Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

يارب, احفظ شعبنا باسمك ليكون واحدا

wadeebatti@hotmail.com
ما من فخر أعظم من هذا إن يرى الإنسان نفسه محاطا بطوق من المحبة الصادقة , تتجسد في كلمات يقولها الفم ويكتبها اليراع وهي من فضلة القلب . يقينا إن السياحة في بحر المشاعر النبيلة تترك الإنسان يتصارع منتشيا بين شعاعين ملتهبين , الأول شعاع الزهو كحالة إنسانية لا تمت للغرور بصلة , والثاني شعاع الإدراك لحجم المسؤولية الجديدة الملقاة على عاتقه , يدفعه ليرتقي لمستوى الواجب الذي كلف به , وليعكس الصورة النقية لمياه ذلك البحر فيتحقق شرط العدالة في المعادلة , وتمسي سباحته في البحر استحقاقا وامتيازا ولبس غشا واختلاسا .



طيلة الأيام الماضية وهذه الصورة تلازمني في معايشة حقيقية وانا ألتقي او اسمع او أطالع , قولا او كتابة , ما غمرتني به النفوس الكريمة من أبناء شعبنا من أبهى وأرقى وأنبل مشاعر المحبة الصادقة , تمثلت في لقاءات و زيارات مباشرة او اتصالات تليفونية او عبر رسائل شخصية او ردود علنية على المواقع الالكترونية , في ردها العفوي على خبر التصويت على تعييني سفيرا للعراق .



ما أحوجنا في هذا الظرف إلى الترفع عن محاولة ترسيخ الاختلافات في وجهات النظر او العقد الشخصية من أن تصبح كجبل من نار يمنعنا من التقييم المنصف والعادل والمحايد للفعل , او يصيب علاقاتنا الاجتماعية بالكسوف على اقل تقدير , فيمنعها من الانطلاق في فعل إنساني بحت , وفي هذا أجد نفسي فخورا في تثبيت حقيقة لمستها وعايشتها , وليس القصد من تثبيتها الرياء او المجاملة او تلميع صورة , وهذه الحقيقة تكمن في آن الهدف الرئيسي لقائمة الرافدين التي رشحتني لهذا المنصب كشخصية مستقلة كان تحقيق فعل يصب في صالح شعبنا بكامل أطيافه وليس جني مكسب سياسي رخيص , و للتاريخ أقولها , والرب شاهد على ما أقول , إن الأستاذ يونادم كنا قد عاتبني بعد انتهاء جلسة مجلس النواب لأنني ذكرت في تقديم سيرتي الذاتية إنني متعاطف مع أطروحات الحركة الديمقراطية الأشورية مؤكدا على مسؤولية تمثيلي لشعبنا الكلداني السرياني الأشوري كشعب و مكون أصيل من مكونات شعبنا العراقي العزيز . و على هذا الأساس أجد نفسي ارفع القبعة احتراما وتقديرا لكل الإخوة والأساتذة الأفاضل , الذين كانت بيننا سجالات و نقاشات واجتهادات مختلفة, فسجلوا بأقلامهم الكريمة , وعبر رسائل شخصية او ردود علنية , أنبل جمل التهنئة مرفقة مع التمنيات و الآراء القيمة حول طبيعة وأفاق المهمة المناط بي , و أؤكد لجميع هؤلاء الإخوة الأعزاء والأساتذة الأفاضل بان ما ذهبوا إليه من أراء وأفكار هي مبعث فخر واعتزاز وتقدير وتثمين .



كل آيات الشكر والتقدير عاجزة عن أن تفي حق مقال او رسالة او رد كتبه أخ عزيز و أخت عزيزة من أبناء شعبي الطيب المسالم بشموخ وإباء , في الوطن او في المغتربات , ودعائي إلى الرب , له المجد , أن يمنحني القدرة في أن أقف أمامهم , جميعا بأسمائهم الكريمة المحفورة في القلب , وأمام شعبنا بكامله , بوجه ابيض , جديرا بثقتهم و مشاعرهم .

الشكر موصول لإدارات مواقع شعبنا وأجهزة الإعلام فيه ( زوعا , عنكاوة , زهريرا , برطلة , كرملش , بهرا وقناة أشور الفضائية ) وكل المواقع الأخرى لاهتمامهم بالخبر ومتابعتهم له , متمنيا للجميع بالموفقية والنجاح , وان يبقوا دائما اصواتا هادرة بالحق تنطق باسم هذا الشعب تاريخا وحاضرا ومستقبلا .

والعذر كل العذر لكل من اختنقت في صدره جملة رغب في إطلاقها لكنه عزف عن البوح بها لأسباب و حسابات شخصية , وهّم نفسه خطأ بها , او اعتقادا في أن كفة ( الأرزاق ) تتقدم على ما عداها , مؤكدا للجميع , بصدق وإخلاص , في أن اليد ستبقى ممدودة , طالما في الروح نبض يصعد ويهبط , فلا عقدة لنا مع أي كان وسنبقى قريبين منه , شاء أم أبى , مؤمنا بثبات بان الجميع , في نهاية المطاف وحينما تدق الساعة , لايمكن إلا أن يكون ظهيرا وسندا في أي فعل ايجابي لصالح شعبنا وطموحاته وأهدافه ومقوّما لكل خطوة تستحق التقويم .



يا رب , بك كان الذي كان , وبدونك لم يكن شيئا مما كان , ولن يكون شيئا مما سيكون , كم نحن معوزون إلى بركاتك , وكرمك , وعونك , فترشدنا إلى طريق الخير والصلاح والعمل المثمر للصالح العام , و نستحق أن نكون ذلك الكلداني السرياني الأشوري , نقطة متواضعة مضيئة في لوحة شعبنا التي تتميز بسماء من النجوم المتلألئة الوضاءة , كيف لا وهي لوحة شعب يحمل على ظهره حضارة ألاف السنين يفوح منها عطر الإخلاص للوطن ينتشر في كل ربوعه .

ختاما لانملك إلا أن أعاهد الرب والجميع في أن أكون سفيرا للوطن , خادما لشعبه بمختلف ملله ونحله وانتماءاته وعروقه وقومياته وأديانه ومذاهبه ومعتقداته , و مجسدا للشعار الذي أطلقناه تحت قبة البرلمان وعلى منصته في ( نحن لكل العراق وكل العراق لنا ) ومن الله التوفيق .

Opinions