وزير الداخلية الأسبق: تصريحات هيل خربت نوايا التقارب مع السعودية
انتقد أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية النيابية المواقف المتناقضة لائتلاف دولة القانون فيما يخص العلاقة مع السعودية، ولفتوا الى ان هذا لا يخدم السياسة الخارجية، وأشار الوزير السابق باقر جبر الزبيدي، الى ان تصريحات السفير الأميركي الأسبق كريستوفر هيل بشان وجود دعم سعودي لأعمال العنف في البلاد، ستعقد طبيعة العلاقة بين البلدين وتخرب نوايا إقامة علاقة جيدة، فيما دعا آخرون بغداد بأن تطلب من البيت الأبيض، تزويدها بالوثائق التي استندت عليها تلك التصريحات.
وفي موقف اثار استغراب الكتل السياسية في البلاد، وجه ياسين مجيد، القيادي في دولة القانون المقرب من رئيس الحكومة نوري المالكي الثلاثاء، انتقاداً حاداً ضد السعودية على خلفية تصريحات السفير الأميركي السابق، وانتقد ما اعتبره تجاهلاً من مجلس النواب والحكومة لوثيقة السفير الأميركي السابق في بغداد كريستوفر هيل عن الدور السعودي في إثارة العنف بالعراق.
يأتي هذا بينما لم تمض سوى شهور قليلة على تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط الممولة من السعودية بداية العام الحالي، قال ان العراق يرغب بـ"علاقة قوية مع السعودية"، لافتاً إلى أن الرياض تمثل "حالة الاعتدال في المنطقة". كما شهدت الأسابيع الماضية زيارات لمقربين من المالكي ابرزهم وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي الى الرياض، أعقبها اطلاق سراح العشرات من المعتقلين السعوديين في العراق، وفق مذكرات تفاهم ابرمها الجانب العراقي.
وكان كريستوفر هيل، وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، قال ان السعودية كانت ترعى التحريض الطائفي وتسمح لشيوخها بإصدار فتاوى تحريضية على قتل اتباع الطوائف الاخرى، وإن المسؤولين العراقيين يرون أن العلاقات مع السعودية من أكثر مشكلاتهم تعقيداً، مبينا أنهم يؤكدون سماح القيادة السعودية بصورة دورية لرجال الدين السعوديين بصب غضبهم الطائفي على طائفة معينة والتحريض ضدها.
وقال رئيس كتلة المواطن في مجلس النواب باقر الزبيدي "ان المعلومات التي تحدث عنها السفير الأمريكي السابق في بغداد تسببت في أزمة بين البلدين". الزبيدي الذي شغل منصب وزير للداخلية عام ٢٠٠٥، اكد في تصريح مقتضب لـ"المدى " امس، ان "العراق كانت لديه نيّة في التقارب مع السعودية"، مرجحاً ان "تصريحات السفير الأمريكي خربت كل نيّة في التقارب بين بغداد والرياض".
من جهته وصف النائب المستقل جواد البزوني، تصريحات نواب عن دولة القانون بشان السعودية قبل ايام بـ"غير المسؤولة"، مبيناً ان العلاقات بين العراق والسعودية يجب ان تبنى على أساس التقارب وليس "تكرار الخلافات، موضحاً في اتصال مع "المدى" ان "بعض الشخصيات الدينية والاجتماعية المتشددة في السعودية تدعم الارهاب بالمال والرجال وبالدعوات التكفيرية، ولكن هناك بوادر ظهرت من المسؤولين السعوديين مؤخرا ترفض التدخل في شؤون العراق".
واضاف : مثلا ان "وزير الداخلية السعودية حث رجال الدين وبعض الشخصيات المتشددة في المملكة بمنع تشجيع سفر المجاهدين الى العراق"، وهو مايعتبره البزوني "بادرة ايجابية لتحسين العلاقات بين الدولتين"، ولفت الى انه من الأفضل ان تحاول الحكومة العراقية "بناء علاقات ايجابية مع السعودية لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات وليس بالتصعيد الإعلامي ضد المملكة بدل المواقف المتناقضة بشان العلاقة معها التي تضر سياساتنا الخارجية".
من جانبه قال عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عماد يوحنا لـ "المدى" ان "حديث السفير الامركي غير مستند على وثائق او أدلة دامغة"، داعياً الحكومة العراقية الى ان "تطالب الولايات المتحدة بتزويدها بالوثائق التي تؤكد كلام السفير"، والا فسيعتبر هذا "خطأ إعلامياً".
واكد يوحنا ان "الحكومة العراقية كانت حريصة منذ 2003 على اقامة علاقات ايجابية مع كل الدول العربية ومن ضمنها السعودية"، مشيرا الى ان "الرياض كانت مترددة في اقامة علاقات دبلوماسية مع بغداد"، مضيفا ان تصريحات السفير الامريكي السابق في بغداد "خلقت ازمة جديدة"، بحديثه عن دعم المملكة السعودية للارهاب في العراق، لكنه يقول ان "التصريحات مرسلة وغير مسندة باية وثائق".
وحملت ندى الجبوري وهي عضو في لجنة العلاقات الخارجية "العراق مسؤولية عدم العمل بشكل جدي على اقامة علاقات ايجابية مع السعودية "، لكنها ايضا تلوم المملكة بترددها حتى الان في فتح سفارة في بغداد، واعتبرت في تصريح لـ"المدى" امس ان "العلاقات العراقية – السعودية لم تمر بفترة تقارب"، مؤكدة ان "العلاقات كانت متوترة منذ 2003 ، بل وحتى قبل سقوط صدام".