Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نسبة الحقيقة بين الكاردينال والكتاب

كما هو معروف ان أي مفكر أو سياسي أو فيلسوف أو لاهوتي ،،،، عندما يعبر في كتاباته وطروحاته عن فكرة أو موضوع ينطلق من قواعد وبيانات منها وثائق وأرقام، أو من خلال خبرة طويلة، أو من خلال شهادة أو شهادات أكاديمية ومختصة مع خبرة،،،،،،،(ليس كل من يحمل شهادة هو مثقف بالضرورة) من الجانب الآخر يختلف موقف وطرح رجل الدين الغير السياسي عن رجل الدين السياسي، ويختلف عن طرح الحزبي "المنتمي" عن غير المنتمي، وبالتالي عن الذي كان ينتمي الى حزب معين وبعده إنتقلَ الى حزب آخر(أو عدة أحزاب) لمصالح وأسباب يعرفها المتتبع، منها على سبيل المثال لا الحصر"تغطية مواقفه وأعماله التي مارسها ضد بني قومه! عندما كان في حزبه السابق، مما أدى في بعض الحالات الى فقدان الكثيرين من الأصدقاء والجيران بسبب الملاحقة والتعذيب"، وبين الذي ترك العمل الحزبي أو الغير منتمي وبقي وفياً لقيمه ومبادئه وأخلاقه، وبين الذي كان يشطب كلمة الكلداني في حقل القومية ويكتب محلها "العربية"، والان يتاجر بكل ما أوتي من قوة بالكلدانية، وبين الذي أستشهد أحد أفراد عائلته والذي كان السبب في ذلك، يضاف الذين يمسحون الأكتاف على حساب الحق،وبين الطرح الموضوعي والمستقل،"ليس هناك مصالح شخصية وخاصة"، وبين الذي يسرق قوت الاخرين وبين الذي يوزع المساعدات لعشرات العوائل على حسابه وبدون ان يعرف به أحد "مادياً ومعنوياً"، لذا يكون هناك سقف لكل كاتب "سقف حزبي، ديني، مذهبي، طائفي، أخلاقي،،،" من هنا تعددت الاراء والمواقف، أين هي "نسبة الحقيقة" من كل هذا؟

نؤكد بأن لا أحد يمتلك الحقيقة كلها، بل جزءا منها (في الإعادة إفادة)، وتحدد نسبة الجزء ما يقدمه هذا (الشخص، أوحزب، أوكنيسة، أو تجمع، أو منظمة،،،) من خير لشعبه ووطنه من خلال سلوك سليم ملتزم، وإحقاق الحق والدفاع عن حقوق ومصالح قومه من خلال سلوك صحيح أيضاً، وبعدها يلتئم الخير مع الحق لينتج منهما هذا الذي نحتاجه جميعاً في كل الظروف والأحوال وخاصة اليوم في عراقنا الحبيب وهو الأمن والطمأنينة ليشع الأمان في ربوع الوطن، وترجع البسمة الى وجوه الأطفال، فهل الذين نقدوا وكتبوا موقف سيدنا البطريرك لا يريدون "الخير والحق والامان ومن ثم البسمة" على شفاه أولاد طارق عزيز؟ أم هم ضد الكاردينال؟ حاشا ولا يا أخوتي، الذين كتبوا لم يفرقوا بين طارق عزيز كأنسان، وبين طارق كسياسي وقيادي وموقف، وكذلك بين موقف الكاردينال تجاه هذه الحالة، هل كان موقف إنساني بحت؟ أم هناك أمور أخرى ؟ لنذهب الآن ونسيرمع الذين يقولون ان موقف سيادته كان إنسانياً وحسب،(لمرضه، طلب من عائلته المؤمنة،،،،)، يكون هنا موقف إنساني فيه نسبة من الحق والحقيقة، ولكن الطرف الآخر يسأل في نفس الوقت : اليس هناك ناس مرضى وعوائلهم متدينة في السجن؟ ويقولون: من المحتمل أن يكون طارق بريئ، أوليس هناك في السجن موقوفين مظلومين؟ الجواب معروف، وهناك طرف آخر يقول: ماذا إن كان أبا زيد لحد الآن مسيحي/ كلداني؟ ألا يوجد موقوفين مسيحيين؟ فأين تكون مقولة "لا تسألوني عن المسيحيين أسألوني عن العراقيين"، ماذا لو كان الموضوع ليس وليد اليوم؟ يكتب العزيز كامل زومايا في مقاله "اطلاق سراح طارق عزيز..مطلب مسيحي العراق!" حول وجود وساطات عبر الفاتيكان من أجل إطلاق سراح طارق عزيز،،،،، في سنة 2005"، إذن تدخل الفاتيكان يعني أيها الأخوة ليس لأسباب انسانية وحسب(لا نقصد هنا ان الفاتيكان لا تتدخل لاسباب انسانية لكي لا يتصيد أحدهم في الماء العكر)، والا لماذا هذا الشخص بالذات؟ نعم تدخلت الفاتيكان في تقريب وجهات النظر بين سينودس القوش وسينودس عين سفني، ولكن أين النتيجة؟ أين تكمن نسبة الحقيقة الأكبر؟

اما حجة الطرف الآخر فيقول : اننا لسنا ضد أية حالة انسانية، ان كان طارق أو غيره، ولكن ألا يفسر موقف غبطته إنحياز لجهة معينة في الصراع السياسي؟ ألا يعتبر هذا الموقف تدخل في الشؤون السياسية والقضائية؟ ألم يقولوا ان "المتهم بريئ لحين تثبت إدانته"، ماذا لو ثبت إجرامه؟ بعدها نقول: والله لم نكن نعرف!! أهذا منطق أيها السادة؟ إذن نحن أزاء موقف مسؤول يمثل كلدان العالم، ولا يمثل شخصه، لماذا؟ إن كان يمثل موقف فردي كان يفترض أن يعمل ذلك سراً! والا أي شيئ يصدر من سيادته يكون باسم الكلدان عموماً، من هنا حجة هذا الطرف هي :
*** كان الموقف سياسياً أكثر مما هو إنسانياً، عليه لنترك السياسة للسياسيين ولو لحد الآن لم يقدمون أي شيئ ملموس لشعبهم، وبغض النظرالأخطاء التي وقعوا ووقعنا بها أيضاً بخصوص تمثيلنا في البرلمان والحكومة، وبغض النظرعن تأسيس أحزاب مختلطة "دينية- سياسية"، أي دعم وتمويل وفكرة واشراف ديني! وتنفيذ مختلط، الخطأ هو الخطأ، وخاصة عندما تثبت التجربة العملية انه كان تأسيس هذا الحزب ذو تأثير سلبي على العملية السياسية، وتشتيت فكر وجهود السياسيين والمثقفين، والأهم من هذا اعطاء وتثبيت سقف يسيرعلى خط واحد، ويحمل فكرواحد غير قابل للنقاش، لذا نحن شعب أفكار، ووجوب إحترام الرأي وقبول الرأي الآخر! وان اختلفا، عليه فصل الدين عن الدولة هو مطلب والا ذهبنا الى (الدين هو "دين ودنيا")، ونبتعد عن قول يسوع : اعطو ما ليقصرلقيصروما لله لله" ونعرف انه كان بصدد النقود والصورة وهذا يشمل السياسة حتماً.

*** كان هذا الموقف مفاجئة للكثيرين من شعبنا من ناحية وجود شقوق وثغرات في سفينتنا تحتاج الى إهتمام وترميم مولانا وسيدنا والسينودس الدائم (المستشارين الذي يكون دورهم إيجابي دائماً) وهو الحوار مع أساقفته وأبنائه والتوقف عند مطاليبهم أقل ما يقال عنها كونها غير شخصية، بل بالعكس انها وجهة نظرهم في التجدد والانفتاح وقبول الاخر وإحترام كرامته، أيكفي بسيدنا أن يتصل مثل الآخرين مشكورين يطمئن على صحة الجليل ساكو بمخابرة تلفونية؟ أم يذهب ويصلي على أنقاض الدمار كما فعل الآخرون؟ هل هو الأمن والأمان؟ افي بغداد الأمن وألأمان؟ اليست هي مناسبة لفك العقدة والبدأ بالحوار؟ نعتقد ان الأب يكون هو البادئ بالغفران والتسامح والسماح، هذا ان كان هناك خطأ! فكيف ان يكن هناك اختلاف في الرأي ،،،،،؟ الم يترك ال99 وذهب الى الواحد المفقود وأتى به فرحاً؟ هذا كان المسيح!! والان لدينا أربعة، ما العمل؟ واين نسبة الحقيقة أكثر؟ انه التاريخ ولسانه الطويل.

*** انها الميزان بين نسبة الحقيقة، بين الرأي والرأي الآخر، بين القديم والجديد، بين فكر وأفكار، وبين وبين، عليه نسبة الحقيقة هي ما يقدمه كل طيف لشعبه وقومه من حب وتضحية وخير ونكران ذات، ليس بالأقوال بل بالأفعال، نحن بانتطار فرحة، قفزة، شجاعة، جرأة، قرار قيادي متواضع.دمتم Opinions