هجمات المسلحين و المشاكل الفنية تقلص صادرات النفط إلى تركيا
يواجه خط أنبوب كركوك الى تركيا مشاكل منذ فترة طويلة، حيث ان عمره الطويل يعني انه لا يتمكن من ضخ جزء من قدرته، كما ان المجاميع المسلحة التركية و العراقية كانت تقوم بتفجيره على مدى سنوات. اليوم تتسبب سلسلة من التسريبات باغلاقه لعدة أسابيع خلال الصيف، مما يحدد رغبة وزارة النفط بزيادة الإنتاج و يقود الى خطط لبناء انبوب جديد الى تركيا. كل هذا يسلط الضوء على العوائق التي يواجهها العراق في تحقيق أهدافه في ان يصبح احد اكبر منتجي النفط في العالم .
كان عام 2013 عاما سيئاً لخط الأنابيب الشمالي . في شباط و نيسان، و مرتين في مايس، و حزيران و تموز كان المسلحون يفجرون الخط الرئيسي الى تركيا او الخط الممول من و الى مصفى بيجي. كل هذه الهجمات وقعت في محافظتي نينوى و صلاح الدين. في بداية آب صرحت وزارة النفط ان مجموع الهجمات على خط كركوك بلغت 30 هجوما منذ بدء العام. في نفس الوقت كان هناك عدد من التسريبات ازدادت خطورتها مع مرور الأيام. كان الأول في آذار الا ان المشاكل الفعلية بدأت خلال الصيف . في 4 حزيران تم إغلاق الخط لمدة يومين بسبب المشاكل الفنية. في 16 حزيران وجدت المزيد من التسريبات. ادعت شركة نفط الشمال ان التسريبات تم إصلاحها في 21 حزيران الا ان الخط اغلق ذلك اليوم و لم تتم إعادة فتحه الا في 4 تموز. بعد ايام قليلة بدأ التسرب مرة اخرى و لم يتم إصلاحه حتى 16 تموز . حدثت المزيد من المشاكل الفنية في 31 تموز تبعها إغلاق آخر غير محدد في 6 آب. ذلك يعني ان الخط توقف لمدة شهرين. و كانت النتيجة انخفاض الصادرات بشكل كبير. في بداية العام، ازداد التدفق عبر خط كركوك من 264,400 برميل في اليوم الواحد في كانون الثاني الى اكثر من 300 الف برميل من شباط الى نيسان . هذا الرقم انخفض الى 283,800 برميل في مايس ثم الى 193,300 في حزيران و الى 168 الف برميل في تموز . هذا الانهيار ساهم في انخفاض مجمل النفط المصدر من 2.62 مليون برميل يوميا في نيسان الى 2.48 مليون برميل في مايس و الى 2.33 مليون برميل في حزيران .
منذ سنوات كان المسلحون من كلا جانبي الحدود العراقية التركية يستهدفون الخط الشمالي ما شكّل مشاكل خطيرة أثرت على ستراتيجية وزارة النفط في التطوير، فالوزارة تريد زيادة القدرة التشغيلية للخط الشمالي من 600 الف برميل يوميا الى 1.3 مليون بحلول نهاية العام. القدرة الفعلية للخط تبلغ 1.5 مليون برميل الا انه لا يتمكن من الوصول الى ذلك المستوى بسبب قدمه و حاجته الى التصليح و إعادة التأهيل . كذلك هناك خطط لبناء خط جديد الى تركيا بسبب وجود الكثير من التعقيدات في الخط الموجود، و سيصادف ذلك مع الزيادة المتوقعة من الحقول الشمالية مثل حقل كركوك ، باي حسن ، جمبور ، عجيل ، حمرين ، و الاستغلال المستقبلي لحقلي القيارة و نجمة . تلك الخطط سوف تتأخر ما لم تتم مواجهة إدامة القضايا العالقة في الخط الشمالي فورا، لأن الخط الجديد لازال بعيداً . يرغب العراق في ان يكون المسيطر في إنتاج النفط إلا ان افتقاره الى مرافق التصدير المناسبة يجعله يتراجع. خط كركوك الشمالي لا يحمل اكثر من ثلث صادرات البلاد تقريبا، الا ان الانهيار الكبير الذي واجهه في الشهرين الماضيين بسبب التسريبات قد قلص الصادرات الإجمالية.
ان الخط الشمالي يكشف اليوم عن قدمه و انه بحاجة الى تحديث و الى خطط لبناء خط جديد سريع التدفق. لحين إكمال ذلك، فانه سيستمر ليس فقط في العمل ادنى من قدرته و انما ادنى ايضا من مستوياته الاعتيادية بسبب الصيانة المستمرة اللازمة للحفاظ على تدفقه . ان التفجيرات ليس لها تأثير كبير، لكن المسلحين بامكانهم منع طواقم التصليح من أداء واجباتهم . انه بحاجة الى تحديث إجمالي في بنيته التحتية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منه . هذا معروف منذ سنوات الا انه يستغرق وقتاً طويلاً لحل مشاكله، و هذا أمر متوقع من حكومة العراق غير المستقرة .