يدا بيد من اجل التسامح والسلام بين الاديان في العراق
(نص بروتكولي)عندما تجتمع النفوس الواعية والمتطلعة لتوحيد الصف الاجتماعي بين كل اطياف المجتمع العراقي بالوانه الدينية والاثنية والقومية الزاهية في يوم من أيام العطل الاوروبية المثلجة فإنَّ ذلك لا ينبثق إلا من صميم القلب المندفع نحو التسامح والحرص والاحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وتجاه ابنائه الصابرين. وكان هذا الحدث هو مناسبة سامية لاحياء ذكرى شهداء كنيسة سيدة النجاة في 31.10.2010. لقد وضعت هذه الفاجعة المؤلمة ، بالرغم من قسوة واقعتها و دموية ووحشية مرتكبيها ، إلا إنها وضعت حجر الاساس لتمتين أواصر الاخوة والوحدة بين ابناء الوطن العراقي الواحد.
بوقفة صمت على ارواح شهدائنا في الوطن الجريح ولمدة دقيقة واحدة إفتتح الملتقى الاول للمنظمة الاوروبية لحوار الاديان برعاية السيد علاء البهادلي والمنظمين والقائمين عليه من اجل فتح باب الحوار حول التفاهم المتبادل بين الشعوب والاديان والحضارات. وقد القى المبعوثون عن الطوائف والمذاهب والقوميات العراقية كلمتهم اعربوا من خلالها عن اسفهم الشديد لما حصل من جريمة نكراء في كنيسة سيدة النجاة وعن وقوفهم ومناصرتهم لذوي الشهداء والجرحى والمنكوبين من أبناء العراق ومواطنيه المسيحيين. وقد أكد الجميع على ضرورة البقاء على ارض العراق كونه وطن جميع العراقيين وكبح جماح كل من تسول له نفسه بمسخ الحضارات العريقة في الوطن وتوفير الحماية لكل الطوائف والاديان والاعراق من اجل الحفاظ على تأريخ العراق ولغاته وتقاليده وتعددية تراثه العريق. إن هذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع من ابناء الشعب العراقي وليس على عاتق الحكومة حسبُ. إنها مسؤولية وطنية خالصة لانها تجسد ديمومة الحضارات الرافدينية الاولى مثلها مثل الحفاظ على أثار العراق وتأريخه كي تبقى حضارات العراق خالدة للاجيال القادمة. وقد اكدت كلمة المنظمة الاوروبية لحوار الاديان على عدم وجود أي فروق في الفكر الانساني والتكوين البشري مهما اختلفت الاجناس والاشكال وإن الدين هو علاقة خاصة بين المعتقد والخالق. كما دعت المنظمة باسهام كل الاديان والاعراق والطوائف في الحوار المفتوح والبناء من اجل خلق روح السلام والتسامح والصفح والتعايش مع بعضها البعض وذلك لوجود قواسم تاريخية ودينية وعقائدية مشتركة بين الديانات السماوية. وتسعى المنظمة في ذلك وبكل جدية إلى تقريب الافكار وانمائها على اسس حكيمة وعقلانية بما يتلائم مع التعددية والتنوع الحضاري والديني في اوروبا والعالم الاسلامي مستهدفة إزالة كل الشكوك والعوائق والافكار التكفيرية واللانسانية والمفاهيم المغلوطة والتي تعيق إجراء الحوار ومد اليد للسلام والتعايش والتقارب بين الشعوب وتلاحم الحضارات. كما تدعو المنظمة إلى عقد مؤتمر موسع لحوار الاديان في العام المقبل من اجل تقديم صيغة للاتحاد الاوروبي تكون الورقة الاساسية لخطة الاندماج والتعايش الفعلي بين الجاليات الشرق اوسطية القاطنة في اوروبا وبين الاوروبيين الغربيين. كما ستساهم المنظمة في جميع المؤتمرات واللقاءات وورش العمل ذات الشأن المتصل. كما قدم مندوب الشَبَك السيد أسد قدّو كلمته التي أعرب من خلالها عن شجبه وسخطه لما يحدث في العراق من انتهاكات بحق الاقليات والشبك في سهل نينوى العراقي وكيف تحاول السلطات المحلية بالاجماع مع اهالي المنطقة بالتصدي للارهاب والجماعات التكفيرية التي تهاجم القرى وتهجّر سكانها العزّل وتقتل الابرياء. وطالب مندوب الشبك بحماية كل الاقليات والاديان في العراق كجزء لا يتجزء من الامة العراقية وإفشال مشروع تهجيرها عن اراضيها ومساكنها بالتصدي وملاحقة المجرمين التكفيريين والارهابيين. وناشد مبعوث المركز الشيعي في ميونخ السيد علي القابجي بأهمية فهم المبادئ القرأنية بالشكل العام والابتعاد عن إستقطاب سور من القران الكريم بشكل إعتباطي دون الرجوع إلى المضمون العام والدوافع والاسباب والوقائع التي ادت إلى نزول هذه الآية أو تلك. واكد ذلك من خلال ذكره للعديد من السور القرانية التي تدعو الجميع إلى التماسك واحترام الاخر والعمل على إعتماد مكارم الاخلاق الاسلامية في التعامل مع الاديان الاخرى السماوية. كما اكد مبعوث الحزب الديمقراطي الكردستاني على اهمية ملاحقة المسؤولين والاهتمام بحفظ السلام في العراق من خلال ضبط الحدود وملاحقة المتسللين ومكافحة الارهاب بالطرق القانونية والامنية الصارمة. كما شجب وبشدة العمل الارهابي في كنيسة سيدة النجاة و قدم باسم حزبه كل تعازيه ومناصرته لذوي الشهداء والمنكوبين. كانت الكلمة الاخيرة لمبعوث الايزيديين والذي ابتدا حديثه بذكر ما جاء في كتابهم المقدس بأن ما نزل من السماء هو نقطة وهذه النقطة هي سيدنا إبراهيم عليه السلام. وأشار بذلك إلى ضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ الانسانية والابتعداد عن التشنج الديني في التعاطي مع المعتقد والدين الاخر وإلا فلا من جدوى من الحوار بين الاديان.
إنتهت جلسة اللقاء الاول للمنظمة الاوروبية لحوار الاديان بمطالبة كل الحاضرين بوقف العمليات الارهابية في العراق من خلال ضبط الحدود وملاحقة فلول التكفيريين والارهابيين ومعاقبتهم باشراك دولي والتأكيد على ان الاسلام بريء مِن كل مَنْ يستخدم الدين لتحقيق مآربه الاجرامية الشنيعة.