يوم الشهيد والاصوات الداعية الى التناحر
يوم الشهيد والاصوات الداعية الى التناحر
نزار حنا الديراني
بعد ايام سيطل علينا يوم الشهيد وكعادتنا نقف حائرين امام التسمية ونحن ننظر الى مسيرة تمتد لالاف السنين ونحن نقدم التضحيات على برج الشهداء ... ولو بدأنا من القرن التاسع عشر لسهولة الرؤيا لوجدنا سجلنا حافل بالشهداء والمتشردين والمهجرين قسريا بدءً من احداث حكاري مرورا بالجزيرة وطورعبدين ومدن ايران انتهاء بالعراق (مذبحة سميل وديرابون وصوريا ومن ثم المذابح والتهجير القسري في قرانا في شمال العراقوبغداد والموصل و...) لو تاملنا قليلا لوجدنا ان هؤلاء الشهداء والمتشردين لم يسألوهم عن التسمية لان الكل كانت سواسية امام سيفهمفتحملوا كل هذه الاضطهادات من اجل الوجود وحتى الذين اغتيلوا واستشهدوا بفعل التفجيرات يمكن اعتبارهم شهداء لوجودنا القومي والديني لانهم لو قبلوا ان يتركوا الوطن اسوة بالذين هاجرواالى الخارج وهم يؤججون الصراع لما استشهدوا ... فلنتسائل جميعا الا تكقي كل هذه الدماء الزكية والدموع الطاهرة لنتنازل اليوم عن عنجهيتنا ومصالحنا ونفكر بهدوء كيف لنا ان نعيد هيبة هؤلاء الشهداء ونتحمل وزر هؤلاء المهجرين من بغداد ونينوى ونرفع التجاوزات عن قرانا ونتفق على تسمية نسمي بها اسوة بالاخرين .. الى اين سنصل في تزحلقنا وراء بعض المتشددين قوميا وسياسيا وهم لا يفكرون في صرخاتهم سوى بعددالاصوات التي يستطيعون الحصول عليهااو فتات المناصب والنقود ... هل فكرت احزابنا وكنائسنا ومتطرفونا ومراهقونا ماذا سيكون مصيرنا ونحن نبتلع عددنا في العراق ؟فبدلا من ان نتحدث بما وراء المليون بدأنا نتحدث باقل من نصف مليون وربما الربع ؟ وماذا لو قسمنا هذا العدد الى عدد صياحات الداعين الى التقسيم ؟ هل لنا ان نتساءل مراهقبنا ومتطرفينا ماذا تعني التسمية الاشورية او الكلدانية او القطارية ان لم تكفي لحصد مقعد واحد في البرلمان ؟ أهل انتهت الامنا ومشاكلنا ليبدأوا الاخوة في استراليا بالعمل على تشريح جاليتنا هناك الى الكلدانية والاشورية والسريانية و... وربما تكون بداية شهية لجالياتنا الاخرى ...ماذا جنينا من التسمبة ( الكلدواشوري) التي اتفق عليها كل من زوعا ومجموعة المطران ابراهيم ابراهيم القادمين من امريكا ومن ثم مؤتمر بغداد الذي شاركت فيه العديد من مؤسساتنا واحزابنا سوى ابادة التسمية ( سورايي) التي كانت متداولة بين العديد من مثقفينا واعضاء المجلس القومي (ممثلي كنائسنا ) لذا ترانا حال خروجنا من المؤتمر اتفقنا ان لا نتفق .
كم من مرات ناقشنا مع العديد من المطارنة الاجلاء لترك التسمية القطاريةوالتي لا مدلول لها الا اننا كنا نشعر بوجود حلقات اخرى ... وتلكأنا جميعا في مسيرتنا وخاصة حين كانت هذه التسمية تغير ثوبها من مكان لاخر فدفعنا ثمنا غاليا لصراع احزابنا على الكراسي وحيث نعجز والاخرون بتسميتنا.. المشكلة ليست فيما نرتكبه من اخطاء فحسب بللم نستطع لحد الان التعلم من اخطائنا الى حد يقف الاخرون حائرين ماذا يسموننا ... فأي تسمية يقولونها ستكون مرفوضة لدى البعض لذا ما من حل لديهم الا ان يقولوا المكون المسيحي ( ان كان بقصد او غير قصد ) ونحن نرفضها وننتقدها من دون ان نفكر بحل يرضي الجميع ... وكيف لنا ان نتفق ان كنا لازلنا نعبد التسمية التي مررت علينا من قبل الاخرين في القرن الخامس عشر والتاسع عشراو لا زلنا نتحدث بالاقوى والاكبر عددا ان كان بالتضحية او العدد السكاني متناسين مثل الخروف الضال الذي يقدسونه في كنائسهم .. ويوما بعد اخر تتعالى اصوات المتطرفين والوصوليين وتخفت اصوات الحكماء .. قبل ايام سمعت احدهم وهو يقف على واجهة الفيس بوك شامخا ليرد على غبطة البطريرك ويقول ( انا اشوري رغم انوف الاخرين في الوقت الذي تراه وعائلته وعلى طول الخط لا يتحدث الا كونهم كلدان )فهذه الاصوات هي التي تتعالى في مسامعنا بدلا من ان نسمع اصوات الحكماءوالرعاة في استراليا والعراق و... لذا ترانا بدلا من اننجد مخرجا نتعمق اكثر في وحلنا ... وللاسف حتى المبادرة التيأطلقتهااللجنة المشكلة من المؤسسات والجمعيات الآشورية في ولاية فكتوريا ـ ملبورن الأسترالية حين دعت الآشوريين (سوراي) في أستراليا من كل طوائفهم ومذاهبهم لأخذ دورهم الحقيقي في تثبيت هوية أبائهم وأجدادهم الآشورية ولغتهم (الأم) الآشورية السريانية (سورث) وذلك في الحقول المخصصة لذلك في أستمارة الأحصاء اقول جاءت مبادرتهم كمبادة الصدر في المظاهرات بمعنى مصادرة الاصوات الهادئة .. والا ان كانوا الاخوة جادين في تسمية سورايي ما جدوى ان يذيلوا هذه التسمية بتسمية اشورية وهم يعرفون مسبقا سترفض هذه التسمية من الطرف الاخر وتؤجج النزاع ... ان كانوا جادين لماذا لا يقولوا ايها الاخوة لنسمي بتسمية سورايي هذه التسمية التي كانت تلفظ من قبل اجدادنا على مر مئات السنين وهي تعني حصرا الذين يتحدثون بلغة السورث ( السريانية) في كل من تركيا والعراق وايران وسوريا ولبنان .... لماذا لا نفكر كيف لنا ان نتحد مع ابناء جلدتنا في سوريا وجزء من تركيا ولبنان وخصوصا المارونيين منهم الذين احس بعضهم بسريانيتهم بدلا من التفكير كيف لنا ان نؤجج الصراع ؟ لا ادري اين كنا في السبعينات حين سمينا بالناطقين بالسريانية وقبلناها برحابة صدر وحتى الموجودين في الخارج لم يتجرأوا ولو ان يحذفوا كلمة الناطقين للابفاء على السريان لتكون اكثر مقبولة واليوم ترونهم مقاتلين ابطال يترصدون رجال الدين والسياسيين والناشطين ليشتموهم والبعض الاخر يتملق لحزب ما عسى ان يحظى ببعض من فتاته ... منذ متى كانت التسمية الاشورية او الكلدانية اهم من دماء الشهداء واهم من مصير الشعب والوجود ...؟؟؟؟