيماناً منه بجدوى مثل هذه التجمعات الدولية فأنه سيبذل كل جهد ممكن من اجل إنجاح أعمال المؤتمر لتحقيق أهدافه السامية".
نائب رئيس الجمهورية أشار إلى أن "العراق حقق عبر السنوات الماضية قفزات نوعية في العديد من المجالات وأن علاقاته التجارية والسياسية توسعت في مختلف دول العالم"، مضيفا "لقد نجح العراق في التغلب على العديد من التحديات التي واجهت مسيرة بنائه ، واستطاع لأول مرة أن يبني مؤسسات ديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع " .
هذا وجرى قبل انطلاق أعمال المؤتمر حفل توقيع انضمام العراق إلى دول التفاعل وبناء الثقة في آسيا، حيث وقع فخامة النائب بروتوكول انضمام العراق بصفته ممثلا عنه في المؤتمر.
وفيما يلي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس المؤتمر المحترم ,,,,
أصحابَ الفخامة والسعادة رؤساء و رؤساء وزراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء المحترمون
السادة الحضور ,,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ان اترأس وفد العراق في اعمال القمة الثالثة لمؤتمر التفاعل وبناء الثقة في اسيا معبراً عن رغبة جمهورية العراق الصادقة في الانضمام إلى هذا المؤتمر سعياً منها لإقامة علاقات صداقة وتعاون وثيقة مع المجتمع الدولي عموماً ودول آسيا خصوصاً وبضمنها دول الجوار ، إن جمهورية العراق إيماناً منها بجدوى مثل هذه التجمعات الدولية ستبذل كل جهد ممكن من اجل انجاح اعمال المؤتمر لتحقيق اهدافه السامية.
وباسم وفد جمهورية العراق يسرني ان اتقدم بالشكر والامتنان للجمهورية التركية رئيساً وحكومة وشعباً ولولاية اسطنبول العزيزة على وجه الخصوص على كرم الضيافة وحسن الاستقبال كما اتقدم بالشكر والتقدير الى جميع الدول الاسيوية لمواقفها الداعمة للعراق ولسيادته واستقلاله ووحدة اراضيه واحترام خياراته في عملية التحول الديمقراطي الحر.
لقد نجح العراق في التغلب على العديد من التحديات التي واجهت مسيرة بناء العراق الجديد منذ سقوط النظام السابق عام 2003، واستطاع لأول مرة أن يبني مؤسسات ديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع، ولديه الآن مجالس محلية ووطنية تشريعية منتخبة بإرادة حرة، كما لديه دستور دائم، وصحافة حرة، ومؤسسات مجتمع مدني تضطلع بدور متميز في مختلف جوانب الحياة الإغاثية والسياسية والتربوية والاجتماعية وغيرها.
إننا فعلاً نبني عراقاً جديداً يعوض أبناءه سنوات الحرمان والحصار والحروب، ويضمن مستقبلاً لائقاً وحياة كريمة لأجياله القادمة، كما يساهم بجد وبصدق في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وعبر السنوات الماضية حقق العراق قفزات نوعية في المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية وغيرها، وتوسعت علاقاته التجارية والسياسية في مختلف دول العالم، كما حقق نمواً اقتصادياً طيباً ، كما استطاع أن يجذب العديد من الاستثمارات، ويوقع العديد من عقود الخدمة في المجال النفطي ـ ومن حسن الطالع أن تكون أغلب الشركات الموقعة آسيوية مثل جمهورية الصين الشعبية وماليزيا وتركيا ـ وهو يتطلع إلى توقيع عقود استثمارية في مجال الغاز، ولدى العراق من هذه الثروة طاقات تصديرية هائلة من شأنها ـ مع صادرات النفط الخام ـ أن توفر موارد كافية يمكن أن توظف في التنمية وإعادة الإعمار.
لقد وفر العراق الأرضية القانونية المناسبة لجلب الاستثمارات الخارجية، ولديه الآن وفي المستقبل فرصاً واعدة للاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة والصحة والتعليم والخدمات والإسكان والسياحة وغيرها، ولم يعد التحدي الأمني عائقاً كما كان بعد نجاحات متميزة في فرض القانون والنظام.
ورغم ذلك فإن العراق ما زال يتطلع ويطمح إلى غلق الملف الأمني نهائياً كي ينصرف تماما إلى الإعمار والتنمية، وهو يدرك أن ذلك لن يتحقق بجهوده الذاتية فحسب، بل لا بد من وقفة مسؤولة وتعاون جميع دول العالم، ولا سيما دول الجوار، والعراق يأمل أن يكرس هذا المؤتمر قواعد راسخة في التعامل بين الدول الأعضاء مبنية على الثقة وتبادل المصلحة وعدم التدخل تكون مثالاً يحتذى بين دول العالم كافة.
أنتهز هذه الفرصة لأشكر كل الدول الصديقة للعراق التي راجعت مديونيتها وشطبتها، لأنها وجدت في هذه المديونية عقوبة لشعب بريء من مغامرات كارثية كان هو أول ضحاياها، وأملي كبير بالدول الشقيقة والصديقة أن تحذو حذوها، كما أدعو كافة دول العالم أن تساعد العراق في إخراجه من تبعات الفصل السابع ليمارس دوره الإيجابي المطلوب في مجالات السياسة والتجارة والاستثمار.
وأخيراً لا بد أن المجتمع الدولي قلق بصدد تأخير تشكيل الحكومة بعد انتخابات ناجحة في السابع من آذار الماضي، وأعتقد أن المهمة أصبحت الآن أسهل بعد أن صادقت المحكمة الاتحادية على النتائج، ومن المؤمل أن ينعقد مجلس النواب الجديد في وقت قريب، والذي سيفتح المجال أمام مفاوضات بنّاءة بين الكتل الفائزة من أجل الاتفاق على تفاصيل حكومة الشراكة والتكافؤ الوطني.
وفي الختام أكرر شكري وتقديري للأمانة العامة للمؤتمر، متمنياً للجميع النجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق.