15 ألف عراقي لا يزالون في «مخيم الهول»..فهل تنجح المساعي الحكومية في إغلاقه
المصدر: العالم الجديد
يسعى العراق جاهدا إلى تفكيك مخيم الهول في سوريا وإنهاء ملفه في أسرع وقت، لأسباب يعزوها مسؤولوه إلى أن المخيم يمثل بؤرة خطيرة للتشدد، في ظل تنصل الدول العالم عن سحب رعاياها المتواجدين في المخيم، رغم المطالبات الحكومية بتحمل مسؤوليتهم تجاه هذا الملف الشائك.
وفي هذا الإطار، كشفت وزارة الهجرة والمهجرين، اليوم الثلاثاء، عن وجود ما يقارب 54 ألف نازح في مخيم الهول بينهم 15 ألف عراقي.
من المقرر أن يشارك العراق في مؤتمر دولي يعقد بمقر مجلس الأمن في نيويورك خلال الشهر الحالي، وذلك لدعوة دول العالم لسحب رعاياها من مخيم الهول الذي يضم عوائل عصابات داعش الإرهابية.
إذ قال وكيل وزارة الهجرة والمهجرين، كريم النوري، في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “مخيم الهول، الواقع في شمال شرق سوريا، يبعد نحو 13 كيلومترًا عن العراق في منطقة الحسكة، ويستضيف حاليًا حوالي 54 ألف نازح من جنسيات مختلفة، منهم 20 ألف عراقي نزحوا من مناطق القتال في الباغوز ودير الزور”.
وأضاف أن “النازحين العراقيين يختلفون عن القادمين من دول أوروبا وأفريقيا وآسيا، حيث جاء هؤلاء من تلك الدول لغرض القتال وليس للسياحة، بينما النازحين من العراق منهم من هو بريء ولا يمكن تحميلهم مسؤولية أفعال الآخرين”.
وأشار إلى أن “الحكومة العراقية بدأت عملية تأهيل النازحين العائدين بعد إجراء تدقيق أمني شامل عليهم”، مبيناً أن “جميع الذين عادوا من المخيم لم يسجلوا أي خرق أمني في مناطقهم”.
ولفت إلى أن “حوالي 4 آلاف عراقي قد عادوا بالفعل، بينما لا يزال حوالي 15 ألفًا في المخيم”، مؤكداً أن “الأفراد الذين لديهم ملفات أمنية ويدهم ملطخة بالدماء لا يمكنهم العودة إلى العراق”.
وكان عضو ائتلاف دولة القانون ابراهيم السكيني، أكد في 27 آب أغسطس الماضي، ان مخيم الهول يمثل خطرا داهما على العراق، مبينا أن “هناك تقصير من قبل الحكومة فيما يخص حسم ملف هذا المخيم الذي يضم ارهابيين ولن نقبل بفرض آراء أو ضغوط على العراق بشأن عودة هذه الاسر للعراق، حيث أن هذا المخيم قنبلة موقوتة وبقائه سيفجر الوضع.
ويسعى العراق لإغلاق مخيم الهول في سوريا الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات وابناء مسلحي تنظيم داعش، ويضم أيضا مناصرين للتنظيم المتشدد، وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.
وكان عضو مجلس عشائر نينوى خالد الجبوري، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن قوات سوريا الديمقراطية، بحسب ما أعلن، أطلقت سراح العديد من عناصر تنظيم داعش، بحجة العفو العام والمصالحة الوطنية، وهؤلاء كانوا معتقلين في سجون قسد بشمال سوريا، وجميعهم من عناصر داعش”، مبينا أن “المعلومات المتوفرة لدينا أن من بين هؤلاء أكثر من 250 شخصا من العراقيين، من عناصر داعش كانوا معتقلين في سجون قسد، وكان على الحكومة العراقية استرداد هؤلاء، لأنهم وفقا للقانون العراقي يعاملون معاملة الإرهابيين، ولا يشملهم العفو، فيما أكد أن هنالك مناطق مفتوحة بين نينوى وسوريا، وهنالك شريط حدودي كبير، لا يمكن تغطيته بالكامل من قبل القوات الأمنية العراقية”.
ويضم مخيم الهول الذي يخضع لحراسة مشددة وتشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، حوالي 48 ألف شخص بعد أن كانوا 73 ألف شخص، حيث ان غالبية نزلاء المخيم من نساء وأطفال داعش، مما يعزز المخاوف من ولادة جيل إرهابي جديد.
وكان الآلاف من عناصر داعش نقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار مارس 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
وقد دخلت البلاد أول قافلة من مخيم الهول، في منتصف العام الماضي، وعلى متنها 94 عائلة عراقية، برفقة حراسة مشددة، حيث استقر بها الحال في مخيم الجدعة جنوبي نينوى، وبحسب مصادر فإن هذه القافلة هي جزء من 500 عائلة سيتم نقلها إلى العراق، بناء على اتفاق مع إدارة مخيم الهول.
وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم داعش، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق، وقال النائب محمد كريم في وقت سابق لـ”العالم الجديد”، إن “هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش”.
ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي السابق دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.
وكانت “العالم الجديد”، قد نشرت تحقيقا حول مخيم الهول السوري، وكشفت فيه عن أعداد العراقيين والسوريين وأتباع الجنسيات الأخرى المتواجدين فيه.