وزير شؤون المجتمع المدني في حكومة إقليم كوردستان: تم تشكيل لجنة عليا مهمتها ترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان في المجتمع
19/10/2009شبكة اخبار نركال/NNN/
أربيل/ سها الشيخلي/
يعد الإعلام احد نتاجات الاتصال الجوهرية وهو وسيلة لتمويل وإيصال وترويج المادة المعرفية، لهذا تظل الرسالة الإعلامية العنصر الثالث والاهم بين عناصر الاتصال الثلاثة (المرسل والمتلقي والرسالة) كما تظل أداة معرفة وتوعية وتوجيه وإثارة وتحفيز وتمويه وتزييف في آن واحد لذا فان للإعلام دورا فاعلا في توجيه الرأي العام نحو احترام الآخر والاعتراف به واحترام حقوقه وإشاعة الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر، وانطلاقا من هذه المفاهيم بات من الضروري لمنظمات المجتمع المدني احد نتاجات الديمقراطية الوليدة ان تعمل جنبا الى جنب مع الصحافة لإشاعة مفاهيم الحرية.
في أربيل التقت المدى وزير شؤون المجتمع المدني في حكومة إقليم كوردستان الإعلامي جورج منصور الذي أشار الى ان في الإقليم الف منظمة وهذا لا يعني انها جميعها فاعلة، والشيء المفرح ان المنظمات الأكثر فاعلية هي تلك التي لا تتلقى مساعدات من الحكومة بل تعتمد على المؤسسات الدولية من خلال تقديم المشاريع، وهناك قانون لمنظمات المجتمع المدني في الإقليم بالرقم 15 صدر عن برلمان الإقليم في 2001 الا ان هذا القانون لا يتماشى مع التغيرات الكبيرة التي حدثت في الإقليم منذ 2001 خاصة العلاقة مع بغداد بعد سقوط النظام.
لقد قدمت منظمات المجتمع المدني في الإقليم مشروع قانون الى مجلس الوزراء قبل حوالي سنتين وكنا نأمل جميعاً ان يصدر لانه جاء بارادة المنظمات نفسها وبدعم من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني ولكن المؤسف ان القانون لم ير النور حتى الآن لوجود عدة عراقيل، ونأمل ان يتحقق هذا قريبا لان المنظمات بحاجة الى قانون ينظم عملها بشفافية ويضمن استقلاليتها لان ما تقدمه مكمل لبرامج وأهداف الحكومة نفسها، حتى انه في أحيان كثيرة يمكن ان تحقق المنظمات برامج في مناطق لا يمكن ان تصل اليها الحكومة في شتى المجالات.
وعن قانون حكومة بغداد الذي خرج من مجلس شورى الدولة الى مجلس الوزراء قال الوزير منصور:
- القانون المذكور يحمل الرقم 14 وقبله 13مسودة لكن يبدو ان القانون الذي هو مدار جدل لا ينسجم والمعايير الدولية لحرية تكوين المنظمات غير الحكومية وان العمل به على اعتباران مبدأ الحق الإنساني في تكوين المنظمات جاء في المادة (20) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 واعتقد ان ما يجب التركيز عليه هو عدم تدخل الحكومة في القانون وتقليل المرجعيات وحماية استقلالية المنظمات ضمن هذا القانون، والخروج قدر الإمكان من الأسلوب الأمني من خلال مطالبة المنظمات بتسجيل الإجازة كل سنتين ومحاولة الحكومة السيطرة عليها، وقد اقترحت عند تسلمي الوزارة ان تتحول طريقة او أسلوب دعم الحكومة من الدعم الشهري الى الدعم عن طريق المشاريع.
وعن عمل المنظمات في غير اعمال الإغاثة قال: نعمل في مجالات كثيرة منها مجال المرأة والطفل، الشبيبة، ذوي الاحتياجات الخاصة، الدفاع عن حقوق الإنسان، الطلبة، ومن الضروري استحداث منظمات لمحاربة الفساد الإداري والمالي كذلك منظمات الشفافية. العراق بشكل عام ليس له تجربة كبيرة في عمل المنظمات باعتبار ان المنظمات ايام النظام السابق كانت مسيسة، ولهذا بدأت في الإقليم قبل عام 2003 لكن بشكل عام الناشطون في المنظمات في الإقليم بحاجة الى بناء القدرات وإعادة تأهيل والى ثقافة. وبشأن ثقافة منظمات المجتمع المدني وكيف تحقق برامجها، وقضايا التهجير بصورة عامة وتهجير المسيحيين بصورة خاصة أوضح منصور ان الحكومة في الإقليم تمكنت من مساعدة الكثير من المسيحيين عن طريق الإيواء، الإسكان، إيجاد فرص عمل، منح ورواتب لغير العاملين، وهناك منظمات غير حكومية تعمل في هذا المجال منها منظمة بارزاني الخيرية التي تقدم مساعداتها للعراق ككل وتزور المخيمات والمناطق النائية ومنظمة التنمية للأطفال التي تقدم الخدمات بإرسال الأطفال المصابين بالأمراض الى خارج العراق، وكل منظمة لها خصوصية وهناك حراك مدني جيد، وانا كوزير عملت على مساعدة هذه المنظمات، وواحد من الأمور التي حققتها زيادة نسبة (كوتا) النساء في البرلمان من 25 الى 30 وتقليص عمر عضو البرلمان من 30 الى 25 سنة وقد حصلنا على موافقة البرلمان عليه.
وعن العنف ضد المرأة الكوردية قال منصور: في كل المجتمعات هناك نظرة دونية للمرأة متأتية من النظام العشائري الذي يحرم المرأة من حقوقها، ولكن الشيء الجميل والجريء في حكومة كوردستان شجبها العنف ضد النساء وقد شكل رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني لجنة عليا من عدة وزارات منها حقوق الإنسان، العدل، المرأة، عملت على ترسيخ قيم ومفاهيم حقوق الإنسان في المجتمع وان لا يكون أي شخص فوق سلطة القانون ويعاقب كل من يعتدي على المرأة ايا كان، ونشر الوعي خاصة في المناطق خارج المدن في القرى والريف، وهناك أرقام تدل على ضعف هذه الظاهرة خلال هذه الفترة حيث تمكنت هذه اللجنة من الحد منها.
وعن علاقة الوزارة والمنظمات بمثيلاتها في الخارج أشار منصور الى: لدينا علاقات مع منظمات أمريكية وحضرنا مؤتمرا في المجر، وزرنا واشنطن وقدمنا محاضرة في معهد السلام كما قدمنا مشروعاً لعدة دول يتضمن تدريب وتأهيل قدرات العاملين في المجتمع المدني وتخريج كوادر تساعد على التدريب، وأنا سفير للسلام العالمي ولدي خبرة وكنت رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان وأجيد 7 لغات.
وعن العلاقات القائمة بين الوزارة والمنظمات أوضح منصور ان الوزارة تعمل جاهدة على إقامة أفضل العلاقات مع أعضاء منظمات المجتمع المدني والمجتمع من جهة ومع حكومة الإقليم من جهة أخرى التي تعمل بجد ونكران ذات من اجل تقدم الإقليم وإعادة بناء الإنسان فيه هادفة من وراء ذلك الى تحقيق الأهداف الأساسية التي نشير الى أبرزها فيما يلي:
- تنشيط وتفعيل الديمقراطية بين هذه المنظمات والأعضاء بما يخدم مصالح الطرفين في آن واحد بعيدا عن محاولات احتكار هذا النشاط او ذاك من خلال التعاون والتنسيق والتكامل.
- تشجيع الشبيبة والنساء على الانتماء الى منظمات المجتمع المدني وزيادة وتحسين دورهم والعمل من اجل مكافحة الأفكار البالية والمعرقلة للعمل ورفض العنف في المجتمع ومنع استخدام القوة في معالجة المشكلات القائمة وتبني ودعم روح الاحترام والمساواة والمواطنة الحرة بين أفراد المجتمع.
- العمل من اجل الدفاع عن فكرة مساواة المرأة بالرجل وحرية المرأة واحترام حقوقها كاملة غير منقوصة وتقديم أفضل صيغ التعاون والتنسيق وتبادل المعارف والخدمات في الداخل ومع منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية المماثلة في المهمات والأهداف في الدول الأخرى.
- تقديم القدوة وتعميم النموذج الايجابي الذي يحتذى به على صعيد الإقليم والعراق عموماً.
- رفع مكانة الإقليم في المحافل الإقليمية والدولية وتعزيز دوره وعلاقاته مع الشعوب والبلدان الأخرى في مجال منظمات المجتمع المدني.
- أملنا تحقيق أقصى درجات التطور في دور الشباب في أنشطة المجتمع، وان يتاح المزيد من الفرص لمعالجة مشكلات الشباب المعلقة مثل البطالة المكشوفة والبطالة المقنعة ومكافحة الفساد الإداري والمالي وتحقيق الإصلاح، كما نطمح جميعا الى زيادة وتعزيز دور المرأة الشابة الذي لا يزال ضعيفا ودون المستوى المنشود، واننا نتعهد بالعمل الجاد لخدمة هذا الاتجاه السليم.
وأضاف: ان المهمات التي ننهض بها اليوم في ضوء برنامج حكومة الإقليم وتوجهات رئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني قد ساهمت في نشوء علاقة ودية وتفاهم ملموس ومتطور بين منظمات المجتمع المدني والحكومة وبالتالي يمكن ان ينعكس ذلك على أعضاء تلك المنظمات وكذلك على أفراد المجتمع وهي مسألة مهمة لزيادة نشاط هذه المنظمات وتقدم الإقليم.
وان وزارتنا لا تتدخل في الشؤون الداخلية لمنظمات المجتمع المدني والشخصيات العاملة في هذا المجال، ولا نتعرض لاستقلاليتها، كما يؤكد ذلك باستمرار رئيس حكومة الإقليم بل نتطلع ونعمل على ان تكون الوزارة العنصر المساند والداعم بكل السبل الممكنة لتنشيط دور وتعزيز مكانة هذه المنظمات في المجتمع ولدى الحكومة، وان تتوفر لها فرص تقديم أفضل الخدمات لتحسين وتعزيز هذا الدور والنشاط والعلاقات لصالح الفرد والمجتمع في الإقليم، وقد عملنا وسنعمل على مساندة منظمات المجتمع المدني والعاملين فيها ومساعدتها في اقتناء أفضل الخبرات والمعارف من المنظمات والشخصيات المماثلة في المهمات في الخارج من خلال توفير الفرص لعقد الندوات والمؤتمرات في الإقليم او المشاركة فيها في الخارج حيث انها الطريق الأنجع لتبادل الخبرات والمعارف وتعزيز العلاقات وإبراز الوجه المشرق للإقليم في المحافل الدولية ولدى الشعوب الأخرى.
وعن دور الإعلام في بناء قاعدة لمنظمات المجتمع المدني والتعريف بها أوضح الوزير منصور ان الرسالة الإعلامية تظل أداة معرفة وتوعية وتوجيه وإثارة وتحفيز، ويدل الواقع على إمكان استخدامها أداة ضبط وضغط وقمع ولغة تخاطب الغرائز وتعمل على تزييف الوعي، كما في الأنظمة الاستبدادية لذا فان الرسالة الإعلامية هي النقطة المركزية في العملية السياسية، ودورها في التنمية الثقافية انما يحدده مدى ما تحمله من مضمون ثقافي.
ان وسائل الإعلام كافة تؤدي دورا مهما في بناء الدولة ولابد من تخصيص مادة ثقافية لنشر ثقافة الإنسان خاصة في المؤسسات التربوية والعسكرية والشرطة وحتى رياض الأطفال اذ ان لكل إنسان حقوقا أساسية سواء كان وطنيا ام أجنبياً.
ان للندوات التلفزيونية والصحافة ومواقع الانترنيت والإذاعة دوراً فاعلاً في توجيه الرأي العام واحترام حقوقه، كما يمكن لوسائل الاتصال هذه ان تلعب دورا معاكسا للاتجاه الإنساني.
Ministry of Region / Civil Society Affairs
Kurdistan – IRAQ.
PHONE: 256 1137
www.mcsa-krg.com