هل نتضامن مع المراة في يومها العالمــــي
فعلا هل علينا ان نتضامن مع المراة التي تحملت وزر انتماءها الانثوي الذي اضفى عليها صفة الضعف الجسدي ليعكس على سلوكها واحساسها العاطفي الانساني المتبادل ، ليستغل الرجل تلك الصفات ليعطي لنفسه الحق في التحكم بمقدراتها فوصلت لدرجة انتهاك كرامتها وسلب ارادتها وحقوقها بدعوى ذكورية الرجل لفرض سطوته وقوته الجسدية المميزة ...
هذا الواقع لانتهاكات حقوق المراة استمرحتى بعد ظهورالشرائع والاديان ومنها ماتسمى بالاديان السماوية ،التي ذهب البعض منها الى اضافة صفات اخرى على المراة ، واعتبارها ناقصة عقل ودين ....فانحصر دورها في طقوس الطاعة والولاء لخدمة الرجل واشباع غرائزية الجنسية ......
دفع ذلك المراة لان تكافح وتناضل من اجل ان تثبت وجودها كقوة فاعلة على ارض الواقع ، وليست هامشية الدور في العمل والعطاء والخلق ، وليست وسيلة للتمتع بها فقط ، بل هي تشكل نصف المجتمع ، وتزيد عن ذلك في بعض المجتمعات الاخرى ومنها مجتمعنا العراقي ..
فتحملت التضحيات ليرد لها اعتبارها ولتنال حقوقها وتثبت وجودها ودورها في المجتمع ، ففي نهاية القرن التاسع عشر بدات الاصوات النسائية تعلو في الكثير من الدول منها اوربا وامريكا الشمالية مطالبة بتحسين ظروف العمل ، وحقها في التصويت وحريتها في اختيار ممثليها في المجالس الوطنية .. تطورالامرالى قيام عاملات صناعة النسيج في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية يوم 8 اذار عام 1857 باضراب عام ، ومن المصادفه ان يقمن يوم 8 اذار عام 1909 باضرابهن كذلك احتجاجا لظروف العمل السيئة ..
وفي عام 1910 عقد مؤتمر نسائي عالمي في كوبنهاكن في الدانمارك ، للاحتفال بنضال المراة في انحاء العالم والسعي لنيل حقوقها المشروعة .. ولاول مرة تم الاحتفال عام 1911 بيوم عالمي للمرأة ، في كل من الدانمارك والمانيا والنمسا وسويسرا .. وبعدها اخذت الاحتفالات بيوم المراة في الدول الاخرى وفي ايام مختلفه ..الا ان المؤتمرالذي انعقد في باريس عام 1945 ، بعد انتهاء الحرب العالمي الثانية ، لاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي اعطى لهذه الاحتفالية دور اساسي للمراة في المجتمع ، عزز ذلك الاحتفال بالسنة الدولية للمراة عام 1975 ، وفي عام 1977 ، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو الدول لاعتبار يوم 8 اذار يوم للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي وذلك وفقا للتقاليد والاعراف التاريخية والوطنية لكل دولة ، اطلق على هذا اليوم يوم المراة العالمي ..
يوم 8 اذار يفترض ان تكرس احتفاليته ، لدراسة ومناقشة الانجازات والاخفاقات في مسيرة المراة ، لتقييم ما انجزته وما يجب ان تخطط له لتحقيق طموحاتها المستقبلية ... لتتجاوز تحديات الزمن ، في بناء مستقبل افضل لها ولاجيالها القادمة ..
صحيح لقد تحقق للمراة عبر نضالها الطويل بعضا من المكتسبات في بعض الدول الا انها لازالت لحد يومنا هذا وحسب التقارير، بان المراة تعاني في اكثر من 150 دولة اوضاع معيشية اكثر قسوة ..ومظاهر التميز تمارس ضدها في اغلب البلدان .. رغم اهتمام الامم المتحدة ، ومنظمات المدنية المعنية بالشان النسائي الا ان اغلبية فقراء العالم من النساء ، ويشكلن ثلاثة ارباع الاميين في العالم ...
هذا الواقع لا يمكن ان تتجاوزه المراة الا ان تعمل وفق ما قاله..
الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي ...
ثوروا على العادات ثورة حانق وتمردوا حتى على الأقدار
والا ستبقى تعاني من الجهل والتخلف والفكر الرجعي القمعي الكثير والكثير جدا كما هو الحال في عراقنا الجديد .. الانباء تتحدث عما يجرى لها خاصة بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية من حملات مرعبة وظالمه تقودها العصابات التابعة للاحزاب الاسلامية ، وباسم الدين وبتشجيع من المعممين ، يتم ترويع النساء بفرض الحجاب بالقوة في الشارع والمدرسة والجامعة والدوائر والمؤسسات الحكومية وغيرها ..وكما يقال الشئ بالشئ يذكر، عندما نتذكر ما اطلقه قبل اكثرمن ثمانين عام الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي بصيحته المدوية بتحرير المرأة من الحجاب والذي هو حجاب على العقل وليس على الرأس فقط، في قصيدته المشهورة (إسفري يا بنت فهر) جاء فيها:
اسفري فالحجاب يا بنت فهر هو داء في الاجتماع وخيم
كل شيء إلى التــــجدد ماض فلماذا يقر هذا القديم
هكذا كان العقل العراقي قبل 80 عام ..انظروا ما يحدث الان بدلا من التقدم والحرية والمساواة .... نجد الارتداد الى الوراء الى التخلف والرجعية المقيته التي تسيطر على زمام الامور ؟؟ يصحب هذا تعرض المراة الى جانب كبير من التمييز والاستغلال والعنف بوسائل مبتكرة وجديدة ، بالاضافة الى عمليات القتل الجماعي التي ترتكب بحقهن على يد الملشيات واللجان الظلامية والارهاب وبذرائع مختلفه اجتماعية ، دينية ، سياسية ، كما حدث ويحدث في البصرة وغيرها يوميا وفي وضع النهار، كما ان انتشار جرائم قتل النساء غسلا للعار تكثر هذه الايام في مدننا وقرانا ،هذه الاعمال تعبرعن همجية مرتكبيها ،الا ان والحكومة لا دور لها في اتخاذ اجراءات قانونية وامنية ازاء ها ، في ملاحقة مرتكبيها ومعاقبة منفذيها ومن يقف ورائها ..
هذا هو الواقع المرير الذي تعانيه وتعيشه المراة منذ زمن ، اما انا لنا نحن معشر الرجال ان نعترف بما سببه الرجل لها من هذه المعاناة ، الم يحن الوقت ليرد لها اعتبارها ....؟؟ بل اجد بان على الرجل ان يعلن تضامنه معها في نضالها لتحقيق طموحاتها وحقوقها لترتقي بمستوى المساواة مع الرجل بحقوق كاملة غيرمنقوصة .....
ولنستنكروندين بهذه المناسبة كل ما يرتكب من جرائم القتل والاغتصاب والانتهاكات بحق المراة ، ولنقف ضد كل انواع التمييز والاستغلال والقهر والعنف باشكاله المختلفة ضدها ،ونطالب لا بل نحمل السلطات العراقية مسؤولية تامين الامن والاستقرار لشعبنا وللنساء خاصة في حرية العمل والتنقل وممارسة حقوقهم القانونية والدستورية ، واتخاذ الاجراءات القانونية بحق الجناة وكشف هوياتهم ، و تعرية من يقف ورائهم ، وتقديمهم للعدالة ليكونوا عبرت لغيرهم ...
ولكي نخلق امراة حره علينا ان نكون نحن معشر الرجال احرارا ....
لان العبد لا يخلف الا عبيدا ...........
نحي نضال المراة والرجل معا من اجل بناء مستقبل افضل للاجيال القادمة ،
ولعراق الغد مستقبل مشرق للجميع ........باقاة من الورود والرياحين الى كل النساء وللعراقيات بوجه خاص اينما وجدوا في بقاع الارض ....
والى الامام ........
يعكوب ابونـــا .......................................