Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ناقوس الذكرى

 

 

فتاة جالسة على كرسي في شرفة غرفتها، ترتشف القهوة وتتأمل في السماء والقمر، شردّ ذهنها إلى أجمل الذكريات، فتقول بآهات عفوية مُلتهبة خرجتْ من أعماقها مُسرعة:

كيف السبيل إلى النسيان؟! ذكراهُ تدمرني كلما مرتْ على البال، رحل وتركني وحيدة، رحل بدون أن يُعلمني بأنهُ سيجعلني يتيمة من بعدهِ، عبير ذكراه ما زال يلامس قلبي. آه من ذكراه ما أروعها وما أقساها، تُميتني وتُحييني، وما أحلاه من عذاب!

مرتْ السنين وما زالت تلك الهمسات، مرتْ السنين وذكراه ما زالت حيةٍ منقوشةٌ في القلب وساكنةٍ في العقل. مرتْ سنين وكلامهِ الطروب كمعزوفة تُطرب لها الآذان، مرتْ السنين وبريق عينيهِ اللامع من ابتسامتهِ لا يفارق مُخيلتي، مرتْ سنين وعطره باقيٍّ في الأنفاس، مرتْ سنين وما زلتْ أشعر بحرارة راحة يديهِ تلامس يدايّ، مرتْ سنين وشعور نبضهِ يدق مع كل خفقةٍ من خفقات قلبي، مرتْ سنين واكتشفت أنني ما زلتْ أتنفسهُ وأنهُ يسكنني!

فكيف بتلك السنين؟! وكيف بالحنين والشوق القاتل إليها؟! تذكرتهُ، حنيتْ لأيامهِ وكم وددتُ عيشها ثانيةٍ، تخيلت نفسي معهُ كما كنْا في تلك السنين حبيبين، تذكرتهُ وهو ماسكًا بيدي يدعوني لمُرافقتهِ، قائلا ليّ:" هل تسمح أميرتي بقبول دعوتي للعشاء؟" أبتسمتُ لهُ قائلة:" وهل يعرف أميري أني قبلتُ دعوتهِ؟"، ضحكنْا معًا ضحكة من الأعماق وضمني بقوة إليهِ والسماء تمطر فوقنْا، وقال:" اليوم موعدنا يا جميلتي وفاتنتي ومُدللتي". خفق قلبي لكلماتهِ الرقيقة وحرارة حبهِ تسللتْ إلى عروقي، شعرتْ أنني أحلق في السماء عاليًا، ماسكةٍ النجوم بيدي من شدة سعادتي وأشواقي! شعرتْ بدفء حنينهِ يسري في ثنايا روحي، وشعرت بروعة وصدق حبهِ من بريق عينيهِ.

فكيف بتلك السنين التي ذهبت ولنْ تعود، وكيف بهذه السنين التي تحمل فقط الذكرى والشوق والحنين والألم؟! وكيف بذاك الطفل الساكن في الأحشاء ويُحرك شرارة الإحساس بين الحين والآخر، أنهُ حبهُ يأسرني من حيث لا يدري! حبٌّ أمتزجتْ فيهِ حروف الألم مع الشوق واللهفة واللقاء والفراق.

نظرتْ للنجوم أتأملها، لمحتهُ بينها يبتسم، وفرحتْ رغم ألمي وآهاتي المكبوتة، وبكتْ عيني! ذكراه همّ وجنون، ألم وشجون، ذكراه همسة من الماضي تحمل أجمل نسمةٍ، اكتشفت فيها رغم سنين فراقهِ أنني ما زلتْ لحنينهِ باقيةٍ.

لا يؤلمني في زماني **** ألا طيف ذكراكم

كنا نظن أننا لن نفترق **** وما الظنون ألا أوهام

تسارعتْ الأيام تسبقها المنى **** وتلاشت الأحلام في بحر النسيان

برحيلكم نزف القلب ** وأدمعت العين ** وصرخ الفؤاد ** وكسر الخاطر

فيا أحبابنا برحيلكم **** النفس تاهتْ ولا أجدها

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
حقائق نجهلها عن لغتنا القومية وأهميتها والجامعات التي تدرسها ليون برخو/ طلب مني بعض الغيارى على هوية شعبنا من الذين يرون شأنهم شأني ان الحفاظ على لغتنا السريانية الجميلة بأدابها وثقافتها وتراثها وموسيقاها وليتورجيتها ما لا أتمناه لبغداد الحبيبة عاصمة كل العراقيين بعربهم وأكرادهم وأقلياتهم الدينية والمذهبية والاثنية عامر صالح/ بوقاحة فجة عفنة واستهتار منقطع النظير بكل المسلمات الأخلاقية والإنسانية تقوم داعش اللقيطة بارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية كيف يخرج العراق من الأزمات ..؟ كيف يخرج العراق من الأزمات ..؟ فراس الغضبان الحمداني/يتضمن عنوان مقالنا اليوم تساؤلا كبيرا ليس بمقدور هذه المقالة المحدودة المساحة الإجابة عليه وإنما أردنا ان نحفز الآخرين للبحث عن إجابة وحلول لهذه الأزمات المتكررات المتراكمات عسى ان نصل إلى بر الأمان كما وصلت شعوب أخرى سبقتنا بالفوضى الخلاقة  كردستان على فوهة بركان كردستان على فوهة بركان فراس الغضبان الحمداني/ تؤكد المعطيات السياسية والأمنية الأخيرة بان كردستان أصبحت على فوهة بركان ، ولأسباب موضوعية وعديدة سنحاول إن نسلط عليها
Side Adv1 Side Adv2