Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وجهة نظر في مباريات المنتخب العراقي الخمسة ( الودية و بطولة غرب أسيا )

استطاع الاتحاد العراقي لكرة القدم الخروج من أزمته الدائمة المتمثلة بالانتخابات بعد قرار التمديد الذي منحه إياه ألفيفا ( الاتحاد الدولي لكرة القدم ) وقد شبه الكثيرين هذا القرار بالخروج من عنق الزجاجة رغم أيماني انه سيعقد المسألة أكثر وكان الحل بمتناول اليد ولهذا القرار فائدة ايجابية بإمكانية المشاركة في الاستحقاقات الدولية المقبلة خلال هذه السنة, والجهة السلبية لهذا القرار أشبهها برأس النعامة التي تضعه في التراب مرتضية بأنصاف الحلول هو انه سيعقد المسألة أكثر لأنه سيخلق نوعين من التنافس لطرفي المشكلة المتمثل بالمتربصين لإخفاقات الكرة العراقية في الاستحقاقات القادمة وجانب أخر يراهن على نجاحاتها لديمومة الاستمرار .. سقتُ هذه المقدمة المقتضبة كمدخل لصلب الموضوع .. استطاع الاتحاد بعد أن استهلك المدة الماضية بالمشكلة المذكورة أن يسمي مدرباً إلا وهو الألماني سيدكا لمدة سنة واحدة بعقد قيمته 500 ألف دولار للاستحقاقات القادمة التي هي ( بطولة غرب أسيا , كأس الخليج , بطولة أمم آسيا ) وتم تجميع لاعبي المنتخب من المحترفين المتفرغين بدون نادي ولاعبي الدوري العراقي المحليين وطريقة التجمع ذكرتني بفرقنا الشعبية التي تدخل بطولة المنطقة بدون أي معسكر تدريبي !! ولمصداقية ظلال المشكلة التي ذكرتها في المقدمة صرح وزير الشباب والرياضية استغرابه بعدم تجمع المنتخب في بغداد وإجراء التدريبات الأولية في بغداد !! وهنا ستستمر المشكلة بإلقاء ظلالها بعد الاستحقاقات القادمة !! صرح سيدكا بواقعية انه لا يملك صولجان سحري لتحقيق البطولات للمنتخب العراقي !! فيراهن الجهاز التدريبي للمنتخب ( المتمثل إلى جانب سيدكا العراقي ناظم شاكر مساعد للمدرب وعبد الكريم ناعم مدرب حراس مرمى وأخر ألماني للياقة البدنية ) على المباريات التجريبية والمباريات الرسمية بدون أي معسكر تدريبي الذي هو ضرورة لابد منها في التوليفة الجديدة من لاعبي الخبرة ولاعبي الدوري العراقي لخلق روح الانسجام واللعب بروح الفريق الواحد ... بدء المنتخب العراقي استعداده لبطولة غرب أسيا بلقاء ودي مع المنتخب الأردني المستقر تدريبا وفنياً وخسر بنتيجة 4 – 1 وتلاها مباراة مع المنتخب العماني الخالي من أي اسم له ثقله عدا حسن ربيع وفاز بشق الأنفس بنتيجة 3- 2 ومع الأسف فان النتيجة الايجابية تلغي الأداء الضعيف وعليها نبني أمالا أشبه بالسراب للمستقبل ولحد ألان نقول لا باس مادامت المباريات تجريبه ولكن عند الدخول في أجواء المنافسات الرسمية تلغى هذه الحالة واقصد هنا بطولة غرب آسيا بنسختها السادسة التي استضافتها الأردن للفترة من 24 سبتمبر إلى 3 أكتوبر وفازت بها الكويت للمرة الأولى بمشاركتها الأولى وهذه البطولة انطلقت في الأردن سنة 2000 شارك العراق في خمسة منها بضمنها الأخيرة ويحمل في خزينته كأسها في نسختها الثانية .. المهم في النسخة السادسة هو مشاركة منتخبات جديدة فيها لأول مرة وهي كل من البحرين و الكويت واليمن وأخذت هذه النسخة أهمية خاصة لأنها تأتي قبل استحقاقين مهمين هما كاس الخليج بنسختها العشرين الذي ستقام في اليمن ويحمل العراق كأسها لثلاثة مرات وكأس أمم آسيا التي ستقام في الدوحة ويحمل العراق كأس نسختها الماضية .

المعروف أن النتيجة الايجابية تلغي الأداء حتى لو جاء هزيلاً أما النتيجة السلبية هي التي يتم الوقوف عليها ويزاد الطين بله إذا اتسمت النتيجة السلبية أيضا بأداء ضعيف , فمن خلال خمسة مباريات خاضها العراق اثنتين تجريبية ( الأردن 4- 1 العراق و سلطنة عمان 2 – 3 العراق ) وثلاثة مباريات رسمية ضمن بطولة غرب أسيا السادسة لاقى فيها اليمن وفلسطين في الأدوار التمهيدية ونتائجه جاءت على التوالي ( 2-1 و 3- 0 ) وخسر مباراة شبه النهائي مع إيران 2- 1 من خلال هذه المباريات الخمسة تلقت شباكنا 9 أهداف وسجل 10 أهداف مما يعني أن لديه قوة هجومية قادرة على ترجمة الفرص إلى أهداف وفي نفس الوقت لا يملك قوة دفاعية تحافظ على نتيجة الفوز وبصراحة أني لست مؤيداً بصورة مطلقة مع الرأي السائد في كرة القدم أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فما فائدة التسجيل وظهورنا مكشوفة لا تستطيع أن تحافظ على النتيجة فلقد كان واضحا للعيان ضعف خط الدفاع في أكثر من مناسبة والغريب أن الملاك التدريبي قال في أكثر من مناسبة انه شخص الأخطاء وضعف خط الدفاع وسيعمل على إصلاحها ولم ألاحظ أية إصلاحات قد طرأت عليه والأمر الذي يدعوني للتشاؤم هو أساسيات كرة القدم التي من المفروض إننا قد تخطيناها ألا وهي طريقة إخماد الكرة والتمركز الصحيح وأمور التغطية الدفاعية الخ ... فمعظم الأهداف أن لم أقل كلها جاءت نتيجة أخطاء دفاعية لا يرتكبها لاعبي الفرق الشعبية أو فرق الدرجة الأولى فكيف بلاعب يرتدي فانيلة المنتخب , كم من شوطاً قد قطع لكي يصل إلى تلك المرحلة ليمثل فيها المنتخب !! ويكفي النظر لطريقة تمركز اللاعب ياسر رعد في مباراة إيران وطريقة تعامله مع كرة عرضية ليهديها بطبق من ذهب إلى لاعب إيراني لم يتوانى من إيداعها المرمى... شاهدت ولاحظت أمر غريب أخر في المنتخب العراقي ما أن يذكر اسمه حتى تذكر الروح القتالية واللعب إلى الثانية الأخيرة بهدف تحقيق الفوز أو قلب النتيجة في حالة التأخر وهو الأمر الذي كان ضائعا وغائبا في هذه المباريات الخمسة لم أرى تلاحمات وصراع من اجل الحصول على الكرة بل ترك الخصم يصول ويجول براحته وكأنه في نزهة سواء في خط الوسط أو في الدفاع ناهيك على إعداد الكرة البطيء والاعتماد على الكرات الطويلة وعدم تماسك وتقارب الخطوط فيما بينها !! ومن جملة الأمور الأخرى لم تظهر لحد ألان ملامح أو أشباه ملامح من بصمة المدرب سيدكا على المنتخب , الهمَ الشوط الثاني لمباراة اليمن ويبدو أن المدرب سار على وتيرة واحدة كل هذه الفترة وهي طريقة الاعتماد على الجوانب أو الأشباه والكرات العرضية وأحيانا تقدم الظهرين الأيمن والأيسر بدليل تسجيل اللاعب سامال سعيد لهدفين وهو مدافع , أن العب بوتيرة واحدة تجعل من أوراق المنتخب مكشوفة وطريقة معالجتها سهلة وقد أكل الدهر وشرب من هذه الطريقة !! لم تكن هناك اختراقات من المنتصف وجمل تكتيكية من مناولات قصيرة والجري بدون كرة وخلق المساحات على الأقل في منطقة البوكس ( منطقة جزاء الخصم ) لم تكن هناك ضربات من خارج منطقة الجزاء تهدد الخصم واقصد هنا التنويع !!

تفاوت عنصر اللياقة البدنية في عدد كبير من عناصر المنتخب نتيجة غياب تجمع المنتخب وإعداده منذ فترة طويلة فهو لم يلعب أية مباراة منذ عشرة اشهر بسب الانشغال بمشكلة الانتخابات ناهيك عن إرهاق اللاعبين المحليين بسب طول فترة الدوري العراقي بالإضافة إلى الإصابات, كل هذه الأمور مجتمعة جعلت أدوات الجهاز التدريبي وأوراقه شحيحة ليستطيع ترتيبها وإصلاحها في فترة قصيرة فما باليد حيلة ماذا يفعل المهندس أو الطبيب أن كانت أدواته لا تليق بأداء المهمة على أتم وجه .. وسأنتقل هنا إلى درس مهم أخر من الدروس التي أفرزتها مشاركتنا في بطولة غرب أسيا الأخيرة ألا وهو درس البطاقات الملونة اعني بالبطاقات الملونة الإنذارات الصفراء والحمراء التي تلعب دوراً كبيراً في قلب ميزان المباريات من حال إلى حال ويبدو أن منتخباتنا الوطنية لم تستفد من هذا الدرس ولم تأخذ العبر من هذه الدروس خلال مسيرتها الطويلة وسأذكر القارئ بحادثتين الأولى في تصفيات كاس العالم 1994 ففي مباراتنا الأولى أمام كوريا الشمالية كنا متقدمين بهدفين ضد لاشيء ولكن تعرض فيها اللاعب سعد عبد الحميد ( لاعب دفاع ظهير أيسر ) إلى بطاقة حمراء طرد على أثرها من المباراة لم يستطيع المدرب القدير عدنان درجال التعامل مع هذا الخلل بصورة جيدة استغلها الخصم ومن تلك المنطقة التي طرد منها اللاعب العراقي كانت السبب في خسارتنا بثلاثة أهداف بعد أن كنا متقدمين !! وبطائرة مستعجلة طار عمو بابا من بغداد ليتسلم زمام تدريب المنتخب بعد إقالة عدنان درجال واستطاع المرحوم أبو سامي من تعديل أوضاع المنتخب فلم يخسر أية مباراة وكان قاب قوسين آو أدنى للتأهل لكأس العالم لولا فقدان النقاط الثلاثة في المباراة الأولى بسبب البطاقة الحمراء !! وفي أسياد أسيا عام 2006 ( التي جرت في الدوحة ) صعد المنتخب الاولمبي العراقي إلى المباراة النهائية مع قطر وخسرها وحصل على الفضية !! لكن !! قبيل المباراة النهائية حصل اللاعب السفاح يونس محمود على بطاقة صفراء التي كانت سبباً لعاصفة من الانتقادات من الجماهير العراقية على يونس !! فكانت الثانية وحسب نظام البطولة حُرمَ من المشاركة في المباراة الأخيرة !! علماً أن تأثيره كان واضحا مع مسيرة المنتخب ولاعب له حجمه !! أعود إلى كأس غرب أسيا الأخير حصل المنتحب العراقي فيها على ثلاثة بطاقات صفراء في المباراة الأولى مع اليمن اثنتين منها متتالية لنفس اللاعب وهو محمد قابل ( مدافع ) ليطرد في الدقيقة 87 ببطاقة حمراء ولو كان هناك بعض دقائق أخرى من عمر المباراة كان من الممكن للمنتخب اليمني أن يقلب النتيجة علماً أن المنتخب اليمني صعد للمباراة نصف النهائي وخسر من الكويت بفارق الضربات الترجيحية !! وفي مباراة فلسطين حصلنا على بطاقتين صفراء وفي مباراة إيران في نصف النهائي وبعد تسجيلنا لهدف التعادل في الدقيقة 70 من قبل مصطفى كريم وبعد مضي كم دقيقة أخرى نشاهد وبطريقة تهورية تعمد اللاعب الدولي محمد على كريم إلى تداخل قوي مع اللاعب الإيراني لينال بطاقة حمراء مباشرة و يطرد على أثرها في الدقيقة 78 من عمر المباراة ذرفت دموعه معها !! ويا ريت الدموع تصلح ما أفسده !! فهو لاعب ذو خبرة والكرة التي بحوزة اللاعب الإيراني في مناطقه الدفاعية فما كان يفترض بلاعب ذو عقلية كروية ذو خبرة أن يقوم بمثل تلك الحركة !! ولان المنتخب العراقي ليس من الفرق التي تستطيع أن تتعامل مع حالات الطرد واللعب بعشرة لاعبين خسرنا المباراة !! فهو لم يستطع أن يحافظ على النتيجة على اقل تقدير لا اقل أن يسجل هدف أخر على غرار الفرق العالمية الكبيرة التي تستطيع أن تسجل وتقلب النتيجة بعشرة لاعبين أو أن تصل بالمباريات من هذا القبيل إلى الأشواط الإضافية و ثم إلى ضربات الترجيح ( ضربات الحظ ) .

المهم عوامل كثيرة أدت بنا للخروج بخفي حنين من هذه التجربة لان العراق دخل البطولة بهدفين : - ( الأول ) وهو الإعداد وتشكيل منتخب جيد يتنافس به اللاعبين الشباب مع اللاعبين ذوي الخبرة !! ولم اشهد أية لاعب قادر على المنافسة وحجز مقعد له في صفوف المنتخب عدا بعض الاستثناءات ولم اشهد أية أعداد !! اعتقد أن اللاعبين الشباب أهدروا الفرصة التي سنحت لهم ليظهروا طاقاتهم ويحجزوا مكان لهم في صفوف المنتخب !! بدليل علو الصيحات والأصوات بالاعتماد على أعمدة المنتخب من المحترفين ! و الهدف ( الثاني ) من البطولة كان المنافسة على اللقب والحصول عليه !! و لكن المنتخب منذ بدء المباريات الرسمية للبطولة لم يدخل أجواء البطولة فهو كان يظهر على انه يلعب مباريات تدريبية أو ودية !! يقع هذا على عاتق الجهاز التدريبي فلو عذرناه انه لم يعد المنتخب بدنياً بسب قصر المدة فهو لم يستطيع أن يعده نفسياً أيضا ويدخله في أجواء المنافسات الرسمية كما يقع على اللاعب أيضا ومدى شعوره بالمسؤولية !! برأيي المتواضع الاعتماد على المباريات التجريبية او مباريات البطولات من اجل الإعداد ليس الحل الأمثل !! بل الدخول في معسكر تدريبي مع مباريات تجريبية ليخلق روح الانسجام فيما بينهم فلم أشاهدهم حتى في أوقات الاستراحة أو الغداء توجد بينهم علاقات وتبادل أحاديث كالتي كنا نشاهدها , بل مازالت هناك تكتلات متمثلة بين المحترفين فقط !! من خرج وصرح في المقابلات !! لم أرى أي لاعب شاب أعطيت له الفرصة ليعبر عن رائيه وانطباعه !!

أتمنى أن لا يكون قارئ هذه السطور متشائماً بقدر ما يكون مدركا لجملة من الأمور التي تواكب كرتنا للاستحقاقات القادمة فبطولة أسيا سنة 2007 التي حصلنا عليها كانت الخسارة هي نتيجة معظم مبارياتنا التجريبية الإعدادية لها , وبطولة غرب أسيا التي دخلنها في وقتها للإعداد لبطولة كأس أمم أسيا خسرنا أمام إيران أيضا ولكن في المباراة النهائية .. كل التوفيق لمنتخبنا العراقي في كاس الخليج , كأس أمم أسيا 2010 ..

الحكمة: الكرة تعطي لمن يعطيها ويبقى التوفيق فيصلاً بعد العطاء. ويكفي النظر للمنتخب الكويتي الذي حصل على بطولة غرب أسيا الأخيرة علماً أنها مشاركته الأولى !!

سيزار ميخا هرمز – ستوكهولم

cesarhermez@yahoo.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية يلتقي بمسؤولين امريكيين وعراقيين في واشنطن في يوم الجمعة المصادف الثالث من شباط 2006 ، اختتم السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية زيارته الى وشنطن بعدة لقاءات محافظ نينوى:لنا كلام آخر في حال تلكؤ الحكومة في تقديم المساعدات للمنكوبين نركال كيت/الموصل/ طالب محافظ نينوى السيد دريد محمد كشمولة الحكومة العراقية بتقديم مساعدات عاجلة لضحايا تفجيرات سنجار وقال محافظ نينوى افتتاح معهد للطب الرياضي في الموصل نركال كيت/الموصل/بلال هاشم/ افتتح الدكتور ياسين طه الحجار عميد كلية التربية الرياضية بجامعة الموصل الاسبوع الماضي , معهد التاهيل الطبي المتخصص بتقديم الرعاية الصحية اشتباكات العمارة تمثل اختبارا لنقل المسؤولية الامنية للعراقيين رويترز/
اختبرت المعارك الضارية التي اندلعت بين ميليشيات مسلحة والشرطة في مدينة العمارة الجنوبية يوم الجمعة مدى قدرة الحكومة العراقية على كبح جماح
Side Adv1 Side Adv2