نداء وطــني / (صابئه, شبك , يزيديون, كلدواشوريون سريان و أرمن) المراجعة مطلوبة
(خير ٌ لكم أن تبنوا جسراً صغيراً من الأمل فوق بحر اليأس)منطق العقل يقول حينما يغدو ولاء الإنسان و حبه الصادق لوطنه سببا لحشره في زاوية الظلم والتهميش القسري ,يكون قانون البلطجة وشرع الغاب المتخلف هو السائد في تلك الجغرافية , بالنتيجة يصبح مصاب هذا الوطني الوديع كبيرا و بحجم الخيبة العارمة التي تستوجب عليه إجراء مراجعة مستفيضة للموقف بكامله للخروج منه بأقل خسائر ,لكن ليس بصوب التراجع عن تمسكه بوطنيته وحقه في العيش الكريم على أرضه لأن في ذلك تنصل , ولا بنحو التطرف العنصري او الديني فهو مرفوض إنسانيا ,ولا بنحو البحث عن خيار ترك الأرض وإخلائها للمتكابرين عليه, لأن في ذلك هزيمة , بل يفترض ان تكون المراجعة نحو إيجاد السبل المتاحة دستوريا و تبني البدائل المقبولة حضاريا التي من شأنها ان تخفف عن كاهله كأن يتكاتف مع أصوات الأقربين الذين يقاسموه نفس المظلومية فهم أولىَ وبالتالي يكون قد هيّأ لنفسه شيئا من عوامل ديمومة البقاء .
من يتمّعن في أصول و حيثيات المسمّيات المذكورة وجماليتها في عنوان مقالنا, سيجد نفسه أمام علامة تحذيرية تأمره بالتوقف أمامها قليلا للتعرف على حجم الدمار الذي حلّ في العراق بحق أبنائه الأصلاء وليتعرف عن كثب على مبررات تبجحات المتكابرين وأكاذيبهم حين يطلقوا أعننتهم في سماء مديات مظلومياتهم وضحاياهم وهم يروجون شعارات الحرية والمساواة والديمقراطية التي حرمهم منها الجلاد ,يعرف الغريب قبل العراقي كم عانت هذه الشرائح في زمن صدام وما قبل نظامه , كانت هذه القوميات مشروعا إستخدمته(على إنفراد) طواحين الأنظمة الحاكمة و أضدادها المتعسكره في إدارة صراعاتها الداخلية لعقود من الزمن و بنفس الأسلوب الذي إتبعته القوى الإقليمية والدولية في إستغلال هذه الشرائح من أجل تمرير مصالحها وأطماعها, مما تسبب في تكرارالمذابح بحقها و تشريدها من أراضيها داخل الوطن بسبب إحترابات داخلية لا ناقة لهم بها ولا جمل ليهجروا قراهم و مزارعهم وكنائسهم ومعابدهم في شمال الوطن الى وسطه وجنوبه ثم يظطروا الى الهجرة المعاكسة ثانية بسبب تفاقم الصراعات في أماكن إستقرارهم الجديدة وهكذا دواليك ,بين مذبحة وهجرة داخلية إظطرت موجات كبيرة منهم الى عبور الحدود بحثا عن مستقر( في 45 دولة) يضمن لها الأمن والعيش بعيدا عن شبح القتل والتهجير المتكرر.
اما الذي كتب له البقاء في العراق , فقد قبل مظطرا بكظم العيش مع بقية العراقيين يشاطرهم أمل التغيير , وأخيرا حصل التغيير في نيسان عام 2003 بعد التي واللتيّا , وأطيح بالنظام الديكتاتوري, وبدأت شعارات التحرر و أهازيج الإنعتاق ترفرف وتم الإعلان جهارا عن بدء عهد جديد لديمقراطية ما بعد سقوط النظام الصدامي, نعم إستبشر العراقيين خيرا بهذا اليوم ,و لكن أنظروا ما هي حصة هؤلاء المساكين من ديمقراطية هذا التغييير,وكم من مئات الضحايا و مئات ألوف المشردين والمهاجرين أضاف هذا التغيير إلى سفر الأسلاف تحت يافطات الشريعة الخضراء و الأحلام الصفراء ؟سؤال ساذج ما فتئنا نعيد ونصقل به صبحا ومساء: أي شريحةأوأي حزب من معارضي صدام أثبت أنه اليوم أكثر وطنية من هؤلاء المساكين؟ ست سنوات وهذه الشرائح تذرف دموعا من دم ضحاياها و هي تدفع جزية وطنيتها قتلا وخطفا وتهميشا على أيدي الميليشيات الحزبية المتنوعة , و عمليات تهجيرها تنفذها الكتل السياسية بمجرد الضغط على زرتشغيل مشروعها الطائفي والشوفيني في كابينات عروشها ,أما تهميشها وسلب حقها السياسي فقد أصبح هو القاسم الذي يشترك في فض النزاع بين كتلة من الشيعة وأخرى من الأكراد أو السنه , يا لها من شريعة مقرفة وديمقراطية حافية , إلى متى أذن؟ ننتظر ماذا؟
كي لا ننشغل في إجترارفضح تجاوزات وتصرفات الأنظمة و الأحزاب والقوى الدينية والقومية بحقنا لأنها معروفة , وقد سبق و طالبنا كثيرا بتشكيل كيان يجمعنا ببعضنا, وهو ليس مطلبا جديدا ولا شخصيا , بل يقينا هو مطلب السواد الأعظم من أبناء هذه المكونات المظلومة , نقولها الآن و للمرة كذا موجهين نداءنا الى ممثلي هذه الشرائح ومثقفيها , نحن ابناء هذه الشرائح العراقية الأصيلة إذ نشكل بجدارة ذلك الصنف المنتمي الحقيقي لهذه الأرض , فإن تاريخنا الوطني ينادينا , ووطننا اليوم يناشدنا بأن لا خيار لنا أزاء ما يجري بحقنا سوى ان نتكاتف فيما بيننا ونفكر في بناء كتلة وطنية حقيقية تضم ممثلين عنا بمؤازرة العراقيين الطيبين , ليس من باب التعنصر ضد أي طرف , بل تمتعنا بحقنا التاريخي على أرض آبائنا وأجدادنا هو حق مشروع , ومادام الأخرون يسفهونه بوابل من الحجج الواهية , إذن هذا يجيز لنا حرية التحرك بكل الإتجاهات من أجل الحفاظ على كياننا الوطني والقومي والديني. هذه الشرائح ظلمها تاريخ الإنقلابات, وذبحتها يافطات المعتقدات وحملات التطهير العرقية وهتك وجودها الوطني صراع الأقوام داخل الوطن ومن خارجه,وسوء حالنا اليوم جعل عيوننا تترقب ساعة الفوز بفيزة الهجرة لا غير , الم يحن الوقت كي نبدأ بالخطوة الصحيحة التي نرجو من أخيارنا الوطنيين والتقدميين العراقيين دعمها بثقل مقبول؟.