نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي: الاصلاح يبدأ بانصاف الناس وكسب ثقتهم ودعم الشرائح الفقيرة
21/02/2010شبكة أخبار نركال/NNN/
أكد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي أن الدولة بوضعها الراهن عقبة أولى ورئيسية أمام الإصلاح وليست عاملاً محفزّاً أو مساعداً له.
وأضاف فخامته، في مقابلة مع مجلة الاسبوعية، نشرتها الأحد 21-2-2010، " أنا من مؤيدي فكرة أن الدولة العراقية تحتكر الكثير من الأراضي، والأصول والممتلكات، بل هي تحتكر كل شيء وذلك بالمعنى الإقتصادي للإحتكار وليس بالمعنى السياسي فقط بمعنى أنها تسحق الآخر حتى ولو كان الآخر مجتمعها وشعبها والمصالح النامية فيها".
واوضح نائب رئيس الجمهورية أن أول الإصلاح يبدأ بإنصاف الناس وكسب ثقتهم ودعم الشرائح الفقيرة والمستضعفة منهم ويبدأ بانطلاق النشاط الأهلي وحمايته من إحتكارية الدولة وإصلاح القطاع العام وتعريف حدوده وتقويمه بمعايير السوق الإنتاجية والكفاءة وليس بأي معايير أخرى وتشجيع المبادرات الخاصة، والأهلية وتشريع عدد من قوانين الملكية العقارية والزراعية والصناعية والإستثمارية التي تحمي الإستثمارات ورؤوس الأموال والعمالة المدنية والريفية والحقوق والأصول.
فخامة النائب أشار الى إن "عملية الإصلاح تتطلب أيضاً إعادة المفاهيم الصحيحة في النشأ الجديد والإرتقاء بالمستوى التربوي والتعليمي وبناء الكفاءات والتصدي بجد لبناء مشاريع البنى التحتية لاسيما في مواضيع المياه والأنهار والكهرباء والمجاري والمشاريع الارتكازية وإصلاح النظام المصرفي والكمركي وقطاع التأمين والاتصالات والمواصلات والتعامل الجدي مع القضايا التي يؤكد عليها الدستور بوعي من أن النفط والغاز هما ملك الشعب العراقي وليس ملك الدولة أو وزارة أو فرد فيها".
وبخصوص تقييمه لطبيعة الصراع في العراق، قال فخامته " إنه صراع بين قوى الانطلاق والتقدم من جهة، وقوى العرقلة والشد الى الوراء من جهة أخرى فالإستبداد والفردية والإرهاب والتخريب والعقوبات والحصار والاحتلال وتراجع دور العراق الإقليمي والدولي والصراع على السلطة والتفرد الطائفي واحتكار دورة المال وتحول الفساد الإداري الى شبكة علاقات باتت تشمل كل المؤسسات الرسمية الخاصة هي من عوامل العرقلة والشد الى الوراء "، مضيفاً " هذه كلها وغيرها ليست موضوعات عائمة بل هي مرتكزات من قوى وعقليات النظام القديم ، وجديدة من قوى وعقليات النظام الجديد".
وأكد نائب رئيس الجمهورية أن هذه العوامل إذا رفعت، فإن العراق سينطلق لأنه يمتلك خزيناً متراكماً حجزته هذه العوامل لعقود طويلة من الزمن، وما زالت تقوم بذلك بل إن بعضها قد أعيد إنتاجه وتجديده، مشيراً الى إن "الصراع على السلطة يجب أن يعطي مكانه لتداول السلطة والمشاركة الواسعة فيها والمشاكل الموروثة، يجب أن تحل وفق الدستور، التوافقات الوطنية ، وتغليب مكاسب الوحدة والإجماع والنفع العام على امتيازات الإستيلاء واستخدام القوة وموازين قوى اللحظة".
وبشأن تقييمه لأداء الحكومة الحالية في مجالات العلاقات الخارجية والأمن والخدمات والمصالحة الوطنية، قال فخامة النائب " مستوى المصالحة الوطنية فيه تقدم طيب، وكان يمكن أن يكون أفضل لو تحققت المشاركة الصحيحة، ولم تنفجر المشاكل مع هذا أو ذاك بين آونة وأخرى، وأتمنى أن نتجاوز أزمة الإنتخابات الحالية ، ونحن أكثر تصالحاً وتلاقياً، أما مستوى الخدمات فضعيف جداً، والأمن قد تحسن في العام 2008، لكنه بدأ بالتراجع في نهاية 2009 ومطلع العام الحالي، والسياسة الخارجية جيدة مع اوروبا والولايات المتحدة وآسيا بشكل عام وقلقة مع إيران، وجيدة عموماً مع تركيا ومتوترة مع دول الجوار".
وجواباً على سؤال المجلة حول الموقف الامريكي من العراق في ظل إدارة أوباما، أوضح نائب رئيس الجمهورية ان "جوهر سياسة الرئيس بوش كانت التدخل، وجوهر سياسة الإدارة الجديدة هو فك الإرتباط والأولى قادت الى الإحتلال وهو ما يرفضه العراقيون، أما الثانية فهي تساعدنا على تصفية الإحتلال، لكنها تقود الى ضعف السياسة الأمريكية في العراق والمنطقة، وهو ما يتردد حياله الأمريكيون. لقد ذكر لي نائب الرئيس بايدن في لقائي الأخير معه في البيت الأبيض أن علاقات تقوم على الإحتلال هي علاقات غير طبيعية، وهذا أمر صحيح، لكنني أجد أن البدائل ما زالت غامضة في ذهن وممارسة صانع السياسة في البيت الابيض وفي السفارة الأمريكية في بغداد".
عن: المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق.