وداعاً استاذي العزيز د. خالد ابراهيم
وداعاً استاذي العزيز د. خالد ابراهيمفي مثواك الاخير
من المحزن جداً ، أن نفقد أربعة من أعلامنا الكبار في الفن والادب خلال اسبوع أو أكثر بقليل ، بعد أن نذروا حياتهم كلها للفن والادب والعلم وخدمة الانسانية .. فقد توفي الناقد الادبي المصري الكبير رجاء النقاش يوم الجمعة 8/2/2008 .. وتوفي الروائي العراقي الكبير فؤاد التكرلي يوم الاثنين 11/2/2008 .. ثم توفيت الفنانة التشكيلية العراقية نزيهة سليم يوم الخميس 14/2/2008 .. وفي هذا اليوم 17/2/2008 كانت فاجعة اخرى ..
فقد أحزنني وأثـَّر في نفسي كثيراً نبأ وفاة استاذي الموسيقار د. خالد ابراهيم عبد الله العزاوي ، من خلال رسالة النعي التي وصلتني بسرعة عصر هذا اليوم الاحد 17/2/2008 من أخي الفنان الكبير دريد فاضل الخفاجي ، زميلي في اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى ..
عرفتُ هذا الرجل الفنان ، المرحوم د. خالد ابراهيم ، منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي ، حينما نقل ملاكه الوظيفي من وزارة التعليم العالي الى دائرتنا (دائرة الفنون الموسيقية) في وزارة الثقافة والاعلام ، بواسطة مدير عام دائرتنا ، الموسيقار الراحل منير بشير .. الذي عيــَّنه بعد حين مديراً لمعهد الدراسات النغمية العراقي أوائل الثمانينات ، وقد كنتُ في هذه الفترة أحد أعضاء الهيئة التدريسية للمعهد ، وفي بداية مشواري التدريسي الذي بدأته عام 1980 ، ولكنني أصبحت تلميذاً مباشراً له بعد سنوات عندما حصلت أنا وأخي الفنان الكبير محمد حسين قمر على إجازة دراسية داخل العراق ، حيث كان المرحوم د. خالد ابراهيم ، قد أعاد ملاكه الوظيفي الى وزارة التعليم العالي بعد أن تم إفتتاح قسماً جديداً خاصاً بالموسيقى والغناء في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ..
نشأ المرحوم د. خالد ابراهيم في ظل اسرة عريقة في مرجعها العشائري ، فهو سليل شيوخ عشائر العزاوييـِّن ، من محافظة ديالى ، وعلى هذا الاساس فهو يتمتع بنفس كريمة وأخلاق عالية وتواضع جم ..
درستُ على يديه فنون الموسيقى ، منها النقد الموسيقي والقيادة الموسيقية وعلم الفورم الموسيقي وتربية السمع وغير ذلك من التجربة الموسيقية .. وكان عازفاً على آلة الكمان التي درسها في معهد الفنون الجميلة عندما كان طالباً فيه منذ أواخر الخمسينات من القرن الماضي ، وعزف أيضاً على آلة العود ، وكذلك كان عازفاً على آلة البيانو التي إستعان بها في إعداده وتقديمه لبرامج موسيقية في التلفزيون العراقي في العقد التسعيني .. وقد حصل على شهادة الماجستير من هنكاريا وشهادة الدكتوراه من رومانيا ..
أقام في القاهرة بعد الاحتلال البغيض لبلدنا العزيز 2003 ، وكان لقائي الأخير به عشية مشاركتي في المنتدى العلمي والفني الذى أقامه المجمع العربي الموسيقي بدعم من مؤسسة الاثير العراقية للاتصالات MTC ، من 11/3/2007 حتى 15/3/2007 .. في ذكرى مرور 75 عاما على إنعقاد أول مؤتمر عربي للموسيقى ، كان قد عقد في القاهرة عام 1932 ..
من ناحية اخرى ، يبدو لي أنه عاش سنواته الاخيرة في خيبة أمل كبيرة نتيجة الاحتلال البغيض لبلدنا الغالي 2003 .. الأمر الذي ساهم في وفاته قهراً ..
رحم الله استاذي الفاضل المرحوم د. خالد ابراهيم عبد الله العزاوي ، وأسكنه فسيح جناته ، وألهم أهله وأصدقاءه وطلابه الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
مطرب المقام العراقي
حسين اسماعيل الاعظمي
عمـَّان ، الاحد 17/2/2008
************
وفيما يلي اليكم أعزتي الكرام ، نص الرسالة التي وصلتني من أخي الفنان الكبير دريد فاضل الخفاجي ..
رحيل الموسيقار العراقي الكبير الدكتور خالد إبراهيم
دريد الخفاجي
بمزيد من الحزن والأسى تنعى اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى واتحاد الموسيقيين العراقيين فقيد الموسيقى العراقية الدكتور خالد أبراهيم المربي الفاضل والاكاديمي الجليل الذي خدم الحركة الموسيقية قرابة نصف قرن من الإبداع الفني والعلمي والتربوي ، وقد كان الفقيد مثالا ً للأستاذ الجامعي والفنان الملتزم والإنسان المتفاني في خدمة وطنه وتلامذته ، وقد تولى مناصب عديدة ٍ أهمها إدارته لمعهد الدراسات الموسيقية ومشاركته بتأسيس قسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد والذي تولى رئاسته منذ عام 1995 لغاية عام 2004 ، وقد حصل خلال مسيرته الفنية على العديد من الجوائز الإبداعية والشهادات التقديرية عن أعماله الفنية في مجالات التلحين والتأليف الموسيقي للمسرح والسينما والتلفزيون وترك تراثا ً كبيرا من الألحان والمؤلفات والبحوث الموسيقية . أشرف الفقيد الدكتور خالد إبراهيم على أغلب رسائل الماجستير في قسم العلوم الموسيقية بجامعة بغداد وأعتمد خبيرا ً موسيقيا ً في الكثير من المؤسسات العلمية والثقافية ومثّل العراق في عدة محافل علمية وفنية .