واشنطن قد تتخلى عن مساعيها للتوصل إلى اتفاق مع المتمردين السنة في العراق
01/12/2006سوا/
تدرس الحكومة الأميركية احتمال التخلي عن جهودها الرامية إلى المصالحة مع المسلحين السنة في العراق، وإعطاء الأولوية للشيعة والأكراد الذين يشكلون حاليا الغالبية في الحكومة بعد فوزهم في الانتخابات التشريعية التي أجريت في ديسمبر/ كانون الأول 2005.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست بأن الاقتراح الذي أعدته وزارة الخارجية الأميركية ضمن المقترحات المقدمة إلى البيت الابيض لمراجعة سياستها حيال الملف العراقي، يأتي بعد أن أظهرت دراسة تقييمية للوضع في العراق فشل المساعي الأميركية في التوصل إلى اتفاق مع المتمردين السنة.
وأضافت الصحيفة أنه رغم تأكيد مسؤولين أميركيين على أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن هدفها في تشكيل حكومة عراقية موحدة تضم السنة والشيعة والأكراد إلا أنها ستترك مهمة المصالحة للعراقيين أنفسهم.
لكن هذا الاقتراح لقي معارضة شديدة من السفير الأميركي لدى بغداد زلماي خليل زاد والقادة العسكريين الأميركيين الذين يشددون على أن تكثيف الجهود الدبلوماسية لإشراك السنة في الحكومة مسألة جوهرية لتحقيق الاستقرار في العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن معارضي الاقتراح يبنون معارضتهم على ثلاث نقاط، تشير أولها إلى أنه بدون مصالحة سيشعر القادة العسكريون أن القوات الأميركية تقاتل المتمردين السنة دون القدرة على معالجة الأسباب التي تقف خلف تهميش الأقلية التي يشكلونها في العراق بعد أن كانوا يسيطرون على الحكم.
وأوضحت الصحيفة أن النقطة الثانية تتمثل في أن مناهضي الاقتراح يعتقدون بأن الولايات المتحدة ستبدو وكأنها تساند طرفا ضد طرف آخر، الأمر الذي سيؤدي إلى تصاعد النزاع الطائفي.
وذكرت الصحيفة أن معارضي الاقتراح نبهوا في النقطة الثالثة إلى الآثار السلبية التي قد يترتب عنها قرار تخلي واشنطن عن المساعدة في جهود المصالحة، على علاقة الولايات المتحدة مع حلفائها من الحكومات السنية في الشرق الأوسط.
يشار إلى أن الزعماء السنة في كل من الأردن والسعودية ودول الخليج يمارسون ضغوطا على الولايات المتحدة من أجل تأمين المصالح السياسية والاقتصادية للعراقيين السنة.