Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نوسرديل.. معاني ومدلولات

23/07/2006

نركال كيت/بهرا/بدران إمرايا موسرديل او نوسرديل كلمة سريانية مركبة تعني الله يزخ او يرش المياه، طقس احتفالي يعود للتاريخ النهريني القديم حيث استمد من الارث الحضاري للامبراطورية الاشورية البابلية وتحديدا لدى اياب الجيش من المعارك منتصرا غانما على اعدائه حيث كانت تمارس هذه الطقوس الاحتفالية الكبرى " نشوة النصر" في اشور ونينوى وفيها كانت الجماهير تصطف على جانبي شارع الموكب المؤدي لبوابة عشتار ببابل لاستقبال ارتال الجيش بصفوفه وتشكيلاته المتعددة للابطال العائدين من ساحات الوغى حاملين اوسمة النصر والفخر يملأ انفسهم، وعلى راس المستقبلين كبار رجالات الحكم والكاهن الاعظم بما فيهم مساعدوه وحاشية الملك وعائلته والاطفال والشيوخ والنساء وكافة الشرائح الاجتماعية الاخرى ولدى مرور موكب القائد العام للجيش "رب كَيسا" او ربما في الكثير وبعض الاحيان الملك بشخصه الذي يقود المعارك بضراوة لاضفاء روح المبادرة والايثار في نفسية المقاتلين للدفاع عن الوطن ولصد اي مصدر يهدد امنهم وبلادهم. وحال وصول الملك وصفه الامامي الى مشارف الشارع تنهال عليهم عبارات التبجيل وزغاريد النساء وحبات الارز وحبوب اخرى وازهار واصوات الابواق والطبول والصنوج مرددين اغاني واناشيد تضفي الحماسة الخاصة بالغلبة والنصر الى جانب رش الجنود بزخات من المياه للدلالة على ان المياه عنصر مهم لديمومة الحياة البشرية والحيوانية والنباتية وعنصر لخصب الطبيعة وللغسل ولتطهير الجنود من الدماء العالقة بهم وباسلحتهم وتقديم المياه النظيفة والباردة لهم ليكسروا ضمأهم حيث كانت هذه المهمة من اختصاص رئيس السقاة في الدولة الذي كان يقود فصيله الى مشارف الطرق لاستقبال طلائع الجيش فضلا عن فصيل السقاة في الدولة المرافق للجيش حيث كانت هذه المراسيم مماثلة لاحتفالات"اكيتو" الاول من نيسان راس السنة البابلية الاشورية. بعد انبلاج نور المسيحية في الشرق امتازت باول طقس وهو المعموذية التي تتم مراسيمها بصلوات خاصة وتغطيس الطفل او الشخص المعمد بالماء وتسميته بأسم ما تيمنا بمعوذية المسيح جل شأنه على يد يوحنا المعمدان في نهر الاردن، حيث كان شخص يدخل المسيحية يعمد كالتزام باركانها المقدسة وحال زيادة عدد المؤمنين لم يكن بالامكان معمودية كل واحد على انفراد لذلك ذهب التلاميذ الى جعل المؤمنين يبركون وبدأوا برشهم بالمياه لاتمام هذا الطقس المقدس ليستمر ادائه ويرى النور في صفحات تقاويم كنائس شعبنا الكلدو اشوري السرياني ليتواصل هذا السفر التاريخي الحضاري القومي الديني الوطني الخالد واحياءا لهذا الموروث الزاخر والمبارك يقوم ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني صبيحة اليوم التالي بشد الرحال الى حيث شواطيء المياه العذبة الرقراقة وهذا طبعا يعد اتمام طقوس القداس الصباحي للكنائس ثم قصد مناطق المياه وشواطئها للسباحة ورش المياه على البعض بحيث لايترك احد دون ان يتبلل وبروح مرحه الى جانب ممارستها في جو المدن وبطرق متفاوتة وحسب ماهو متاح ولايسلم المرضى الراقدين في الفراش من زخات تلك المياه. اكتسب هذا العيد اسماء عديدة الى جانب "موسرديل ونوسرديل، عيد الرشاش، يوم الله، احد نوسرديل، تذكار الاثني عشر رسولا...وغيرها" لذا ومن هذا المنطلق الانساني علينا نحن المسيحين عامة والكلدواشورين السريان خاصة ان لا ندخر مشاعرنا الاحتفالية بهذا العيد وممارسة طقوسه الجميلة لنجعله يوما جديدا لتمتين وشائج الاتحاد بين كنائسنا الى جانب مطالبة السلطات الحكومية لجعله عطلة رسمية وتغطية فعالياته العلاميا الى جانب مناسبات اخرى، للاستمتاع بطقوس اليوم الصيفي الممتع وبين ابناء الامة الواحدة التي خصها الرب بوحدة الارض واللغة والتاريخ والطموحات والمصير. Opinions