Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نداء عاجل ..أين رمزنا ، "صليبو دحايي"!؟

  بمناسبة الذكرى الثالثة لاحتلال أراضي سهل نينوى

 

نداء عاجل ..أين رمزنا ، "صليبو دحايي"!؟

                                                                              مقال

للمونسنيور د. بيوس قاشا

 نعم، أربعة عشر قرناً ومسيحيو الشرق يعانون من الإرهاب والإضطهاد، فقد قدّمــــــــوا ملايين الضحايــــا لأجل الحفــــاظ على عقيدتهــــم الدينيــــة وكيــــــانهم المسيحي وبنـــــــاء أوطانهم بروح التضحية والإخلاص، ومع هذا فإن حملات اضطهاد المسيحيين أخذت منذ القِدَم مسلكاً واحداً هو القضاء عليهم بمختلف الوسائل، بدءاً بأجدادنا وأسلافنا _ ونحن اليوم أولادهم وأحفادهم _ الذين كانوا يعيشون في الوسط الأصولي الداعشي الإرهابي وبمختلف مسمّياته في أراضي سهل نينوى وفي ظلّ رحمتهم المزيَّفة، مدّاً وجزراً وفي أغلب الأماكن كانوا وكنّا ولا زلنا، وفي كل الأزمنة نشعر بالمذلّة والخوف والرعب والسيف المسلَّط دائماً وأبداً على رقابنا، وإشعارنا بأنّ حياتنا لا قيمة لديهم.

 والحديث عن ما حلّ بنا لا يوصَف بإنشائه ولا يُحكى بمسيرته الشيطانية المجرمة ولا يُقاس بميزان السرقات المتعددة والمختلفة، ولا يمكن للأسطر أن تحكي قصتنا البائسة، فقد كان طوفاناً إرهابياً أصولياً حمل معه مالاً وتاريخاً وحضارةً وتعايشاً، ولم يترك للتاريخ سوى حكايات يندى لها الجبين في قصص مرعبة، ويتأوّه أمامها السامعون وتصمت الألسن ولا يبقى للحديث مجالاً لأن كل شيء قد أصبح في خبر كان.

 نعم، فليكن ذلك مقبولاً بالرغم منا، ولكن أنْ تُسرَق رموزنا وتُهان سبل إيماننا وتُدَنَّس بأيادي وارجل الدواعشيين، فتلك جريمة لا تغفرها آيات أُنزلت مهما طالت أو مهما قصُرت، وما على الجهات الحكومية وقوات الإقليم أن تكون أمام الحدث سيفاً لإعادة مقدّساتنا ورموز إيماننا، وكنوزنا الأثرية والحضارية من مخطوطات وكتب دينية ووثائق وسجلات كنسية، وهنا الحديث يكثر عن أن أُخبر عن أمر كل كنيسة في باخديدا المطرودة، حيث كان لكل كنيسة "صليب الاحتفالات" وهو الصليب الحي "صليوا دحايي" " صليب الحياة "  علامةً ورمزاً تحتفل به في مناسبات أعيادنا وأزمنة عقيدتنا السماوية الإلهية. ففي كنائسنا الخمسة (الطاهرة الكبرى، مار يوحنا، مار بهنام وسارة، مار يعقوب، مار زينا) صلبان من فضة ومطلية بذهب خالص تحمل أيقونة مقدسة من خشب صليب المسيح الحي أو ذخيرة قديسين، هذه كلها سُرقت، ولا زالت حتى الساعة في مجال الضياع والفقدان، وهي أثمن من كل ممتلكاتنا وحضارتنا، إنها رموزنا وقدسياتنا، ولكن الوحشية التي لبسها الداعش الأصولي قد دنّست كل شيء، والذي ابتُلينا به في عراقنا خاصة وفي شرقنا عامة.

 أمام ما حصل، أناشد حكومتي الموقَّرة وقوات البيشمركة والحشد الشعبي في ربوع شمالنا العزيز أن تعمل جاهدة على العثور عليها، وأن تدخل بيتاً بيتاً من بيوت الأعراب الذين أحاطوا حوالينا في سهل نينوى، وعبر إمكانياتهم الأمنية ومقدراتهم الإستخبارية أن تعمل جاهدة ومخلصة من أجل العثور عليها، وإلا ماذا تعني نداءات العودة والعيش المشترك وإعادة بناء ما دمّره داعش إذا كانت رموزنا قد سُرقت ودُنّست من أناس يحملون أصولية بائسة وإرهاباً مجرماً، وفي هذه الدعوة أناشد جميع رؤسائنا الدينيين وشعبنا الأبيّ _ الذين ذاقوا الأمرَّين في هذا العراق العظيم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه _ على التضامن والمطالبة بحقنا الإيماني والسماوي المشروع، ولا نقف مكتوفي الأيدي فنحني رؤوسنا لكل عابر سبيل يريد منا أن نكون ذبيحةً وقرباناً كإسحق ابن إبراهيم، وكفانا خضوعاً وخنوعاً وهروباً وحمل الحقائب من أجل ملء البطون والنوم الهانئ، فالقلوب أدرى بربّها وبقوة إيمانها وبحقيقة عقيدتها، وكفانا تقاعساً وصياحاً وصراخاً وإصدار بيانات ليسمعنا العالم، فبئس ذلك إنْ كنا لا نسمع أولاً صياحنا وصراخنا وندرك تقاعسنا قبل غيرنا.

 كما أناشد رجال الكوتا المحترمين والأحزاب السياسية والمنظمات المسيحية والإسلامية الإنسانية وشعب سهل نينوى وجميع ذوي الإرادة الطيبة وبالخصوص أبناء بخديدا الكرام، أناشدهم أن يوحّدوا كلمتهم أمام النهر الجارف لمسيرة إيماننا والخطر الآتي إلينا. فلنعلن مطالبنا، ولنناشد كبار الزمن ومسؤولي الدنيا والضمائر الحية، أن تعمل الجهات الرسمية على اكتشاف مَن هو الداعشي السارق ومَن إشترك وشارك في هذه الجريمة في سرقة صلباننا _ صلبان المسيح الحي _ وإلا ما الفائدة أن نعود إلى ديارنا ولا زال الحرامية واللصوص والسرّاق يجولون ويمرحون وينتظرون فرصة أخرى سانحة ليقتلوا ويميتوا ويذلّوا ويذبحوا البقية الباقية لشعبنا.

        هذا نداء أوجّهه لجميع ابناء شعبنا وذوي الإرادة الصالحة في عراقنا العزيز أن نقف موقفاً واحداً موحَّداً، ولنشارك مخلصين في كشف مَن سرق رموزنا وحرق كنائسنا وهدم مذابحنا وكسّر صلباننا، وإلا عبثاً نحاول أن نحافظ على شعبنا ببقاء كراسينا وصوت بياناتنا وعدم وحدتنا، وما ذلك إلا حقيقة مزيَّفة. إنه مطلب وسؤال من صميم حياتي كتبتُه، وفي مسيرة عقيدتي أرسله إليكم، فأنتم شهود على ذلك، أليس كذلك!؟. وشكراً لكل مَن ساهم ويساهم في لمّ شملنا سياسياً ودينياً وشعباً وأحزاباً، فقد قال الرب المسيح الحي:"مَن ليس معكم فهو عليكم" (لوقا 50:9)، و"مَن ينكرني قدّام الناس أنكره أنا أيضاً قدّام أبي الذي في السموات" (متى33:10)... نعم وآمين ودمتم. 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
هل تختفي المسيحية من العراق؟ هل تختفي المسيحية من العراق؟ مع الجدل المحتدم في العراق حول سحب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريركا على الكنيسة الكلدانية وفي ظل التصعيد الذي يمارسه زعيم مليشيا "بابليون" المسيحية المدعومة من  الحشد الشعبي هي حتى تترك الاثر نـزار حيدر/ الناس على نوعين ازاء المعرفة، الاول هو الذي يسلم بها لحظة الاطلاع عليها فلا يكابر او يتجبر، الثاني هو الذي تاخذه العزة بالاثم حتى اذا كانت ساطعة كنور الشمس. هل كتب الشيخ السعدي هذه الرسالة لأوباما؟ صائب خليل/ بأسف وألم وتشكيك، قرأت خبر استقبال الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي لنائب السفير الأمريكي الدولة المفترض بنائها في العراق دولة قدرة لا دولة مدى مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية/ في كتابه القيم (بناء الدولة) يميز الكاتب الأمريكي المثير للجدل (فرنسيس فوكاياما) بين قوة الدولة ومداها، فيقول: إن مدى الدولة".. يشير إلى الوظائف والأهداف المختلفة التي تضطلع بها
Side Adv1 Side Adv2