Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نزار حيدر متحدثا الى الجالية العراقية عبر اذاعة (كربلاء): احذروا نبأ الفاسق

19/12/2011

شبكة أخبار نركال/NNN/نزار حيدر/
دعا نزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، الجالية العراقية في بلاد المهجر، وتحديدا في الولايات المتحدة الاميركية، وعلى وجه الخصوص في ولاية ميشيغن، الى التريث والتدقيق في الاخبار التي تنتشر في الساحة، قبل اعتمادها كمسلمات لا يرقى اليها الشك وقبل ترتيب اي اثر عليها، خاصة الاثر الاعلامي عندما نتعامل معها كحقائق نبني عليها مواقفنا وآراءنا وبياناتنا وتصريحاتنا واحاديثنا ومقالاتنا وعلاقات بعضنا مع البعض الاخر وتقييمنا للاخرين ولمنجزاتهم ومواقفهم، ثم يتبين لنا في نهاية المطاف بانها كذب محض ولا اساس لها من الصحة، اذ سنكون قد ظلمنا انفسنا باعتمادنا على كذبة اطلقها مغرض، قبل ان نكون قد ظلمنا الاخرين، وعلى وجه التحديد المعني بها.

واضاف نــــزار حيدر الذي كان يتحدث الليلة على الهواء مباشرة الى اذاعة (كربلاء) التي تبث برامجها الاسبوعية من ولاية ميشيغن الاميركية:

لقد كثرت خلال الفترة الاخيرة ظاهرة التعامل مع الشائعات والاخبار الملفقة، بين ابناء الجالية العراقية الكريمة، لدرجة ان الكثير منا اصبح من ضحايا التضليل والمكر والخداع بسبب انه يبني مواقفه على الاخبار الكاذبة التي لا اساس لها من الصحة، من دون ان ينتبه الى مخاطر مثل هذا الامر الذي قد يعرض سمعة الاخرين الى التشويه الظالم وربما الى التسقيط والاغتيال السياسي، ناسيا او متناسيا قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم بهذا الصدد، اذ يقول عز من قائل {يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.

ان من يتعمد نشر الاخبار الكاذبة للتعريض بالاخرين، او لتشويه حقيقة امر ما من الامور العامة، او حتى تحوله الى اداة طيعة بيد من يتعمد نشر الاكاذيب، تصفه الاية الكريمة بالفسق، وان كان صائما نهاره وقائما ليله، لان بمثل هذه الممارسات يفقد المرء صفة التقوى التي تعني مخافة الله تعالى لتحسين الاداء في كل شاردة وواردة، في الاقوال قبل الافعال، لان الكلمة التي ينطق بها الانسان من دون تثبت قد تؤدي الى هلاك ابرياء او افشال مشروع ما يستفيد منه الناس، وهكذا، وعلينا ان نتذكر دائما بان الكلمة مسؤولية، يلزمنا ان نتعامل معها بحرص شديد ودقة متناهية فلا نطلق لها العنان قبل التاكد والتريث واليقين من صحة ما نقوله او نتحدث به.

يقول العلامة الطباطبائي (قدس سره) في تفسير هذه الاية الكريمة في سفره المعروف (الميزان في تفسير القرآن):

الفاسق، كما قيل، الخارج عن الطاعة إلى المعصية، والنبأ الخبر العظيم الشأن، والتبين والاستبانة والإبانة، على ما في الصحاح، بمعنى واحد وهي تتعدى ولا تتعدى، فإذا تعدت كانت بمعنى الإيضاح والإظهار يقال: تبينت الأمر واستبنته وأبنته أي أوضحته وأظهرته، وإذا لزمت كانت بمعنى الاتضاح والظهور يقال: أبان الأمر واستبان وتبين أي اتضح وظهر.

ومعنى الآية: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بخبر ذي شأن فتبينوا خبره بالبحث والفحص للوقوف على حقيقته حذر أن تصيبوا قوما بجهالة فتصيروا نادمين على ما فعلتم بهم.

وقد أمضى الله سبحانه في هذه الآية أصل العمل بالخبر وهو من الأصول العقلائية التي يبتني عليه أساس الحياة الاجتماعية الإنسانية، وأمر بالتبين في خبر الفاسق وهو في معنى النهي عن العمل بخبره، وحقيقته الكشف عن عدم اعتبار حجيته وهذا أيضا كالإمضاء لما بني عليه العقلاء من عدم حجية الخبر الذي لا يوثق بمن يخبر به وعدم ترتيب الأثر على خبره.

بيان ذلك: أن حياة الإنسان حياة علمية يبني فيها سلوكه طريق الحياة على ما يشاهده من الخير والشر والنافع والضار والرأي الذي يأخذ به فيه، ولا يتيسر له ذلك إلا فيما هو بمرأى منه ومشهد، وما غاب عنه مما تتعلق به حياته ومعاشه أكثر مما يحضره وأكثر فاضطر إلى تتميم ما عنده من العلم بما هو عند غيره من العلم الحاصل بالمشاهدة والنظر، ولا طريق إليه إلا السمع وهو الخبر.

فالركون إلى الخبر بمعنى ترتيب الأثر عليه عملا ومعاملة مضمونة معاملة العلم الحاصل للإنسان من طريق المشاهدة والنظر في الجملة مما يتوقف عليه حياة الإنسان الاجتماعية توقفا ابتدائيا، وعليه بناء العقلاء ومدار العمل.

فالخبر إن كان متواترا أو محفوفا بقرائن قطعية توجب قطعية مضمونه كان حجة معتبرة من غير توقف فيها فإن لم يكن متواترا ولا محفوفا بما يفيد قطعية مضمونه وهو المسمى بخبر الواحد اصطلاحا كان المعتبر منه عندهم ما هو الموثوق به بحسب نوعه وإن لم يفده بحسب شخصه، وكل ذلك لأنهم لا يعملون إلا بما يرونه علما وهو العلم الحقيقي أو الوثوق والظن الاطمئناني المعدود علما عادة.

إذا تمهد هذا فقوله تعالى في تعليل الأمر بالتبين في خبر الفاسق: «أن تصيبوا قوما بجهالة» إلخ، يفيد أن المأمور به هو رفع الجهالة وحصول العلم بمضمون الخبر.

واضاف نـــــزار حيدر:

نحن مقبلون على مرحلة جديدة في العراق تبدا باكتمال الانسحاب العسكري الاجنبي من البلاد بحلول نهاية العام الحالي، ولذلك فان اعداء العراق الجديد سيصعدون من حربهم النفسية ضد كل ما يتعلق بالعراق الجديد، خاصة على صعيد العلاقات العراقية ــ الاميركية في اطار اتفاق الاطار الاستراتيجي الموقع بين الدولتين، ولذلك فان من المهم جدا ان يكون العراقيون جميعا على حذر من حملة التضليل والتشويه الشعواء التي سيطلقها اعداء العراق المتربصون به لافشاله، فلا يصدقوا كل خبر ينشر او يشاع ولا ياخذوا بكل صورة تنشر على صفحات الانترنيت ولا يعتمدوا على كل معلومة تتناقلها المواقع الاليكترونية خاصة تلك المعروفة بعدائها للعراق الجديد والديمقراطية الوليدة، من امثال مواقع ايتام النظام البائد الذين لا زالوا يحنون للعودة الى السلطة بعد الغاء كامل العملية السياسية الجديدة التي انطلقت في البلاد منذ سقوط الصنم والطاغية الذليل في بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الان، بالاضافة الى مواقع التكفيريين والارهابيين، ومعها وسائل الاعلام المشبوهة التي تدس السم في العسل بطريقة اموية معروفة، كما فعلت مثلا قناة امير قطر المنفوخ اثناء تغطيتها للمؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده السيد رئيس الوزراء العراقي مع الرئيس الاميركي بعد مباحثات هامة في البيت الابيض الاسبوع الحالي عندما مررت معه مباشرة خبر اعلان الرئيس اوباما طلب بلاده رسميا من الجمهورية الاسلامية في ايران اعادة الطائرة الاميركية التي استولت عليها مؤخرا، لتضلل المتلقي وكأن الرئيس الاميركي طلب من السيد المالكي ذلك، لتقول للراي العام بانه، المالكي، في البيت الابيض مبعوثا من قبل القيادة الايرانية، فيما يعرف القاصي والداني بان الادارة الاميركية لم تفتح ملف الطائرة مع السيد المالكي مطلقا، وان المباحثات انصبت على موضوع العلاقة الجديدة المرتقبة بين بغداد وواشنطن فحسب.

ان على العراقيين في بلاد المهجر ان يكونوا على وعي ودراية كاملة بما ينسجه بيت العنكبوت من اكاذيب ودعايات تستهدف العراق الجديد، من اجل ان لا يتحول اي عراقي في بلاد المهجر الى جزء من الطابور الخامس الذي يمرر ويشيع الاكاذيب ضد العراق وضد كل ما يتعلق بالعملية السياسية من حيث يشعر او لا يشعر.

علينا جميعا ان نكون حذرين جدا عندما نتعامل مع المعلومة والخبر والصورة والراي وكل ما يتعلق بقضايا العراق، فنحن نعيش في عصر الكذب فيه هو الاصل اما الصدق فاستثناء.

العراق اليوم محاصر بدعاية تسعى لتضليل الراي العام بكل الطرق وعلى راسها الكذب والتزوير والغش والتلفيق، وهذا ما يحمل الاعلام الوطني العراقي مسؤولية كبيرة، لمواجهة كل هذا الجهد الدعائي الخبيث المدعوم بالمال والتكنلوجيا والفضاء والخبرات والتجربة، خاصة الذي تدعمه مشايخ دول الخليج والاسر الفاسدة الحاكمة وعلى راسها اسرة آل سعود التي تتلفع بالدين لخدمة اغراضها الدنيئة الرامية الى تدمير العراق الجديد بكل الطرق، خوفا من رياح التغيير التي تجتاح العالم العربي والتي بدات بعد ان راى الشارع العربي بطل قادسية آل سعود مدلى من رقبته جزاء وفاقا جراء ما ارتكبه من جرائم بشعة بحق شعبه وبقية شعوب المنطقة.

ان على ابناء الجالية العراقية الكرام في بلاد المهجر، خاصة في الولايات المتحدة الاميركية، ان يكونوا سفراء العراق الجديد، على حد قول السيد رئيس الوزراء في معرض حديثه الى وفد الجالية العراقية والذي التقاه مساء الثلاثاء الماضي خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، فالعلاقات العراقية الاميركية ستدخل بداية العام الميلادي الجديد في منعطف هام وفي مرحلة مغايرة تماما تعتمد الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة بين الطرفين، بما يخدم الشعب العراقي الذي يتطلع الى تحقيق تنمية حقيقية في البلاد وعلى كل الاصعدة، فكيف يمكن للجالية ان تؤدي مثل هذا الدور اذا سيطرت عليها الشائعات وضللتها الاكاذيب وخدعتها الفبركات الدعائية المضللة وانشغلت بالقيل والقال وبتبادل التهم وتناقل الشائعات؟.

يجب ان نتعامل مع الاخبار بمسؤولية كبيرة من خلال التعامل بدقة مع كل معلومة نسمعها، ونعيدها الى مصدرها الاول فقد يكون آخر من نقلها ثقة بالنسبة لنا الا ان من اوصلها اليه لم يكن كذلك، ربما من خلال عشرات الحلقات التي قد تكون واحدة منها في السلسلة غير ثقة ومريبة ومشكوك في مصداقيتها، بل قد تكون مغرضة تتعمد تشويه الحقيقة من خلال نقل المعلومة بعد تغييرها بشكل من الاشكال.

لقد تحدث القران الكريم عن هذا الامر بقوله تعالى { واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا} فلو ان كل من يطلع على معلومة في وسائل الاعلام او من افواه الاخرين سال عنها من يثق به قبل ان يصدقها او حتى يرفضها، وقبل ان يتناقلها كمسلمة من المسلمات، لما تسربت الى صفوفنا شائعة ولما مر علينا خبر ملفق ولما ظلم بعضنا البعض الاخر، بل على العكس تماما، لشد بعضنا ظهر البعض الاخر واستقوى بعضنا بالبعض الاخر، ولما تحول بعضنا الى ابواق لدعايات الاخرين المغرضة والمشبوهة، خاصة ونحن نرى ونلمس احيانا كل هذا التمزق (السياسي) في صفوف الجالية العراقية والذي يمثل انعكاسا للمشاكل السياسية التي تسيطر على الساحة السياسية في العراق، والتي تحولت في احيان كثيرة الى تراشق بالتهم ينعكس احيانا، وللاسف الشديد، على واقع الحال في صفوف الجاليات العراقية في بلاد المهجر.

وكان نــــزار حيدر يشير بحديثه الى ما اشيع من اخبار كاذبة عن التشريع المفترض الذي من المقرر ان يناقشه مجلس النواب العراقي والمتعلق بموضوع ضحايا الانتفاضة الشعبانية الباسلة من العراقيين الذين قضوا سنين طويلة في مخيم رفحاء بالمملكة العربية السعودية، في ظل ظروف قاسية واعتبارهم سجناء سياسيين ينضوون تحت رعاية مؤسسة السجناء، وما اشيع من ان مجلس النواب شرع القانون الا ان مجلس الوزراء رفضه، وهو الامر الذي تبين فيما بعد بانه خبر ملفق جملة وتفصيلا ولا اساس له من الصحة، وهو خبر موضوع ومرفوض عقلا قبل ان يكون مرفوض قانونيا ودستوريا.

ولقد كان هذا الموضوع قد اثار الكثير من اللغط والتهم ضد طرف سياسي على حساب طرف سياسي آخر، ما حدا بالسيد رئيس الوزراء الى التحدث عنه في معرض جوابه على سؤال وجهه اليه احد الحضور، مؤكدا على عدم صحة كل ما قيل بهذا الشان، واعدا ابناء الانتفاضة الباسلة بمتابعة الموضوع حال عودته الى بغداد، معتبرا ان لضحايا الانتفاضة حقوقا كثيرة وعلى اكثر من مستوى.

14 كانون الاول 2011
مع الشكر والتقدير سلفا
تحياتي



Opinions