Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هكذا يبنى العراق الجديد...

لا تزال الاله العسكريه الامريكيه عاجزه عن توفير الامن للشعب العراقي لا سيما بعد استخدامها لكل الوسائل المتاحه التي تمتلكها دون ان تتمكن من احداث اي تقدم على ارض الواقع لا في العمليه السياسيه ولا في عملية اعادة بناء واعمار الدوله العراقيه ومؤسساتها, لقد افرزت الاخطاء المتكررة لمعالجه الاوضاع وضعا معقدا للغايه يصعب معه الحديث عن امن واستقرار قبل اجراء تغيير جذري في الهيكليه السياسيه التي تمسك بمقاليد الامور لاسيما بعد ان اثبت الاتلاف الشيعي فشله الذريع في ادارة مؤسسات الدوله وعدم امتلاكه لاي مشروع وطني من شأنه ترسيخ الامن والاستقرار في البلاد واكثر من ذلك الفشل في اختيار الشخصيات التي تعتلي الوزارات العراقيه على اساس الكفاءه والخبره وليس على اساس الولاء للتيار كما هو الحال في الاختيار الخاطئ لوزير النفط حسين الشهرستاني والفضائح التي تلاحق وزارته والتصرفات التي كتبت عنها حتى الصحف في اوربا...

ربما يتحجج الائتلاف بوجود الاحتلال والسلطه المزدوجه في اتخاذ القرار لكن ذلك تبرير كما يقال اقبح من ذنب فالذي يتصدى لهكذا مهمه عليه ان يعي ان امتلاكه للحلول السياسيه الصحيحه من شأنها قيادة البلاد الى موقع يتمكن فيه من تحقيق الامن والاستقرار لا ان يمسك بمقاليد السلطه لانه يعتقد انه كان طرفا مظلوما من قبل الدكتاتوريه التي تحكمت بمصير العراق طوال الثلاثة عقود الماضيه دون ان يحقق اي انجاز لشعبه والعالم بأسره يشاهد من على شاشات التلفزيون الوضع المأساوي الذي وصلت اليه البلاد دون ان تحرك المسؤوليه قادة هذا الائتلاف فالعراق اليوم بأمس الحاجه الى حكومه قويه تعمل على صياغة واقع جديد يقود الى دستور عراقي يبتعد في مضامينه عن الطائفيه والمذهبيه ويركز على الانسان العراقي وحقه في الحياة بغض النظر عن انتماءاته الدينيه والقوميه اي اعطاء الهويه الوطنيه قيمتها الحقيقيه والتي تستحق ان تكون في اولى النقاط الوارده في دستور الدوله وليس التزكيزعلى المحاصصه التي من شأنها اخذ العراق الى دوامه العنف المستمرة دون جدوى نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين وربما هناك بعض الدول التي ليس لها مصلحه في ان يتقدم العراق ويبني دوله ديمقراطيه علمانيه وخاصة في منطقه الشرق الاوسط والشعب العراقي يعلم جيدا سعي هذه الدول في تعطيل عمليه التقدم الى امام والا بماذا نفسر حضور مسؤولي السفاره الايرانيه المستمر لاجتماعات الحكومه والبرلمان؟ وبماذا نفسر ادراك الحكومه الامريكيه للتدخلات الايرانيه ورغبتها في التفاوض معها من اجل اخراج العراق من دوامه العنف؟

بالتأكيد ان ذلك يعني عمليا ان الولايات المتحده تمكنت اخيرا من معرفة طبيعة التأثيرالايراني على المسؤولين العراقيين وخاصة في حزب الدعوه في شقيه وكذلك المجلس الاعلى والتيار الصدري وحتى الاحزاب الشيعيه الصغيره الاخرى التي تنظر الى ايران ونظامها كمثل اعلى في الحياة وطريقه ادارة الحكم..

ان العقليه التي تتحكم في تصرفات الساسه العراقيين لازالت اسيره ردود الافعال التي لا تليق برجال في دفه الحكم وتؤطر تصرفاتهم الرغبه الحثيثه في الانتقام من الماضي ورجاله دون تجاوز هذه العقليه التي من شأنها ان تجعل الشعب لا يثق في هكذا رجال لقيادة العراق الجديد..

والعراق اليوم يعيش حاله شاذه بكل المقاييس لا سيما بعد تصاعد الخسائر الامريكيه ودخول اكثر من دوله على الخط في الشأن العراقي وعرقلة اي تقدم يحدث فيه , اذن ما هي الحلول التي تمكن العراق من تجاوز محنته التي اعادته الى القرون الوسطى في نمط الحياة اليوميه؟ ان الحلول الواضحه والصريحه تكمن في اعادة الاعتبار للشعب العراقي من خلال المنظمه الدوليه للامم المتحده التي عليها الاشراف على الاوضاع لحين صياغة دستور جديد يبعد الاحزاب الدينيه عن الحياة السياسيه كما ابعد البعث الفاشي ويمنع تدخل المرجعيات ورجال الدين في اي شأن سياسي مهما كان صغيرا وصياغه دستور علماني يضع في اولوياته انقاذ العراق من الفتنه الطائفيه التي جسدها الدستور الحالي وسيبقى يرسخ مفاهيمها اذا ما لم يتم تجاوز حالة تقسيم العراق الى قوميات واثنيات طائفيه وعرقيه بغيضه..

واذا ما اردنا التركيز على الطريقه التي من شأنها قيادة العراق الى ضفة السلامه والامان لا بد من التركيز على الدور الامريكي الذي يتخبط في انتقاء الحلول واصبح عاجزا عن تقديم الجديد بل انه اصبح عاجزا عن ايجاد مخرج للمأزق الذي هو فيه فكيف يتمكن من ايجاد الحل للعراقيين؟؟

العراق بحاجه اليوم الى رجال متخصصين او كما يسمون في لغة السياسه الى التكنوقراط كمرحله انتقاليه تجعل عمليه تسليم السلطه فيما بعد سهله للغايه وتؤسس لدوله دستوريه يسودها القانون ويمنع فيها انتهاك حق الانسان في التعبير او التفكير ربما يكون من الصعب لجم الدور الايراني في المدى القريب الا من خلال توجيه ضربات عسكريه قويه تزعزع النظام الارهابي الحاكم فيه وتجعله يتوقف عن دعم الميليشيات الارهابيه التي تعبث بأمن المواطن العراقي ليل نهار...

والنظام الفدرالي المعتمد في الدستور الانتقالي جيد للغايه ويمكن ابقاءه فيما بعد على شرط اعطاء الوحده الوطنيه العراقيه اهميتها كما فعل الالمان بعد الحرب العالميه الثانيه ورغم ان الفكرة حديثة العهد على مسامع الشعب الا انها بلا ادنى شك تعطي دفعه قويه لعملية اعادة البناء اذا ما انتهت الحرب الطائفيه والتفت الشعب باسره للبناء فكل مقاطعه او اقليم او محافظه ستسابق الزمن كي تنتصر على الزمن وتعيد بناء ما تم تدميره في الحرب اسرع من نظيراتها الاخريات في باقي الاقاليم والمحافظات ولو تم تحييد القوى الدينيه السياسيه او تلك التي حكمت في هذه الفتره سيزول خطر التقسيم بلا ريب لان احدا لن يعمل بعد الان على تحقيق الاجندة الايرانيه او العربيه الاخرى التي لا تريد ان ينعم البلد بالاستقرار والامان, والغريب ان الصراع في العراق بين الاطراف السياسيه تحول الى صراع مكاسب وامتيازات وليس صراع من اجل اعادة البناء والاعمار في اسرع وقت كما ان معظم الشخصيات المنضويه تحت العمليه السياسيه لا تمتلك اية فكرة عن المشروع الوطني الحقيقي الذي قد ينقذ البلاد من شر الهاويه ووجودهم جاء فقط لقناعه الطرف الامريكي بحاجه التوازن اليهم لكنها في الحقيقه قادت البلاد الى دمار اكبر دون شعور فهي لا تمتلك اي تصور عن الطريقه التي من شأنها انقاذ العراق من الحرب الطائفيه التي دخلها وربما لا تنتهي قبل ان ان يحول هؤلاء العراق الى خرابه يصعب العيش فيها للبشر..

الاصوات الاخيرة التي ظهرت الى السطح في الولايات المتحده لم تظهر اعتباطا وانما من شعورها بالحالة المأساويه التي وصلت اليها الامور في العراق وحالة الجيش الامريكي التي تدهورت الى الحد الذي يصعب على الامريكيين رؤيته والسكوت عليه , العراق الجديد بحاجه الى ان يكون دوله محايده في الشرق الاوسط والساحه الدوليه ودون تحقيق هذا الهدف من قبل الامم المتحده والسياسيين العراقيين يصعب وقف التدخلات في شؤنه لا سيما من قبل دول الجوار, وهناك اكثر من دوله محايده في العالم وطموح كهذا يجعل عملية احلال السلام في العراق سهله للغايه ويعطيها دفعه الى الامام لا ان يكون العراق مع هذا الطرف او ذاك في المعادله الدوليه للصراع..

لقد اثبتت الحكومه الحاليه وسابقاتها عجزها عن تقديم اي مشروع وطني وان الاوان لاجراء تغيير جذري في الوجوه والاحزاب والعقائد اذا ما اريد لهذا البلد ان ينعم بالسلام لم تقدم قوى الاسلام السياسي اي حل للعراق ولن تتمكن طالما انها لا تنطلق في عملها من تطبيق اجنده وطنيه بل تعلم وفق جداول ايرانيه وخارجيه اخرى العراق اليوم بحاجه الى دستور مدني علملني يؤسس لدوله ديمقراطيه تقوم على اساس حق العراقي في العيش الحر الكريم وواجب عليه الحفاظ على وحده الدوله واراضيها والغاء النمط القديم من العلاقه بين الدوله والمواطن والقائمه على اساس المحاصصه والطائفيه دون النظر الى القدرات والمواهب التي من شأنها ان تقدم خدمات للبلد اكثر بكثير من تلك التي حققها رجال الائتلاف والتوافق والصدري وغيرها من الاحزاب التي جاءت بعد القضاء على الدكتاتوريه البعثيه البغيضه والتي الحقت بالشعب هي الاخرى الذل والعار طوال سنوات حكمها للبلاد..

ان هناك الكثير من الخطوات التي نفتقد اليها في اختيار الطريق الصحيح للبدء بعمليه اعادة العراق الى مسار التاريخ الصحيح واعادة شعبه الى ان يكون جزءا من الاسرة الدوليه لا ان يغادر بلاده بحثا عن وطنا اخر يشفق عليه ويؤويه ويتصدق عليه فالشعب العراقي لا تهزمه المحن مهما طالت لكنه هذه المرة سيكون فعلا بحاجه ماسة الى الامم المتحده والاسرة الدوليه كي يتمكن من بناء دوله ديمقراطيه محايده لا تتدخل في الشؤون الداخليه لاحد ولا تقبل ان يتدخل احدا بشؤونها وهذا ما لا تستطيع تحقيقه التوليفه السياسيه التي جاء بها بريمر تحت اي ظرف من الظروف... Opinions