7 آب ذكرى مذبحة سميل .. اول مذبحة في تاريخ الدولة العراقية الحديثة
نركال كيت / تمر اليوم ذكرى مهاجمة قوات بكر صدقي للقرى الاشورية في منطقة سميل عام 1933 وقتل عدة الاف شخص معظمهم من النساء والاطفال بطرق وحشية عكست الخلفية العثمانية للكثير من الضباط والعسكريين الذين حكموا العراق بعد تأسيسه ومن بينهم رشيد عالي الكيلاني المعروف بمعاداته للقضية الاشورية وعمله على تهييج الرأي العام العراقي ضد الاشوريين انذاك .ففي 1930 عقدت حكومة الكيلاني اتفاقية مع بريطانيا وهذه الاتفاقية اعتبرها الكثيرين استمرارا للاستعمار البريطاني وخيانة من حكومة الكيلاني وقد استغل الحزب الوطني هذه الخيانة فبدأ بتحريض المناطق الشيعية ضد الحكومة وتزامن هذا مع صدور كتاب " العروبة في الميزان" الذي شكك بالاصول العربية للشيعة فأعتبر الكثيرين ان للكيلاني يد بطبعه لما عرفه عنه من تعصب ديني ومذهبي ، كل هذا دفع حكومة الكيلاني للتفكير بإختلاق عدو جديد للشعب تصرفه عن احقاده للحكومة وتنسيه المعاهدة العراقية البريطانية ، فما كان منها الا ان اختارت الاشوريين ليكونو هذا العدو (المفترض) للشعب العراقي. حيث ان تهييج المجتمع ضد الاشوريين لم يكن صعبا لعدة اسباب اولها الاختلاف الديني والقومي بين الاشوريين وباقي العراقيين وثانيا خسارة الدولة العثمانية الحرب العالمية الاولى والتي كانت قد صورتها للعراقيين على انها حرب دينية مما جعلت العراقيين تواقين على حرب دينية اخرى ترد لهم اعتبارهم ، والسبب الاهم ان الانتصار في هذه الحرب ستصوره بمثابة انتصار على الانكليز وبذلك ستسترجع جزء من وطنيتها التي كان معظم العراقيين يشككون بإمتلاك الحكومة لها.
اوعزت الحكومة الى صحافتها الصفراء البدء بشن حملة شرسة ضد الاشوريين مستغلة مطالبة الاشوريين بالحكم الذاتي لتظهرهم كإنفصاليين واتهمتهم بأنهم يحاولون تمزيق الوطن كما حاولت التهويل من خطر مقاتليهم والذين لم يكونوا يتجاوزون العدة الالاف مقاتل وهو عدد يمكن ان تملكه الكثير من القبائل في العراق فحمل السلاح كان شائعا بين القبائل العراقية .
وكانت ذريعة بدء المذبحة عندما وقعت اشتباكات بين القوات العراقية ومقاتلين اشوريين كانوا قد عادوا من سوريا لاخذ عوائلهم بعد ان تأكدوا ان الحكومة العراقية تحضر لعملية عسكرية ضدهم . فهولت الحكومة هذه المعركة التي لم تدم اكثر من عشرين ساعة وأعلن الجهاد ضد الاشوريين واعطي الايعاز لقوات بكر صدقي بالتعاون مع بعض العشائر الكردية لتنفيذ مجازر بالعشرات من القرى الاشورية محدثين الدمار والقتل فيها بطرق بشعة لم تختلف عن المجازر التي ارتكبها العثمانيون في مناطق هكاري وطورعابدين .
يذكر ان الحكومة العراقية كانت قد عتمت على هذه المجزة ومنعت الصحف من الكتابة عنها كما منعت دخول اي كتاب يتكلم عن احداثها .