- الرئيسية
- الشعر والأدب
- هل أتيت أنت يا عيد...
هل أتيت أنت يا عيد
هل أتيت أنت يا عيد.. ونحن نودع الشهيد تلو الشهيد
أبناؤنا يقتتلون فيما بينهم.. والعالم يتفرج لا مبالي من بعيد
ضحايانا صارت أرقاما.. يكررها الإعلام في كل نشرة ويعيد
دماء شهدائنا أصبحت رخيصة.. لا مظاهرات ولا إستنكار ولا تنديد
وطن دمرته العصابة الحاكمة.. وكل يوم حقدها على ساكنيه يزيد
يرمون على الأهالي قنابلا.. مليئة بالنار والبارود والحديد
منها العنقودية والفراغية.. ومنها السلاح المتطور والجديد
دمروا المساجد والكنائس.. وحتى الأسواق يقصفونها في يوم العيد
حاكم خرّب البلد بطريقة لا مثيل لها.. وكأنه لشعبه يريد أن يُبيد
إمتزج الخبز بالدم والرصاص باللحم.. وصراخ الأطفال تسمعه من بعيد
أحرق الأخضر واليابس ودمر الحجر والشجر.. حتى الطير نسي التغريد
لقد أصبحوا يترحمون على شعبنا وفتياته تباع كالسبايا والعبيد
من دم الشهداء صار الفرات داكنا.. وبردى عليه بالإحمرار يزيد
والعاصي ينثر الدم حوله مثل خروف.. ذُبح من الوريد إلى الوريد
أبت الأحرار أن تركع للطاغية.. وأن تكون لسلطته خدما أوعبيد
فضلوا الشهادة على الذل.. وأصبح شعار "الموت ولا المذلة" لهم نشيد
الطاغية يتحرش بدول الجوار.. ويزرع الفوضى والفتنة من جديد
باع لحلفائه سيادة البلاد وكرامتها.. ليبقى على كرسيه لزمن مديد
مؤامرات أممية تحاك على وطني.. وهي لغير المماطلات لا تفيد
منحوا الطاغية الفرصة تلو الأخرى.. لكي يفتك بشعبه كما يريد
هدنة العيد لن تفيد الطاغية.. إلا التنازل والهروب إلى مكان بعيد
أبى العيد أن يدخل إلى وطني.. إلا ومعه الحرية والنصر المجيد
فقرر أن لا يذهب بعيدا.. وهو على الباب ينتظر يوم الوعيد
هو يعلم بأن الطاغية قد لملم مسروقاته.. وأصبح هروبه شيء أكيد
قريبا سيأتي العيد إلى وطني.. فتعم الفرحة وتكثر الأهازيج والزغاريد
جمال قارصلي / نائب ألماني سابق من أصل سوري