Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي: شهيد المحراب رجل قاد مسيرة طويلة ‏من الجهاد والعمل الصالح

13/06/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/
اكد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ان آية الله العظمى محمد باقر الحكيم كان رجل ‏وحدة بكل معنى الكلمة، والوحدة كانت بالنسبة له ليس موقفا شكليا، وانما منهجا بناءا يحقق ‏الاهداف ولا يعطلها.‏
واضاف فخامته، في كلمة القاها خلال الحفل التأبيني، السبت 12-6-2010، بمناسبة الذكرى ‏السنوية السابعة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، انه "رجل قاد ‏مسيرة طويلة من الجهاد والعمل الصالح"، معزيا الشعب العراقي ومراجع الدين العظام واسرة ‏آل الحكيم بهذه الذكرى الاليمة.‏

وفي ما يلي نص الكلمة: ‏

‏"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين
بسم الله الرحمن الرحيم
‏"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"‏
صدق الله العلي العظيم
ايها الحفل الكريم ..‏
ابدأ كلماتي في هذا الحفل المبارك بتعزية الشعب العراقي العظيم، وأسرة آل الحكيم ومراجعنا ‏العظام بهذا المصاب الجلل لرجل عظيم اختارته يد الارهاب والغدر وهو صائم، بعد صلاة ‏الجمعة بجوار مسجد جده امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام في الاول من رجب قبل ‏سبعة اعوام.‏
لقد هز العراق ذلك العمل الارهابي الجبان.. فشهيد المحراب(قدس سره) رجل قاد مسيرة ‏طويلة من الجهاد والعمل الصالح.. وفي هذا الوقت القصير اريد ان اقف عند بعض ميزات ‏السيد الحكيم (قدس) .. اولا انه كان رجل منهج ومبدأ فهو يؤمن ايمانا قاطعا بالاية الكريمة (قل ‏لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا).. رجل يتوكل تماما وكليا على الله سبحانه وتعالى، عندما تحل ‏العوارض والانتكاسات لسان حاله يقول (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، وعندما تتحقق ‏النجاحات لا يأخذه الزهو والفخر وروح الانتقام .. لسان حاله الاية الكريمة (عسى ان تحبوا ‏شيئا وهو شر لكم). ‏
عندما عاد للبلاد بعد التغيير طالب بتحضير خطة بطريقة التعامل مع البعثيين فاعدادهم كبيرة، ‏منهم الخطرين الذين يجب التصدي لهم، واغلبيتهم مضللة يجب احتوائها. تصوروا السيد الحكيم ‏الذي ثكله البعث بأعز افراد عائلته و الذي اختطف منه هذا العدد العظيم من العلماء وعلى ‏رأسهم الشهيدين الصدرين ومن ابناء الشعب العراقي بكافة طبقاته و تلاوينه هو الذي يطالب ‏بخطة وبطريقة تعامل تميز فيما بين القتلة و المجرمين و المضللين و المخدوعين. فهو ليس ‏رجل انفعال ورد فعل، كان يأخذ المواقف والحقائق ويميز الايجابي عن السلبي ، يقول هذه ‏لصالح القضية، وهذه ضدها، ونادرا ما كان ينطق برفض المطلق او قبول المطلق، فاذا كان ‏الموقف يميل نحو القبول كان يضع بعض التحفظات والحصانات، واذا كان الموقف يميل نحو ‏الرفض فانه كان يؤشر بعض المخارج والاحتمالات.‏
ميزة اخرى لشهيدنا انه رجل يبحث عن الشرعية بكل معانيها، يبحث عن القيادة الشرعية ‏بمعانيها الحقيقية دون ان يغفل الشرعية الواقعية او الشكلية. قوى الظلم غير شرعية مهما ‏تغطت، وقوى العدل والحق والحرية شرعية وان كانت ضعيفة. المباني العقيدية ترسم له ‏شرعيات محددة. الشعب يرسم له شرعيات وهكذا، انه ابن المرجعية عاد الى العراق ليجلس ‏في النجف مقر المرجعية وعلى رأسها الامام السيستاني (دامت افاضاته) واوكل الى اخيه ‏الشهيد عزيز العراق الدور السياسي في بغداد. من هناك بدأ بتأسيس شرعية الشعب والدستور ‏والشرعية السياسية التي نستظل وننعم بها اليوم . ‏
انه ثالثا رجل الشعب ومطالبه العميقة والحقيقية .. انه مع الفقراء والمستضعفين، يسعى للدفاع ‏عن حقوقهم بخطابه المباشر وبالمؤسسات التي اسسها وبالعلاقات التي اقامها ،
لا لشيء الا لتحسيس الشعب خصوصا شرائحه المستضعفة والفقيرة ، تلك الشرائح برجالها ‏ونسائها، بشبابها وشيوخها، تحسيسهم بحقوقهم المسلوبة وقدرتهم الهائلة القادرة عندما تتحرك ‏ان تتحدى اعتى الطغاة وتحرك الجبال وتبني الوطن الذي سلب من كل شيء الا عقيدته وارادته ‏وقدرته الهائلة على التغيير، وهو ما تحقق له بسبب التضحيات العظيمة التي قدمت في هذا ‏الطريق. ‏
اخيرا في هذه العجالة ولفقيدنا مزايا عظيمة كثيرة لعل المتكلمين من بعدي سيتطرقون اليها، انه ‏رجل وحدة بكل معنى الكلمة، الوحدة بالنسبة له ليس موقفا شكليا فقط بل منهجا بناءا يحقق ‏الاهداف ولا يعطلها، لذلك في محاربة صدام حسين قاتل لتوحيد صفوف الشعب العراقي، القوة ‏الحقيقية التي قدمت الشهداء والتضحيات ووفرت شروط السقوط والتغيير. وحدة ابناء المذهب ‏الواحد يجب ان لا تكون بالضد من الوحدة الوطنية او الاسلامية ، والوحدة الوطنية يجب ان لا ‏تكون على حساب وحدة الساحة والمذهب. يبحث عن الوحدة الفعالة التي تحقق الاهداف وليس ‏الوحدة التي تثير الفتن وتقسم الساحات وتعطل البرامج، الوحدة التي تحقق النجاحات . ‏
انه ليس رجل محاور يؤلب هذا الفريق ضد ذاك، علاقاته المحورية بالكرد عموما لم تجعل منه ‏محورا ضد اخرين بل على العكس، خطوة لتحقيق مزيد من الوحدة مع السنة العرب وغيرهم ، ‏علاقاته الجيدة بايران او بسوريا لم تكن بالنسبة له سوى مرتكزا لفتح العلاقات مع الدول ‏العربية ودول الخليج وتركيا والمجتمع الدولي ، كان يصادق ويختلف بناءا على المناهج ‏والمواقف التي تحقق الاهداف النبيلة، انه رجل يكدح الى ربه كدحا، اي يكدح الى الاهداف ‏السامية والنبيلة باصرار وعناد واستثمار كل الفرص المؤاتية لصالح شعبنا.‏
رحم الله السيد الحكيم، وانتم يا سيد عمار ورجال العراق ونسائه خير خلف لشهيدنا الراحل، ما ‏احوجنا اليوم الى شهيد المحراب. ‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".‏

المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق.

Opinions