هل يحق لنا ان نقيم اداء رئيس حكومة الاعلام العراقي الجديد السيد حبيب الصدر ؟
نسخة منه الى :._ مكتب رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني
_ مجلس النواب العراقي الجديد
_ مكتب رئيس الوزراء المكلف السيد نوري المالكي
لم اكن مترددا بالطبع وانا اكتب هذه المقالة لانها ليست مقالة شخصية ابدا وليس لي علاقة او معرفة بالسيد حبيب الصدر لا من قريب ولا من بعيد ولو لم يكن السيد الصدر يتصدر الهرم الاعلامي العراقي الجديد الذي يراد له ان يكون اداءه مميزا لما كتبت حرفا واحدا من هذه المقالة ولما ارسلتها الى اية جهة حكومية ولكن ونحن نرى التمايز غير الطبيعي باداء المؤسسة الاعلامية العراقية التي من المفروض ان تكون ممثلة للشعب وانها ليست مؤسسة خاصة او اهلية,
انما مؤسسة حكومية تأخذ اموالها من خزينة الشعب ومن اموال المساكين من ابناء العراق لذا توجب على هذه المؤسسة ان تكون تحت طائلة النقد والمحاسبة كما ينتقد ويقيم اداء المؤسسات الحكومية العراقية المختلفة التي من المفترض ان تكون خدمية بالدرجة الاساس .
الحكاية بدأت ياسادة مع شبكة الاعلام العراقي حين وصل بث قناة الفضائية العراقية الى استراليا في نهاية العام الماضي والذي تبين بعد ان اطلعت على الموضوع انه جهد شخصي قام به احد الاشخاص متفقا مع شركة استرالية ربحية تقوم بنقل العشرات من القنوات الناطقة بمختلف اللغات ولمختلف الاثنيات, بمعنى ان السيد الصدر ليس له علاقة بالموضوع بل انه حدث بمحض الصدفة,
ان الشخص الذي قام بهذه العملية والذي يدعيّ انه قام بهذه العملية بتكليف من ادارة الشبكة كان مفتخرا بالانجاز الذي حققه. وهو لا يعرف ان هذا الانجاز هو بالحقيقة انتكاسة لادراة الشبكة خصوصا ونحن نرى القنوات الصومالية والسودانية والافريقية تلتقط بشكل مباشر من دون اللجوء الى دفع الالاف من الدولارات سنويا الى هذه الشركة او تلك .
على اية حال ..قامت مجموعة من الاخوة الذي يقيمون في مدينة ملبورن بارسال بعض الرسائل الى الشبكة بضمنهم انا طبعا للاستفسار عن الموضوع , ولماذا منحت الشبكة حقوق نقل بثها الى شركة استرالية تكلف العراقيين المساكين الالاف سنويا؟ في حين يفترض بالعراقية ان تصل الى كل عراقي في كل اصقاع العالم اسوة بالاخوة الصوماليين مثلا او اليمنيين او او الخ ..
بعد ان ارسلنا مجموعة من الرسائل باسم تجمعنا الى ادارة الشبكة وصلتنا ردود من شخص يدعى (حميد) ويبدو انه المكلف من قبل الصدر بالرد على المستفسرين , و بعد أن يعتذر بها من ابناء الجالية ويقول ان الشبكة وضعت خطة لجعل البث مفتوحا لكل العراقيين وانه على اتصال مع مندوب الشبكة في سدني الذي يبدو انه اطرش بالزفة مع احترامي وتقديري لشخصيته لانه انسان مهذب وقد اوصل رسائلنا بامانة الى رئيسه ,,
فحوى الرسائل التي وصلتني والتي احتفظ بجميعها تؤكد ان الصدر وضع الخطة على الطاولة منذ العام الماضي لذا لا تتسرعوا بالحكم وانتظروا .. ومرت الاشهر والموضوع لازال على طاولة الصدر الى ان اعلنت الشركة الاسترالية انها ستلغي كل الاجهزة وستبدأ بعملية تشفيرية جديدة لكي تمنع بعض الذين التقطوا البث باجهزة الشركة القديمة من التمتع بمشاهدة العراقية رغم انهم دفعوا مئات الدولارات في هذه العملية , وتطايرت دولاراتهم في رياح الانجاز والتطور الخطير لادارة السيد الصدر ,!
هذا جزء بسيط من مشكلة مشاهدي العراقية باستراليا ,ا ولدي وثائق كثيرة تؤكد امورا اخرى لم اتطرق اليها وقد اجبر على التطرق اليها في مقالات اخرى ان لم يكن لمقالتي هذه صدى في اروقة المؤسسات العراقية الحكومية التي انتخبناها والتي يجب ان تمثلنا وتناقش أراءنا .
اريد ان ارجع الى الدوافع الحقيقية وراء كتابتي لهذه المقالة بالذات و هي :
1_ تصريح السيد حبيب الصدر نفسه عن انجازات الشبكة بعد ان حررها من الغزاة الطامعين وسبب التحرير كما يقول هو قدرته الاعلامية والادارية الخطيرة وانتمائه الى عائلة لا تعرف غير التضحية ولذا فانتمائه العائلي حرك فيه عرق هاشمي جعله يقوم بعملية التحرير ولاداعي للتعليق على هذا المنطق واترك التعليق لكم !
2_ تصريح السيد مسعود البرزاني وانتقاده المباشر لاداء الشبكة والعراقية تحديدا من على منبرها وقال بالحرف الواحد ان العراقية في ظل هذه الادارة لا تمثل الرغبة العراقية وهي منحازة .
هنا وضعت نفسي امام تصريحين احدهما للصدر والاخر للسياسي الذي من المفروض ان يكون مجاملا لهم لانهم اقاموا له برنامجا خاصا , ولكن ثمة ما حرك السيد مسعود وجعله لا يقدر على اخفاء انتقاده لهذه الادارة, والموضوع بالتاكيد ليس له علاقة بكركوك حتى نقول ان ادارة الشبكة تسيطر على حقول كركوك وليس له علاقة بهيئة علماء المسلمين لنقول ان السيد مسعود البرزاني لبس احدى عمائم الهيئة كما كان يدافع الاخوة عن ادارة الصدر الهزيلة بان الصدر مستهدف وان هيئة علماء المسلمين تريد الانقضاض عليه . والحقيقة هي ليس للسيد الصدر أي علاقة بالتضحيات التي قدمها بعض منتسبي العراقية من الشهداء لان الارهاب في العراق يستهدف جميع ابنائه وبالتالي فالذي يعمل بالشرطة او الاعلام او البلدية هو مستهدف من قبل الارهابيين ولا داعي لان يتاجر السيد الصدر بدماء الشهيد امجد وزميله ويصور الامر وكأن العراقية هي الوحيدة التي استهدفت لان منتسبيها هم من جنوده !!
ابدا هم جنود العراق وهم شهداء العراق ورحمهم الله اينما حلوا ,
نعود الى مناقشة اداء ادارة الصدر في ظل المشكلة الكبيرة التي تسببت بها ادارته لابناء الجالية العراقية باستراليا والمشاكل الاخرى التي جعلت حتى ساسة العراق الذين تنطق العراقية باسم حكومتهم ينتقدونها . لا اريد هنا العودة الى مشاكل جريدة الصباح واقفال محطة كركوك والجميع يتذكر هذه الحوادث وكان بعض الكتاب قد كتب عن الموضوع , ولكن اعود الى اداء العراقية والفقر الاعلامي الخطير الذي يخيم على مفاصلها والسبب والوحيد هو انها وقعت على مايبدو تحت طائلة المحاصصة الطائفية ! والبرنامج الوحيد الذي يفتخر به الصدر وهو برنامج الاخ العقابي خل نسولف والذي تبين انه برنامج دعائي ليس الا لاننا ارسلنا له اكثر من رسالة حول مشكلة العراقية باستراليا ولم يرد على واحدة من رسائلنا ويبدو ان الاخ العقابي يسولف فقط عن الامور التي ليس لها علاقة بالصدر ويترك امور الشبكة بدون سوالف وهذا منطق اعلامي غريب ,,
الكم الهائل من الكوادر البسيطة التي تظهر على شاشة العراقية من انصاف الموهوبين لمجرد ملأ الفراع وقتل الوقت ليس الا, والا بربكم هل لدى احدكم تعليق على برنامج (انتم عيوني) مثلا او القدرة الاعلامية لمذيعات صباح الخير ياعراق مثلا بالقياس الى نظيراتهن من اللاتي يعملن بالقنوات الاخرى من حيث الخبرة الاعلامية واللياقة الكلامية ؟؟ هل لاحدكم تعليق على ذكر احد من العائلة الصدرية في نشرة الاخبار (قدس سره وايده الله وحفظه الله) في حين يذكر السيد السيستاني بشكل طبيعي وكأن قدر السيد السيستاني رغم عظمته انه لم يكن من العائلة الصدرية ليقدس السيد حبيب الصدر سره او يؤيده بحفظ الله في شريط الاخبار ؟
هل لاحدكم جواب على تحول قناة العراقية الى منبر للقراءات الحسينية وناقذة دعاية للرواديد الامر الذي عرض به السيد الصدر فيديو كليب لباسم الكربلائي اكثر من عشر مرات يوميا ؟! وكأن العراقية قناة هي لعرض المنتوج الحسيني فقط في حين هناك الكثير ممن اعترض على تحويل الردة الحسينية الى اغنية عاطفية كما فعل باسم.
رغم اني شيعي ولكني اتخيل حال الاشوري واليزيدي والسني وهم يشاهدون هذا التهميش والتغييب المقصود, اتخيل حال المطربين العراقيين.. هل يا ترى ترك لهم السيد الصدر فسحة للابداع ام سيتحولون الى رواديد لكي تمشي بضائعهم في سوق حكومة الاعلام العراقي الجديد؟؟
اتخيل حال المطرب حسن بريسم الذي خرج في برنامج صباح الخير ياعراق وهو يقسم بايمان غليظة ان اغنيته كانت وطنية وليست عاطفية (موحرام) ,
انظر الى مدير الاخبار كريم حمادي المتعثر بحديثه والذي ليس عنده ما يؤهله لموقعه غير ولائه للصدر والتحيز الواضح في لقاءاته, اذكر منها عدم حياديته بمختلف اللقاءات في تناول موضوع المحاصصة وقضية السفير الامريكي, و نسي السيد حمادي ان الامريكان هم من وضعوه في هذا المنصب , ونسي ان موقعه يوجب عليه الحيادية وان يكون متحيزا للحقيقة فقط, وانا اطلعت عن طريق الصدفة على وثيقة ارسلها السيد حمادي لصديق له , ارسلها لي بالخطا وهو يحشمه على الكتابه ضد السنة الذي تسلقوا على وزارة الدفاع واصفا الشيعة العسكريين بالبعثية !! ولا زلت احتفظ بنسخة منها, و لو اراد السيد حمادي ان يراها أ،ا مستعد أن أرسلها له ،
بربكم هل يعقل ان يقود موسسة العراق الاعلامية هؤلاء ؟ لماذا لا يبادر السيد الصدر الى انشاء فضائية خاصة به ويترك المؤسسة الاعلامية العراقية مجردة من التبعية والتحيز واللامنطقية واللا علمية ؟؟ ايها السادة هذه هي الانجازات التي حققتها ادارة السيد حبيب الصدر , أن اعتراض بعض الكتل السيلسية ارغم السيد الجعفري على ترك منصبه رغم انه المرشح دستوريا , ترى هل سنجد من يستطيع ان يرغم السيد الصدر على احترام التنوع العراقي واخلاء موقعه الذي لا يبدو انه جدير به لغيره لكي يتسنى لغيره خدمة العراق والعراقيين من خلاله ,؟
هل ياترى يملك مجلس النواب العراقي الجديد القدرة على النظر بهذه المسألة ؟ ام ان تعيين السيد الصدر هو فوق القوانين ومجالسها ورجالاتها؟
هذه الاسئلة ستبقى شاخصة ونحن نشاهد التلكؤ الاعلامي الخطير لمن يقود شبكة الاعلام العراقي بالكوادر التي تدين للصدر بالولاء اكثر من العراق للمحافظة على قوتها .
هذه الرسالة اضعها بينكم ياساسة وسادة العراق الجديد وسوف لن انقطع عن الكتابة في هذا الموضوع الى ان نضع حدا للهستيريا الاعلامية التي يراد لاشباه الاعلاميين ان يجعلوها منهجا,
سيدي الصدر اسف لاني قد ازعجتك ولكني اذكرك بكلماتك حين خرجت بالفضائية وقلت بالحرف الواحد : لا مكان لغير الاعلامي في شبكة الاعلام العراقي, هل ياترى اخرجت شهادتك وانت تتلفظ بهذه الكلمات ام انك صدقت انك اعلامي وليس ضابطا بالجيش العراقي المنحل ؟؟ انا لا اريد ان احاسبك على مافعلت ولكني كعراقي لي الحق ان أحاسبك على ما تفعل, لان الاموال التي تصرفها على حزبك الجديد هي اموال ابناء العراق المساكين وهذه الفضائية اسمها الفضائية العراقية وليست الفضائية الصدرية لتتبجح بانتمائك للعائلة الصدرية والتي هي رسالة مشفرة لابن عمك مقتدى الصدر بان يحرق العراق لو حاول احد المساس بمنصبك,
ارجو ان تكون منطقيا ايها السيد الصدر واعلم ان الاعلاميين العراقيين لا تخيفهم علاقاتك العائلية, حتى لو كنت اخا للزرقاوي , لان ابناء العراق يتحدون الزرقاوي بكل لحظة فهل يخيفهم ابن عمك ؟ ولكني اضعك بين يدي المنصفيين من ابناء الشعب العراقي من السياسيين والاعلاميين لكي يردوا علي ان كان كلامي غير منطقي.
واكرر دعوتي لرئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني ان ينظر بموضوع شبكة الاعلام العراقي مثلما أوجه دعوتي هذه الى السيد نوري المالكي رئيس الوزراء الجديد و مجلس النواب المنتخب , فهذا مافعله السيد الصدر من انجازات فماذا انتم فاعلون ؟
الدكتور علي الناصري
ملتقى المهاجرين العراقيين في ملبورن