وزير الدفاع الأسبق:ايران كانت تهدف الي تخريب السدود واغراق بغداد - الطالباني مستعد للشهادة وشهود يتحدثون عن قصف قراهم بالغازات
23/08/2006بغداد ــ علي الموسوي ــ ا. ف. ب/
اعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني استعداده للشهادة في محكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي يواجه للمرة الاولي أمس الثلاثاء عددا من الشهود الاكراد الذين قالوا انه اصدر اوامر لجيشه باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في قراهم في شمال العراق. حيث استدعت هيئة الادعاء قرويين اكرادا للادلاء بشهاداتهم عن حملة الانفال الشرسة (1987 ــ 1988) ضد الاكراد التي ادت الي مقتل حوالي مائة الف شخص. وقال قروي يدعي علي مصطفي حمه ويرتدي الزي الكردي التقليدي "عند حوالي الساعة 15،18 من السادس عشر من نيسان/ابريل 1987 وبينما كنا عائدين مع اغنامنا الي قرانا حلقت بين ثماني وعشر طائرات في سماء المنطقة". واضاف ان "الطائرات بدأت قصف قري بيليسان وشيخ واسان"، موضحا ان "الانفجارات لم تكن قوية جدا". وتابع حمه الذي تتكون عائلته من ثمانية افراد "شاهدنا تصاعد دخان اخضر من القنابل وكانت تنبعث منه رائحة التفاح المتعفن او الثوم. وبعد دقائق بدأت اعين السكان بالاحتراق واخذ البعض بالتقيؤ". واوضح ان "الكل بدأ يهرب نحو كهف او تحت شجرة". واكد حمه ان السلطات اقتادت فيما بعد القرويين الي بلدة رانية ثم الي السليمانية لتلقي العلاج بعد ان اصيبوا بجروح وفقدوا البصر واحترقت اجسادهم. واوضح "عند دخولنا الي المستشفي تم حجزنا من قبل جهة لا اعرفها. وفي احد الايام جاء ضابط اجري تحقيقا معنا وقال لنا: انتم مخربون واذا لم تكن الحكومة رؤوفة ورحيمة لقمنا بتقطيع اجسادكم" مضيفا "اخبرناه اننا اناس كسبة ولسنا مخربين". ومن جانبها، روت الشاهدة الثانية نجيبة تقي صوفي احمد (41 عاما) التي كانت ترتدي ملابس سوداء تفاصيل مشابهة للشاهد الاول. واضافت "امضينا فيما بعد تسعة ايام في احد المعتقلات العسكرية بالقرب من مدينة اربيل حيث عانينا من سوء المعاملة واختفي ابني الوحيد في المعتقل". في المقابل دفع عدد من المتهمين ببراءتهم واكدوا ان الجيش العراقي كان يتصدي للقوات الايرانية التي كانت تحاول احتلال مناطق في شمال العراق. وقال المتهم سلطان هاشم احمد وزير الدفاع العراقي السابق "من سمي تلك العمليات بالانفال هو كامل ساجت عزيز قائد الفيلق الاول. وعندما سألته عن اسباب اختياره لهذا الاسم قال لي +اتبارك بهذه السورة الكريمة فقط+". واضاف احمد الذي كان يشغل في ذلك الحين منصب آمر فيلق انه "بحسب تقارير الاستخبارات قبل الانفال فان العدو الايراني كان يشتبك في معارك مع الفيلق الاول واحتل اراضي عراقية في شمال العراق".
وتابع "بحسب التقارير فان غاية العدو كانت ازاحة القواعد واحتلال سدي دوكان ودربندخان وتخريبهما لاغراق بغداد ثم تطويق واحتلال السليمانية ثم الاندفاع غربا لتهديد منابع النفط في كركوك".
من جهته، أيد المتهم صابر عزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق ما جاء علي لسان المتهم سلطان هاشم احمد. وقال "لو خرب سدي دوكان ودربندخان او احدهما لغرقت بغداد والمناطق المحيطة بها والمناطق التي علي الطريق وتغرق اعلي عمارة وترتفع المياه عليها عشرة امتار".
واضاف "علي هذا الاساس بنيت الخطة الامنية لتنظيف المنطقة من الايرانيين اولا والمتمردين الاكراد ثانيا".
واعتبر صابر الدوري ان "معركة الانفال لم تكن موجهة ضد المدنيين الاكراد لكنهم كانوا موجودين في هذه القري المحظورة امنيا".
ومن المفترض ان يتم الاستماع الي اقوال عدد كبير من الشهود.
وكان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد قد التزما الاثنين الصمت عند توجيه التهمة لهما بارتكاب "ابادة جماعية" ضد الاكراد خلال محاكمتهما مع خمسة مسؤولين سابقين.
ويأمل المدعون العامون ان تستغرق المحاكمة في هذه القضية اربعة اشهر فقط.
وكان النظام السابق شن مطلع العام 1988 خلال حربه مع ايران (1980 ــ 1988) عملية الانفال التي تضمنت ثماني حملات علي مناطق الاكراد التي بدات تخرج تدريجيا عن سيطرة بغداد.