هيئتنا الحقوقية بين متقاربات المسيحية والاسلام
كما هو مثبت ان تاريخ انطلاق هيئتكم "الهيئة العالمية للدفاع عن حقوق سكان ما بين النهرين الاصليين" هو عيد ميلاد يسوع المسيح له المجد 25/كانون الثاني/2009! وسبق وان اعلننا ان هيئتنا تكون نواة الالتقاء والوحدة في المشتركات والمتقاربات، وعيد ميلاد الفادي هو يوم تجمع وتقارب بعيدين عن التمذهب والتسييس، اذن اختيارنا كان في محله وهذه نقطة اخرى تسجل لصالح نقطة انطلاق هيئتكم نحو تسلق الجبل وهي محملة بأثقال اختارتها كأهداف لها دون النظر الى الخلف، وهذا الاختيار كان بوعي وارادة كاملين من قبل الاعضاء الغيارى مؤسسي الهيئة بتواضع وثقة وتضحية ونكران الذات، اذن الى تسلق وترجمة لحقوق الانسان النهرينيالمتقاربات المسيحية – الاسلامية
نبدأ بنص عن المؤتمر العالمي للديانات من اجل السلام /كيتو اليابانية 1970
"نحن البهائيين والبوذيين والكونفوشيوسيين والمسيحيين والهندوسيين والجينيتيين واليهود والمسلمين والشنتيين والسيخ واتباع زرادشت وممثلي الديانات الاخرى، اجتمعنا هنا لمصلحتنا العامة من اجل السلام، اجتمعنا لنتطرق الى موضوع السلام الاولي، ولقد اكتشفنا اموراً مهمة بيننا، ولقد اكتشفنا ايضا ان ما يجمعنا هو اهم من الذي يفرقنا، ومن الامور المهمة بيننا
1- هناك قناعة لوحدة اساسية للاسرة الانسانية وللمساواة ولقيمة كل البشر
2- شعور بعدم المس بالفرد وضميره
3- شعور بقيمة المجتمع الانساني
4- اقرار بان القدرة لا تتوافق مع الحق، وبان القدرة الانسانية لا يمكنها ان تكفي ذاتها، وانها ليست مطلقة
5- ان الايمان والحب والرأفة والترفع وقوة الروح والصدق هي كلها في النهاية اقوى من الحقد والضغينة والانانية
6- من واجبنا ان نكون الى جانب الفقراء ضد الظالمين
7- هناك امل عميق بان الارادة الطيبة في آخر الامر ستنتصر"
نعم انها عموميات وتأكيد الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 ولم نتطرق الى المؤتمرات واللقاءات والحوار بين الاديان والثقافات لانه موضوع آخر شائك ومتشابك! وله اختصاصيه، ولكن ما يهمنا هو الفقرتين 4 و5 و6 و7 كونها تسير جنباً الى جنب مع اهداف هيئتكم العتيدة، ونضيف اليها "التقاء الكنائس المسيحية العالمية تحت شعار "العدالة والسلام وحماية الخليقة" سيئول/ 1990 ولسنا بحاجة هنا الى شرح الفكر المسيحي وعلاقته بباق الاديان وبني البشر ويكفي ان نقول عند ولادة يسوع كانت الملائكة تزمر"المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة" "وقول يسوع: احبوا اعدائكم،،،،،" اذن نحن امام محبة لا متناهية
اما في الاسلام فنذكر جزء من بحث "جريمة العدوان في تاريخ القانون الدولي والثقافة العربية الاسلامية – د.هيثم مناع" المرسل الينا من قبل د.لطفي حاتم عميد كلية القانون في الجامعة العربية المفتوحة/الدانمرك
" كرم الإسلام الإنسان لآدميته، لم يفرق في هذا التكريم بين طفل وكهل، بين امرأة ورجل، بين أسود وأبيض أو عربي وأعجمي، مسلم أو غير مسلم. نص التكريم لا قيد فيه ولا حصر (ولقد كرمنا بني آدم)، والتكريم لغة يزيد عن الحق. من هنا شكلت هذه اللحظة التاريخية تأسيسا لحقبة جديدة تعطي كل أسباب التغيير المجتمعي أداة جوهرية تعتبر الإنسان، باستعارة تعبير إخوان الصفا، "أكمل الموجودات وأتم الكائنات وأفضل المخلوقات". فالإنسان في القرآن الكريم خليفة الله تعالى في الأرض, ومزود بالعلم والعقل, وهذه الخاصية لم تكن لمخلوق سواه: "وإذ قال ربك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة"؛ أي الإنسان الذي جاء في وصفه: " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم".
لا يمكن قراءة هذا التكريم دون حفظ حق الحياة باعتباره الشرط الواجب الوجوب للتمتع بأي حق أو تكريم. وعلى هذا الصعيد، القرآن لا ينتظر الكم ليحدد هوية الجريمة، فالضحية الواحدة خسارة لا تعوض والجريمة تبدأ بحياة الفرد الواحد كما جاء في القرآن الكريم: "مـن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" من هنا قامت الدعوة الإسلامية على مبدأ السلام ورفض العدوان على الأفراد والجماعات باعتباره جريمة محرمة في كل زمان ومكان.
السلام في الإسلام يعني السلم والسلام والسلامة والتسليم والصلح والبراءة من العيوب والسلام من كل عيب وهو اسم من أسماء الله الحسنى حيث جاء في القرآن الكريم: "هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام" (سورة الحشر: الآية: 23)."
امامنا مثال حي للمشتركات والمتقاربات بين المسيحية والاسلام وباق الديانات، ان كانت وثائقية او من خلال المواقف الرسمية، وهذا الشيئ المشترك هنا هو حقوق الافراد والمجموعات، ولا ننكر ان الامر ليس بهذه السهولة، هناك تشدد وتعصب الى حد التطرف داخل المسيحية كأفراد ومنظمات، وكذلك عند الاسلام من الداخل (تعدد الافكار والاتجاهات والممارسات عند الشيعة! وكذلك عند السنة وخاصة موضوع "الجهاد" وتفرعاته) اذن نحن امام شبكة العنكبوت، كل طرف متمسك برأيه وخواصه وعاداته وتقاليده وطقوسه وافكاره الى حد فرض خاصه واسقاطه (الخاص) على خواص الاخرين، عليه نكون امام لوحة او ارض واحدة مقسمة دون حاجز بين:
مصالح شخصية – تعصب – تطرف – تمذهب – الانا فقط – فكري – ثقافتي – فرعي – حزبي – خطي – انا الاحسن والاول
وبين
المحبة – الحب – السلام – الامان – الاخلاق – كرامة الشخص البشري – التنوع والتعدد – احترام الاخر – القانون – حقوق الانسان – الانا والنحن – الحكمة – العدالة – المساواة
انظر الى اللوحة اعلاه! انه صراع الاضداد، فهل توجد نقطة التقاء بين الاضداد؟ ام نفتش عن مركز كنقطة انطلاق بين المتقاربات والمشتركات بين الاديان؟ نعم هناك نقطة عقلانية حقوقية يجب ان تولد عند مركز ثقل المشترك! ان كان داخل الدين الواحد (بين مسميات – السوراي – الاراميين – واية تسمية وحدوية تعبر عن الشعب الواحد) وبين الاسلام والمشترك والمتقارب بين"السنة والشيعة وتفرعاتهما" وهذه النقطة/المركز هي برعم هيئتكم التي ستولد ولادة طبيعية وبشكل رسمي في موعده المقرر لها
ومن جانب آخر هناك الانجيل المقدس والقرآن الكريم والتوراة والزبور وتعاليم كونفوشيوس وبوذا،،،،،،، اليست هذه الاقوال على حق؟
كونفوشيوس : "ما لا ترغبه لنفسك لا تفعله بالاخرين" 551 – 489 ق.م
رابي هلليل/اليهودية: "لا تفعل للآخرين ما لا تريد ان يفعله الغير لك"60ق.م – 10م
المسيحية: "كل ما تريدون ان يفعله الناس بكم فأفعلوه انتم ايضاً" متى7 – ولوقا6
الاسلام : "لكم دينكم ولي ديني""لقد كرمنا بني آدم""من قتل نفساً بغير ذنب،،،،قتل الناس جميعاً،،،،،"
الفيلسوف كانط" "تصرف بحيث تعامل دائماً الانسانية التي في شخصكَ والتي في اي شخص آخر لا كوسيلة بل كغاية ايضاً "
اذن ليس هناك خير لوحده للكلداني دون ان يعم على الاشوري والسرياني والارمني والصابئي واليزيدي ووووو ونفس الشيئ ليس هناك خير للشيعة لا يعم على السنة وتفرعاتهما، انه خير الجميع وحق الجميع، نعم هناك خير الفرد ولكن هذا الفرد لا يتعرف ولا يعرف طعم خيره الا مع خير الجماعة وهذه الجماعة لا تعرف طعم خيرها الا مع الجماعات الاخرى، لذا يكون خير سكان ما بين النهرين هو خير العراقيين جميعاً ويعم الجزيرة السورية ايضاً، اذن نحن كهيئة عالمية تكون نقطة انطلاقتنا هي نفسها نقطة اللقاء المشترك بين المكونات الاصلية والاصيلة كنموذج لقراءة الواقع العملي وليس فرض قواعد وتعاليم مجردة ومسبقة
النتيجة
من خلال قراءتنا للواقع كما هو بوجود فراغ ما في مكان ما بين مكونات شعبنا ما بين النهرين (خاص) وهذا الفراغ يتجلى بوضوح من خلال واقعنا المتشرذم (كنائسياً – احزاباً – منظمات - ،،،،) وبينها وبين فراغ الواسع بين مكونات شعبنا العراقي (عام) وخاصة "الشيعة واحزابها وتفرعاتها + السنة واحزابها وافكارها" عليه نكون في قلب الدين والسياسة، فلا بد من وجود كيان خاص يَسد الفراغ الموجود بين مكونات سكان ما بين النهرين من اجل ان يكون نواة وحدة الصف والكلمة والقرار، وهذا المكون قد ولد وستعلن ولادته رسمياً في عيد ميلاد يسوع المسيح، وهذا المكون يكون جسراً بين "نواة الوحدة" باتجاه سد الفراغ الاخر مكونات شعبنا العراقي وخاصة السنة والشيعة من العرب والاكراد
لذا نعلن من فوق هذا الجسر الذي يعلو سقفه وامتداده عن باق السقوف الحزبية والمذهبية والطائفية اننا على مسافة واحدة من الجميع، ندافع عن حق شعبنا الاصيل بكل شفافية من خلال القوانين المحلية والدولية المرعية والنافذة، وحتماً اخوتنا الاكراد قبل العرب يعرفون معنى الحقوق وتاريخهم يشهد على ذلك، لذا نعتقد ومن خلال القاعدة الذهبية الذي قالها:"كونفوسيوش – هللليل – يسوع – القران – كانط – وعظماء آخرين" تقول هيئتنا:"ان اردتم المحافظة على حقوقكم لا تسلبوا حقوق الآخرين"
shabasamir@yahoo.com