Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وطنَّا ... أجار لو ملك ؟

 

عند زيارتي لصديق قديم يسكن داراً في إحدى الضواحي الضائعة  للعاصمة المفخخة ( بغداد )دعاني فيها لوليمة أقامها على شرفي عبارة عن سمكة ( سبوح ) و للسمك مع العراقيين أسرار لا يعرفها الا الراسخون في علم ( ما يجوز و لا يجوز في أستقبال الضيوف الشباب و العجوز ) ...

عند دخولي لبيت صديقي و هي المرة الاولى التي أزوره فيه منذ انتقاله من بيته السابق , لفت نظري الحالة المزرية لوضع البيت الذي يسكنه صاحبي و ربما كان اطلاق عليه أسم بيت هو للتشبيه فقط فالحيطان مهربشة و مخربشة و الارض مكسرة و منحسرة و السقوف تمطلا تراباً على الجالسين و الجدران تحتضن معرض مشوه لرسوم شيطانية و زجاج مكسر صدمني المنظر فواجهت صاحبي بواقع داره و حالها الذي لا يسر صديق و لا عدو فما كان تبريره الا بكلمة واحدة : ( إن هذا البيت ( أجار مو ملك ) نعم فلو كان البيت ملكه لما تركه بهذه الحال فهو لا يشعر بالانتماء الى هذا المكان  و انما يعتبره مرحلة يمر بها و سينتقل بعدها الى بيت أخر فلا يهتم بما يحدث في لانه ملك لاخرين , و هنا قفز لذهني حال بعض المسؤولين عندنا , فعندما يستلمون مناصب معينة يتعاملون مع المنصب او المسؤولية في هذا الوطن بطريقتين فبعضهم يتعامل معها على انها ملك له و لابنائه و لاهله و لاخوانه و كل شعبه و هو موظف عندهم و لا اقصد بالملكية هنا بمعنى التملك و انما هو ذلك الشعور بالانتماء لهذا البلد و انك جزء من كل فعندما تقدم خدمة ما ستعود بالتالي بالفائدة عليك و على الجميع و الذي يسميه الناس ( الوطنية ) .

أما الصنف الثاني الذي ابتلينا به فهم المسؤولين الذين يتعاملون مع وطنهم على أنه ( أجار ) و هم نزل فيه فلا يهمهم إن أصبح الوطن خربة و لا يهتمون بهذا الشعب أو يهتمون بمسؤوليتهم بقدر ما يدر عليهم من مكاسب شخصية او أموال فهو بيت أجار سينتقلون منه بعد ان تنتهي صلاحياتهم و لهذا فهم في سباق مع الزمن لاقتناص الفرص في الكسب المادي من وراء المنصب و بالطرق المشروعة او غير المشروعة على حد سواء بغض النظر عما تخلفه أعمالهم من أضرار على الناس في المستقبل القريب أو البعيد فامثال هولاء يجب الا يستلموا مناصب و ان يجتثوا من اماكنهم لانهم سرطان انتشر في الجسد العراقي حتى بات هو السمة البارزة و هولاء من جعلوا العراق في صدارة قائمة الدول الاكثر فساداً في العالم اصبح وجودهم الذي يفترض ان يكون شاذاً بات طبيعياً لا بل اصبح الانسان الشريف الوطني الذي يعتبر وطنه ملكاً لا أجاراً هو انسان شاذ عن القاعدة و يطلق عليه الناس لقب ( بطران ) ليزيحوه من الواجهة و يصبوا عليه غضبهم و يسقطونه لانه (يمشي مستقيماً في شارع أعوج ) أما الفاسد فبدل أن يشخص و ينبذ من المجتمع تراه مقدر و محترم و يمدح به الناس فكأن الميزان نكس على رأسه و باتت نبوءة النبي الاعظم واضحة (كيف بكم و انتم ترون المنكر معروفاً و المعروف منكراً ) ؟؟؟

و دمتم سالمين . 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
الفضيلة بمواجهة التطرف الفضيلة بمواجهة التطرف من الحقائق الجوهرية التي لا يمكن الشك بها أن جميع الأديان في الدعوات الموجهة للإنسان ، وفي النصوص الروحية أنما تحث على المحبة والإخوة والتضامن واحترام الحقوق الإنسانية لكن المشكلة هنا تكمن في التأويل وفي دور بعض رجال الدين الذين يسعون الى تسويق افكار ومضامين وتصورات تحث على الكراهية حملة لمكافحة التسول في العراق.. واعتراف بوجود عصابات نافذة حملة لمكافحة التسول في العراق.. واعتراف بوجود عصابات نافذة تواصل السلطات الأمنية العراقية حملة واسعة، أطلقتها الأسبوع الماضي، لمكافحة ظاهرة التسوّل في بغداد وعدد من المدن العراقية، على خلفية قرار من مجلس القضاء الأعلى، الذي أعلن في بيان رسمي أن هذه الظاهرة باتت تشكل "خطراً على أمن المجتمع" حول مآسي الأطفال في العراق حول مآسي الأطفال في العراق يشكل الأطفال النسبة الأكبر من سكان العراق، فبحسب مؤشرات وزارة التخطيط لعام 2020 فأن الأطفال من عمر سنة الى 14 سنة يشكلون ما نسبته 40 % من عدد السكان الكلي للبلاد أنشودة تودي لطاوا: هذا ما تركه لنا أجدادنا العظام وماذا فعلنا نحن؟ ليون برخو/ أمضيت ليلة رأس السنة الجديدة – 2013 – وأنا أتأمل في مصير شعبنا الواحد بأسمائه ومذاهبه المختلفة. وأخذتني ذاكرتي إلى برديصان – واحد من عمالقة أدبنا السرياني. وأنا أقارن
Side Adv2 Side Adv1