نور الاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان
قدمت كل الآلآت من اخوتنا النساطرة الكلدان لطمس هويتنا ، واصورها حرب داخل الانسان ، بل كل المَلكات في الانسان ، الراقية وغير الراقية : الفهم والوعي والذكاء والضمير والاحساس ومراكز الارادة والتدبير والتحكيم والافراز وكل الغرائز بتعددها ، بل كل المراكز العليا الاربعة والعشرين في المخ ، هذه كلها تعرضت للتلف بخطية رجل واحد لأنها انفتحت على صوت واحد واستوعبته ، وهمشت صوت الكلدان ، وهكذا أخضعها الشخص بمشيئة لمشورة اخوته من النساطرة الكلدان ومن الانتهازيين ، فوجد له فيها مكانة الآمر والمتسلط . وهكذا انبثقت مؤسسة بتسمية مركبة ، دخيلة على مفهومنا واصالتنا . واصبحنا نـُسأل عن مدى الخضوع لهذه المؤسسة ، مجبرين على الخضوع . رفض الاصلاء الخضوع ، بقيت الانتهازية خاضعين ، مدافعين .ها نحن الادباء والكتاب قد عرفنا ما اكتسبه لنا الحق ، بالحق نلغي سلطان التسلط والمحور الواحد، بالحق نلغي سلطان الخوف الذي سيطر على كثير من الانتهازيين ، لننقذ حياتهم . ومعروف في علم النفس ان الخوف ينهي على سلطان الارادة في الاختيار . فالاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان اعاد للانسان حريته وافتخاره بقوميته الكلدانية فأعاد لأمته الهدوء والثقة والسلام وعدم الخوف ، حتى إذا اختار الكلداني يختار بإرادة سليمة كاملة حرة ، بعيد عن مؤسسة النساطرة الكلدان .
هكذا أعاد الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان قدرة الوقوف مرة اخرى امام الحق والباطل قادرا ان ينحاز للحق ويحارب بأعضاء ذهنه الجديد وطبيعته الجديدة ضد اية مؤسسة باطلة .
خلال السنوات الماضية كنا ودعاء كالحمام ، تاركين حكمة الحية ، فأدركنا دهاء وخداع مؤسسة التسمية المركبة ، التي جذبت الكثير ، وإخضاعها لسيادتها واستخدامها لأعز ما يملك الانسان من مَلكات عُليا لتعمل لحسابها . نكتب بعد هذا حينما يقوم الانسان الكلداني ليعمل بحكمة الحية تصبح درايته السالفة باعمال المؤسسة المركبة وخداعها مضافة لقدراته في المحاربة ضد كل حيل . لذلك فإن تاكيدنا على مهارتنا في استخدام الحق كسلاح يخدم قضيتنا ، إنما يقوم على خبرتنا المرة السابقة التي اكتسبناها من ايام تهميش هويتنا ، سالكين اليوم وداعة الحمامة وحكمة الحية بآن واحد . نعم يجب ان يكون للاتحاد وعي يتسم بالحكمة والبساطة معا وبآن واحد ، وذلك في مواجهة الاخطار المحيطة بنا ، حيث يبقى علينا ، الإتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ، ان نسلك بوداعة واستقامة دون خوف ولا اضطراب حتى تخرج الشهادة بروح الحق . سطع نور الاتحاد في الساحة العراقيةوالعالم ، وقد سبقته انوار اخرى ، الحزب الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني والجمعية الكلدانية الانسانية ، التنوع في الاعضاء كعمل واحد . ولكن هذا التنوع بين الاعضاء المقرر من الايمان بقضيتنا يقوم على وحدة العمل ، وفعلا انبثقت الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية التي ينصب فيها العمل وتنبثق قرارات موحدة ، لا شائب فيها . ولعل من اهم الاهداف التي جعلت انبثاق هذه الوحدة بين مؤسساتنا الكلدانية هو إعطاء روح التواضع والتعاون والألفة للهيئة العليا ممثلة في وحدة مواهب اعضائها .
وعلينا ان نعي ان كل عضو في هذه المؤسسات الكلدانية له عمله الخاص ، لكن كلها تنصب في بودقة واحدة من خلال تعاون الاعضاء تعاونا طبيعيا لا يشوبه انقسام او اختلاف . بل ان اختلاف الاعضاء في الجسد الكلداني الواحد هو الذي اعطى وحدة العمل والانسجام .
وعلينا جميعا ان نشعر بخطورة الامر ، لان عليه سيتوقف قيام اتحادنا كمؤسسة ادبية وثقافية لضمان مسيرتها عبر الدهور . لذلك ، فالامر صادر لكل فرد في الجماعة من اجل الجماعة ، اي انه يتطلب الحكمة والتعقل لدى الجميع . وحينما اشدد على الحكمة والتعقل ، اي الرزانة والافراز ، فهو اتجه بشدة ناحية كل فرد بمفرده ، مضيفا الى ذلك سَبْق تدبير الرزانة في الاتحاد على هذا المستوى الفردي ايضا ، كون النظام الداخلي قسم العمل على قدر كل فرد بمفرده ضمن الجماعة ؛ فاصبح الالتزام على فرد ان يتصرف بحكمة في عمله على قدر نصيبه من الايمان بقضيته ، وصار امرا في غاية الاهمية من جهة تدبير وادارة الاتحاد .
نفهم من هذا ان قانون الخدمة في الاتحاد ، يرسو على امتياز الايمان القومي الذي يظهر قي التعقل والرزانة وليس على اي امتياز شخصي اخر مهما كان . والايمان الرزين باهدافنا المرسومة في النظام الداخلي للاتحاد هو برهان على صلة العضو بمجتمعه . فالاديب والكاتب عموما ، لاينظر في نفسه انه كل شيء ، فالذي هو كل شيء في الاتحاد هو العمل المخلص وانكار اللذات وتقدم الاتحاد بخطوات سريعة لمواكبة التطورات الحاصلة على الساحتين العالمية والاقليمية .
ويسعدني ان اختم مقالتي هذه ، ما قاله الرسول بولس في رومية 12: 4 و5 : " فإنه كما في جسدٍ واحدٍ لنا اعضاءٌكثيرة ولكن ليس جميع الاعضاء لها عمل واحد ، هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعضا لبعضٍ كل واحد للآخر ". ولعل من اهم الاهداف التي جعلت الله لايعطي كل المواهب لواحد ، بل قسمها ليخدم بعضها بعضاً والكل يخدمون في المؤسسة الواحدة ، هو اعطاء روح التواضع والتعاون والألفة للاتحاد ممثلة في وحدة مواهب اعضائها .