Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل الحركة الديمقراطية الاشورية(زوعا) غير معنية بما يدور, ام في الصمت دلالات؟

في خضم المشاحنات الإنترنيتية الدائرة بين الاخوة الاعداء حول اذا ما كانت التسمية بالواوات ام بدونها اكثر قبولا بين اهلنا ام العكس، تباينت وبشكل منفعل مواقف متعلمينا ومرجعياتنا الدينية والسياسية حول اهمية هذه الواوات والدور الذي ستلعبه في إعادة بناء صروح نينوى وبابل الجديدة .

وكون هذه المسألة شغلت حيزا كبيرا من مساحات المواقع التي تهتم بشأن هذا الشعب سواء كتب اسمه بالواوات او بدونها , يعتقد كل متابع حريص على وحدة شعبه, ان صوت صريخ بعض الأقلام قد وصل الى آذان البسطاء من اهلنا وكأنه وقع دوي انفجار كوني يهدد اركان المعمورة،ومن متابعة ما صار يكتبه وما يصرح به أعلام الامة ومن وضعوا انفسهم في موقع قادة الامة رغم انفها،منهم مَن بدلوا لون جلودهم بين ليلة وضحاها،وآخرون ينطقون بأسم المؤسسات السياسية والكنسية، يتساءل العديدون حول اسباب غياب انصار ومعاضدي الحركة الديمقراطية الاشورية عن المشهد الاول من مسرحية الواوات وكأن الامر ورغم كل هذا الصريخ وهذه الندءات والاسترحامات والتخوينات والشتم والسب والقذف، لا يعني الحركة وجماهيرها العريضة وقيادتها لا من قريب ولا من بعيد.والمتسائلون مؤكد محقون في استغرابهم ،فالحركة الديمقراطية الاشورية حقا ليست معنية بهذه الفوضى المفتعلة كونها قد حسمت امرها حسبما أملته عليها مصلحة الأمة منذ زمن طويل .

رغم مشروعية السؤال ورغم ان الحركة معنية جدا بهذا الموضوع كونه مسألة جوهرية في برنامجها السياسي والفكري، وجماهير الحركة وانصارها مؤكد يمتلكون الاجابة الوافية على هذا التساؤل المقبول ،و الحليم يفهمها جيدا, ويفهم بأن الحركة وانصارها ومعاضدوها ليس لهم الاستعداد للدخول في مهاترات كلامية تهدم أكثر مما تنفع ،فموقف الحركة كما عرفناه , واضح جدا تجاه كل ما يخص وحدة انتماء هذا الشعب قوميا سواء كتب اسمه جالسا على الواوات ام واقفا دون واوات ام متعكزا عليها، والاحتكام الى الجماهير في نظرها أي الحركة, سيبقى هو القول الفصل،اما من يرفض الاحتكام الى الجماهير ويريد القفز فوق الحقائق فذاك امر متروك له،وقديما قيل:ان رفاً او سرباً من السنونو لا يصنع شتاءً.

لقد دأبت الحركة الديمقراطية الاشورية طيلة عقود عملها على تكييف برنامجها السياسي والفكري وترويضه بما ينسجم والجهد الداعي الى الوحدة القومية، كون هذا الخيار كان وسوف يظل هو الاصح والاصلح حتى لاولئك الذين لم يألوا جهدا ولا وفروا مناسبة دون الطعن بالحركة ،و قد شرّعت الحركة ابواب النقاش والتحاور على مصراعيها لجميع من يهمهم حاضر ومستقبل هذه الامة سواء كتب اسمها بكلمة واحدة او بعشرة كلمات وثماني واوات، لان المهم ليس الاسم كمدلول لفظي،انما المهم هو:من المعني بهذا الاسم وكيفية حمايته ؟فالمعروف :انه في العرف الديمقراطي يحق للانسان ان يحدد خياراته القومية والدينية بمحض ارادته شريطة ان لا تخل تلك الخيارات بمعايير التاريخ والجغرافية من الناحية القومية،ولا تخل بعرف انساني معمول به من الناحية الدينية والإنسانية ،اما ان تقبل الحركة بتفصيل ملابس العريس بحسب مقاسات الجيران فذاك امر مستهجن لا يشرفها ان تعمل به، كما يرفضه انصارها ومعاضدوها بشدة.

اذن كل جهد يدفع بأتجاه وحدة اهلنا ويقلل من التنابزات التي اتخذها البعض حرفة للإرتزاق بعد ان ضاقت بهم السبل ،هو الذي تتبناه الحركة دون اللجوء الى ضرب بوق النفير وإطلاق صيحات الإستغاثة ،لان تحقيق مثل هكذا فعالية قومية (الوحدة) يعد من البديهيات التي لا تحتاج الاخذ والرد والتطبيل،ان الواوات والواوية والواويون سيفشلون كما فشلوا دائما في خلق ما يفرق هذا الشعب ،فها هي لغتنا واحدة في القوش وكاليفورنيا وسدني ومالبورن ومشيگان وقامشلي وديانا وبيروت وتللسقف وباطنايا وصبنا وعينكاوة وفي مئات المدن والقرى والقصبات ، وها هي شواهد وشواخص قبورنا متداخلة، و صلواتنا وترانيمنا وأغانينا واحدة وها هي ازياءنا واحدة لو عزلنا الدخيل منها جانبا،وها هي رقصاتنا ودبكاتنا واحدة،اذن نحن العامة نحقق شروط وحدتنا القومية التي تقول بالتاريخ والجغرافية والثقافة الاجتماعية منذ الاف السنين بوجود الواوات او بدونها،فما الداعي اذن الى صرف الوقت في مناقشة بديهيات يتفق عليها عامة أهلنا؟؟

اما الذي يستكثرعلى شعبنا هذه الوحدة ويرفضها , فليس من تفسير لدينا سوى إما (خالف كي تعرف) أو وسيلة للإرتزاق ،واذا كان هناك تطاحن قوى مشبوهه خلف الكواليس من اجل استغلال رفع الواوات او ضمها او كسرها،فأننا نرفض ان نقدم الشكر والامتنان للمنتصر في هذه المعركة الشخصية غير البريئة لأن تأثيرها سلبيا في كل الاحوال ، خاصة وان البعض يصر على إضفاء الصبغة الدينية المذهبية التي اثبتت وعلى مدى قرون انها كانت عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية لا بل سعت الى إقحام كامل الأمة في أوار وطيسها لاسباب تطرقت إليها في مقال سابق لاداعي إلى تكرارها هنا.

لا مجال هنا لمناقشة من صار يفتعل الاحداث بقصد زج اسم الحركة الديمقراطية الاشورية والنيل من سكرتيرها العام السيد يونادم كنا الذي قبله اهلنا ممثلا عنهم في البرلمان العراقي،لاني أعتقد ان هؤلاء كان يفترض ان يردعهم ثوبهم الكهنوتي ومرجعياتهم الدينية قبل ان يردعهم واحد مثلي فيضطر الى تخديش رتبة الكهنوت وقدسيتها،ولا اولئك الذين جعلوا من الالقاب العلمية_ التي يدّعون انهم يحملونها_ مجرد يافطة دعائية كتبوا عليها اسماء أولياء نعمتهم الحسنى في الامس القريب وها هم يسبونهم ويلعنونهم اليوم،ولا اولئك الذين لم يتقنوا في حياتهم سوى حرفة تحرير التقارير التي كانت تبدأ بالبسملة العروبية البعثية المعروفة من الذين تخلوا عن قائدهم الرمز يوم جف ينبوعه،وهؤلاء قد يبدلون سيد اليوم بسيد جديد حسبما تقتضي مصلحتهم ،كما لا اريد ان اذكر البعض ممن كانوا ينادون بحرق الكهنة وتحويل ابنية الكنائس والاديرة الى مسارح وصالات لهو عن سبب انقلابهم وتبركهم اليوم بأهداب ذيل جلباب رجل الدين،انما اقول لهم:المسيحية هي ان تعرف ان تحب من يكرهك.

لكل هؤلاء ورغم مواقفهم التي لا ارى فيها سوى زخما يصب في مستنقع شرذمة البقية الباقية من اهلنا في الوطن اقول:هذا هو تاريخ نضال الحركة الديمقراطية الاشورية التي ندعمها ليس بسبب دولاراتها لأننا نحن الذين ندعمها , ولا لفتانة مظهر امينها او لباقته !! فحسب, بل لولادتها الطبيعية و فكرها المرن وتضحيات أبنائها ،ووفق منهج هذا النضال سارت وسنطالبها بمواصلة نهجها الوطني موازيا لتطلعها القومي ما دمنا معاضديها ، لكن اين تاريخكم انتم ايها القومييون الجدد وما الذي حققتموه لاهلنا بحرّ مالكم وعرق جبينكم ،واذا كان للبعض تاريخ نضالي مشرف،فنرجو منه ان يكف عن مطالبتنا باحترام ماضيه اذا كان هو نفسه قد انقلب على ذاك التاريخ وما عاد يحترمه ويفتخر به.

يلاحظ المتتبع لكل ما صار يكتب حول التسمية هو غياب النفس السياسي لما تعنيه وحدة اهلنا والدور الذي يجب ان يلعبه هذا النفس،فالمعاضدون لرفع الواوات يحصرون ما يكتبون بين قوسين صغيرين،ويستفيضون في اعلان الشكر والتقدير لمن ساهم او سبّب في رفع او ضم او كسر تلك الواوات ليقفزوا فجأة ًالى موضوعة التمتع بالحكم الذاتي في المريخ ،ونحن نقول لهؤلاء المحترمين بكل احترام:اين هي الارض التي تطالبون بالحكم الذاتي عليها؟اليس من منطق العقل ان يكون لي ارضا تاريخية تتمتع بحدود ادارية ذاتية لكي اطالب بأقامة الحكم الذاتي عليها؟ ما الفرق إذن بين ان يمنحنا محافظ الانبار قطعة ارض نقيم عليها منطقة حكم ذاتي وبين ان يمنحنا نفس القطعة محافظ دهوك او محافظ اربيل؟اليست جميعها ارضا عراقية؟ ثم لماذا لا نطالب بالحكم الذاتي في بغداد؟اني ارى الامر نفسه طالما انا اقيم حكم ذاتي منسلخ عن جذوره التاريخية والجغرافية، فما الفرق ،اضافة الى ان عدد الكنائس في بغداد اكثر والكراسي البطريركية هي الاخرى في بغداد ايضا.

ان الحركة الديمقراطية الاشورية وانصارها ومعاضدوها ليسوا ضد مفهوم الحكم الذاتي مطلقا كما يزعم البعض،انما المنطق يقول بأنه مشروع محوري ضمن أدبياتها, لكنه مؤجل الى حين تنضج الظروف ونكون قادرين بقدرات شعبنا على حمايته عند طرحه في برلمان العراق الوطني أولا ثم ليدعمه الآخرون ،لأننا نرفض قطعا ان يكون هذا الحكم الذاتي منّة تفرض علينا ممارسة طقوس تقديم الولاء لصاحب هذه المنة.
ان اباءنا واجدادنا بنوا هذا الوطن بالحب وبدمائهم وعرق جبينهم ،ولسنا من مخلفات الفتوحات والغزوات الذين استقروا على ارض هذا الوطن لكي نقبل منة احد،ومطالبتنا بالحكم الذاتي هي حق مشروع ربما لا يقر به الدستور العراقي اليوم صراحة ولكنه سيقول به حتما غد ا بعد ان تستقر الاوضاع ويكون المشرع قادرا على حماية نفسه من القوى التي لا يسعدها ان يكون للكيانات القومية الصغيرة وجودا فاعلا في الوطن، وها هم الاخوة التركمان على سبيل المثال, ما زالوا يعانون من اقصاء وتهميش وهضم حقوق علما انهم مسلمون وعلى دين الاغلبية الساحقة من شعب العراق،اذن الموضوع مرهون بمجمل الظرف السياسي والامني للوطن ككل وليس حصرا بمنطقة شاءت مصالح الكبار ان تمنحها امتيازات اضافية،أما ما يشغل الحركة اليوم كما نقرأه, هو كيفية الحفاظ على اهلنا حيث يقيمون في الوطن وتوفير اسباب تمسكهم بأرض اجدادهم وليس العبث بهم في التنظير بتسمياتهم ومستقبلهم من منابر مدن العالم الخارجي.

لا اريد ان اعرّج على كافة مراحل التفاهمات حول الاسم القومي لهذه الامة التي كثرت المزايدات عليها مؤخرا،تلك المراحل التي كان للحركة (زوعا) مساهمة فعالة فيها كونها كانت وما زالت ونتمنى أن تبقى الفصيل السياسي القومي الوطني الذي ما يزال يرفض الانحناء امام محاولات النيل من رموزها بمناسبة وبدونها،لان الحركة وكأي تنظيم سياسي تعمل بالممكن وتجّد لتحاشي الوقوع بخطأ ينعكس سلبا على وحدة اهلنا و تمارس دورها بما يناسب الساحة مع الحفاظ و التمسك بالثوابت الوطنية والقومية ،لانه يفترض ان تأخذ قيادة الحركة بما تقول به الشريحة الاوسع من الجماهير،وبعكسه سوف تكون كمن يمارس الدكتاتورية،وهذا هو السر في عدم انحياز الحركة الى هذه التسمية او تلك إيمانا منها بأن الإنسان في قوته يكون بإستطاعته المطالبة بحقه كاملا وحماية إسمه وليس العكس .
أمّا كون البطريرك الفلاني هو رأس الطائفة الفلانية والبطريرك الفلاني هو رأس الطائفة الاخرى مع إحترامنا لهم ,فذلك لا يدخل ضمن البرنامج السياسي والفكري للحركة، قدر ما مطلوب من جماهير الحركة ان تبدي الاحترام لهؤلاء البطاركة بصفتهم رموزا دينية واجبة الاحترام ليس الا،فقد كان يوما على رأس الكنيسة بطاركة اغراب عن هذه الارض اصلا, المغول مثلا ، أوَ لم يكن أحد أكبر الوجوه المرشحة لتسنم السدة البابوية الرومانية يهوديا تحول الى المسيحية قبل عقود معدودة من الزمن؟وهذا كما نفهم ممكن ان يحصل في كنائسنا الوطنية،كردي او عربي او شبكي يتحول الى المسيحية ويصير كاهنا ثم اسقفا وبعد ذلك بطريركا،فهل يسلخ عنه الكهنوت انتمائه القومي يا ترى؟وهذا يعني أن دعاوى متهمي الحركة بأستغلال هذا الرمز الديني او ذاك باطلة،وموافقة الحركة على القبول بأي تسمية قومية تخضع الى الارادة التي تقول بها الجماهير،وقداثبتت الحقائق بأن الحركة الديمقراطية الاشورية ليست حزبا عشائريا او منظومة من اجل نخبة او عائلة صغيرة من ابناء هذه الامة،انما هي حركة سياسية تعمل بما يتوافق والحاجة الوطنية العراقية والقومية بكل مسمياتها وهذا ما نتمناه عليها دائما.

اظن ان اي متابع محايد للعملية السياسية في الوطن العراقي يقر بأنها ما زالت بعيدة جدا عن ممارسة الاصول الديمقراطية التي يفترض ان تعمل وفقها لاسباب كثيرة اهمها هو تدخل عامل الدين،وكون هذا العامل كان ذو تأثير سلبي جدا لان الذين تراهنوا عليه يستحوذون على امكانيات مالية كبيرة جدا،إذن إجتمع عاملان مهمان ،الدين والمال،الدين لاثارة مشاعر البسطاء والمال لشراء الذمم،وهذا(الفساد المالي) ماحصل بالضبط في انتخابات مجالس المحافظات بالنسبة لاهلنا يوم تنافست قائمة الرافدين(الحركة الديمقراطية الاشورية) وقائمة عشتار،فقد رفعت قائمة الرافدين الشعار القومي الديمقراطي المنسجم وكل الطروحات الوطنية،وروِج لقائمة عشتار التي لم تطرح برنامجا سياسيا محددا، انما عوّض عنه بشراء الذمم بالمال واللعب على الوتر الديني المسيحي ،فقد تطوع الكثير من الكهنة ان يعظوا المؤمنين بضرورة انتخاب قائمة عشتار بدل ان يعظوهم بما يتوافق وما تقول به المسيحية من ضرورة النأي عن مثل هكذا ممارسات لا تليق بالكهنوت.

كما يعرف كل اهلنا،نحن مقبلون على انتخابات برلمان شمال العراق (كرد ستان) ،وانا هنا لا اقول انتخبوا س او ص من المتنافسين،انما ادعوا الجميع ان يساهموا في هذه الانتخابات لانه واجبهم القومي والوطني الذي من خلال ممارسته يبرهنون على وجودهم،هذا من ناحية اما من الناحية الثانية، اطالب كل اصحاب الاصوات وبكل صدق ومحبة ان يختبروا الاسماء التي يزمعوا ان يعطوا لها اصواتهم،ألا يقول الانجيل الطاهر :اختبروا الارواح؟اذن ايها الاعزاء بالوطن والقومية، يقع عليكم واجب مزدوج،واجب اختيار من يعرف ان يصون حقوقكم خارج حدود التطبيل والتزمير وواجب معرفة ما اذا كان برنامج هذا المرشح ينسجم والمسألة الوطنية برمتها بالاضافة الى المسألة القومية،لان العراق ليس اربيل وسليمانية ودهوك فقط كما تعرفون انما العراق هو من جنوب البصرة الى شمال زاخو.


ليس من باب التكابر والافتخار القول ان قائمة الرافدين (67) (الحركة الديمقراطية الاشورية) تشكل ثقلا مهما ً بين قوائم اهلنا المتنافسة،يليها اهمية ربما قائمة المجلس الشعبي ،وتقديري هذا ليس ناتجا من قناعتي من ان هذا المجلس يشكل حضورا جماهيريا في الساحة،كلا هذا ليس ما يدور في خاطري ،لاني اعلم جيدا ان هذا المجلس اصلا لا يحق له قانونيا أن يتنافس في الانتخابات ،فالمجلس كما روج له وشيع عنه، هو منظمة عمل مدني،ومنظمات العمل المدني في جميع انحاء العالم توجد لتقديم خدمات عامة للمواطنين وليس قيادتهم سياسيا،لان مثل هكذا مؤسسة اعني المجلس الشعبي , تقوم بتلك الخدمات على حساب تبرعات المحسنين غالبا،ولا نظن انه من النزاهة صرفها في حملة انتخابية سياسية محضة،اذن من يدعي ان المجلس الشعبي مجرد منظمة عمل مدني يخدع الناس،و لا ارى انهم يستحقون صوت الشرفاء مهما لمع بريق شعاراتهم ،لانها رفعت من اجل خداع الناس ،ولعل الفضائح المالية واستهتار البعض المستقوي بهذا المجلس خير دليل على ما نقول(فضائح مجلس اعيان تلكيف وحراسات كرملش وتللسقف و قره قوش و فضائح المولدات الكهربائية وغيرها)

نعرف جميعا ان قوة المجلس الشعبي هي في إستحواذه على قدرات مالية هائلة ,و هو مجرد إبتكار سياسي اشرف على إنجابه ورعايته السيد سركيس اغا جان القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وهوعرابه بين ابناء شعبنا،وتقول الشواهد ومنطق العقل ان هذا المجلس وجد اصلا ليمتص زخم الحركة الديمقراطية الاشورية ويحل محلها كممثل شرعي لاهلنا،فتمكّن هذا المجلس ان يستقطب بعض الوجوه المعروفة بين اهلنا وصار يروج للدعوة الى وحدتنا ،وانضوت تحت جناحه بعض الوجوه التي تحمل على ظهرها تاريخا ضبابيا ،وصار يسخي في الداخل والخارج ,اذن الموضوع هو متاجرة سياسية وليس الايمان برسالة المجلس(على فرض ان له رسالة) ،والمريب أن تنضوي تحت جناحه بعض التنظيمات السياسية شبه الكارتونية،التي انفرط عقد زواج المتعة بينها وبين المجلس مؤخرا لاسباب لا نظن ان المعلن منها حقيقية،انما هي لعبة صغيرة يلعبها البعض من اجل تشتيت اصوات شعبنا في الانتخابات ليس الا،والا ما معنى انسحاب تنظيمات الكيانات الكلدانية في هذا الظرف الحرج بالذات،فأسم المجلس الشعبي كان مدرج بدون الواوات المقدسة( بمعرفة هؤلاء الاحبة الكلدان) منذ اليوم الاول لتوقيعهم على عقد زواج المتعة ذاك،فما الجديد الذي طرأ يا ترى؟

لا يمكن لأحد إنكار ان المجلس الشعبي يمول من قبل قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وهذا ليس بسر ،وسؤالنا البسيط هو:ما مصلحة الحزب الديمقراطي الكردستاني من تمويل مشروع يدعوا الى ترسيخ الوحدة القومية(الكلدواشوريةالسريانية) ويطالب بحقوقهم؟وكلنا نعرف ان هذا امر غير مقبول في السياسة مطلقا ويناقض نظرية العمل بالممكن،ولو كانت قيادة الديمقراطي الكردستاني حريصة على وحدة شعبنا وضمان حقوقه , فلها ان توعز على اقل تقدير بأعادة المدن والقرى والقصبات المسلوبة بعد مجازر سميل 1933؟اذن لو أردنا نطق جملة سياسية صريحة, علينا ان نقولها بصراحة ابو گاطع, فمشروع المجلس الشعبي مشكوك في نواياه ،وما ينادي به ليس سوى من قبيل ذر الرماد في العيون لحجب حقيقة ما يدور في كواليس السياسة عن أعين الناس.

ان الإخوة في القيادة الكردية يدركون جيدا ان حقوقنا في شمال العراق اكبر من حقوق اي مواطن كردي واي كانت تضحياته،لان الواقع المفروض بالقوة لا يلغي شرعية عائدية هذه الارض لنا ،فنحن اصحاب الارض الشرعيين وقد سلبت منا يوما بالقوة،ولكن هذا لا يعني ان نقول للمواطن الكردي الذي نكن له كل الاحترام والمحبة بصفتنا شركاء في الوطن العراقي:هذه ارضنا ويجب ان تعيدها لنا واذهب انت مع السلامة.كلا لا يمكن ان تصل بنا الحماقة الى هذه الدرجة،ولكن مؤكد من حقنا ان نقول له:ليس من حقك ان تتدخل في شأننا الداخلي , وذلك أضعف الإيمان،واذا اصر على التدخل فمعنى ذلك انه يريد تحقيق مصلحته العليا على حساب مصلحتنا،وهذا هو سبب تشكيكنا بجهد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي تغدق عليه القيادة الكردية دون حساب, وهل نسيَ الإخوة الاكراد إستهجاننا وإستنكارنا لسياسة البعث المتحايلة بحقهم يوم كان يؤسس أحزابا وهياكل كردية كارتونية لضرب الحركة السياسية الكردية؟؟

في ختام مقالي هذا ايتها الاخوات ايها الاخوة الاحبة كلدانا سميتم انفسكم ام سريانا ام اشوريين فالامر عندي سواء كما هو عند ممثلي قائمة الرافدين ،مطلوب منكم وكتعبير عن اصالة انتمائكم الى تراب هذا الوطن:ان لا تبخلوا بصوتكم ولا يعيقكم عن المشاركة في الانتخاب عارض طاريء،حيث كلما زاد عددكم كلما رجحت كفة المطالبة بحقوقكم،وقد وضحت لكم بكل صدق ومحبة مدى ضرورة دعمنا و مساندتنا للقائمة (67)كونها المعبر الحقيقي عن امالنا وطموحاتنا في تحقيق وحدتنا واخوتنا مع كافة اطياف المجتمع العراقي الذي نتشرف بالانتماء اليه،ايها الاحبة جميعا ان القائمة(67) ليست يونادم كنا او اي من قيادات الحركة الديمقراطية الاشورية التي تتلقى التشنيع ممن ليس في تاريخه صفحة بيضاء واحدة،انما هي قائمتنا نحن, قائمة الحل الوحدوي المقبول وطنيا وقوميا ،اجل نحن( كشعب) الذين نحرص على تحقيق طموحاتنا بما يتوافق وتحقيق طموحات كل مواطن عراقي عربيا كان ام كرديا ام تركمانيا،لاننا نثق ان العراق خيمة كبيرة تسعنا جميعا.
الوطن والشعب من وراء القصد.


Opinions