Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أََأَنتِ المستحيلْ….تراتيل فصول التكون؟!!(1)

منذُ أنْ تفجرت الينابيعُ…كانت حبيبتي تقرأُ مزاميرها العتيقة.وكانت تنامُ ومن حولها عرائسُ الضبابْ، حدودها رحلةُ الشمس وتخومها هالة البدر إذا ما أكتملْ.أمانيها قوس قُزحْ وأحلامها انتصاراتُ الأبطال الفاتحين الذين زينوا الوجود بعلمهم وحلمهمْ.ومهما قيلَ عن حبيبتي تبقى المرأة التي أنجبتْ بواكير الفجر والفكر.وهي عاجنة خبز الحصادين ومبدعة أناشيدنا الخالدة.وهي الجسُر الذي عبرت من فوقه قوافلنا إلى الجنان المعلقة…
ومرت الأيامُ وحبيبتي تتوجعُ ألماً وغربةً…ولكنها تبقى الشجرة القديمة الوارفة الظلالْ…
هلْ تستيقظينَ أيتها العذراء الأرملةْ عبر مدن العالم الفوضوي؟!!
مجنونة تُحيكُ لك الريحُ الزمهرير ثياب نومك وعرسك…
وهل تفتحين عيونكِ على سبخاتك العطشى إلى ماء فراتْ؟ …
من يُهدهدُ لك سرير أطفالك الصغارْ؟ أَتظنينَ أنَّ الأمومة قولاً وكفى..؟!!
لقد كبونا جميعاً أمامَ أقواس نصرك، وسقطنا كخيول أبطال الخرافات في ساحة الوغى…
فهل تستيقظين أيتها الساكنة قلوبنا حُباً وعشقاً وجنونا…؟!!
وهل تقتلع رياحك العاتية أوتاد خيامنا المهشمة،وتعبرنا سيولك الجارفة..؟!
فنحن واحة للعقم والمهزلة…أُقسمُ أُعلنُ تمردي…غضباً أُحبكِ، عِناداً يزلزلُ الوجود…
برقاً ورعدا…أُحبكِ وسوف أبقى أُحبكِ لأنك قدري ووجهتي..
تعري فليسَ عيباً أن يراك العالم تتعرين رفضا..ولكن العيب أن تنامين ذليلة مهانة معذبة…فكمْ هي عظيمة تلك المرأة التي تقفُ بوجه الكونْ والعالم تُثبت ذاتها وحبها العظيمْ…؟
مرةً واحدة عليك أن تقفي بوجه الريح العاتية، رافعة قبضتك …صارخةً بوجه جلاديكِ…
مرةً واحدة قدمي نفسك للصلب.كما فعل ربّ المجد السيد المسيح....
أو تجرعي كأس السم كما فعل سقراط حكيم اليونان..
مرة اشتهيتُ أن أشرب من خمورك المعتقة…وأسكر..
ومرة أحببتُ أن أسافر كطفل عابر حدائقك…وبيدي باقة من أزهارك…
لماذا تسرقين شفتي وأنا الذي أُحبكِ؟!! لماذا ترفضين وجهي وأنا الذي بُترتْ قامتي من أجلك…؟
لماذا لا أسألُ العالم أين وجه حبيبتي وليكن الطوفان..؟!!!
.لماذا لانقرأُ مزاميرك ونوحد تراتيلنا وأوجاعنا..لماذا لا تُدق طبولك
لماذا لايُقدم الشاعر آخر قصائده…ويُعري صدره للشمس والبحار.؟
لماذا تخافين دروب المقاصل وفي كل يوم ٍ تموتين غربة وعذابا…
أشكُّ أنك حُبلى بدمي…أشكُّ أنك أُنثى…أشكُّ أنكِ الحبيبة التي أقسمتُ لها …لماذا لاتصرخين لجنودك القابعين خلف متاريس الغرباء ..؟
لكِ أقرأُ أناشيدي وآخر وصية من جدي..مجنونٌ أُحمّلُ سفني رغبتك..وأركبُ فرسك الجموح ..تعبرني الخيول…الطبول …فلن أرقص إلاَّ في عُرسك
فمنْ يأخذني شاعرا..متيما…متصوفا..إلى محرابك القديمْ؟
لأقدم على مذابحك آخر قصائدي…ونصنع عرسك المستحيل…
لأنك إن لمْ تصرخي ياحبيبتي فأنت المستحيلْ….
****
(2)
في البدءِ كان اللهُ ، وفي البدء كانت أُمي، كان صوتها يأتيني أناشيد خالدة…
في البدءِ كانت الصباحاتُ ترتحل مع الندى…وهي تلامسُ خدود الأزهار، وكانت التراتيلُ والأدعية تُناجي من عمق الزمن إلى لحظة الفردوس والسماوات السبع…تُنادي أُمي…رسمت الشمسُ قرص وجهها الملائكي…وعمدت شفتيها ياسمينة الصباحات .ورتبت جدائل شعرها ليالي غربتي..
منذ البدء وحتى مولدي..يا اللهُ ما أروع قامة أُمي!!! وما أوسع عيونها! وما أرحب صدرها الذي أرضعتني منهُ حليبا وأبجدية!.
كمْ أحنُّ إليهِ رغم ابتعاد الزمن وطفولتي ورغم المسافات؟ كمْ صليتُ للهِ كي يحرسها ويحفظها من الأذى؟ وها أنا قدْ نذرتُ نفسي ووجودي لسجون حريتها وكلمتها.لأنها أرحبُ عليَّ من مساحات البحار والفيافي والعالم والوجود…
آهٍ يا أُمي …أشتاقُ إلى فصولك الأربعة التي تحولني دائما إلى شاعر ومسافر ٍ يهوى الرحيل والوداعْ…
سامحيني يا أُماه..كلما اقترب قلبي إلى مرافىء بحار حبك…يستوقفني زورق تائه ومن بعيدٍ أقولُ: هاهي أُمي..إنه حُبك أُمي…فأغدو خجولا وترينني ارمي بنفسي بين ذراعيك وتمسحين جبهتي التي ازدحمت بها قطرات عرق جبيني ….آهٍ ما أروع كفيك وأنعمها
تضعينها على كتفي ويأتيني صوتك الحنون قائلاً..لا ..لاتخجل ياولدي فأنا أُحبكَ…فأزدادُ خجلاً..وأتمنى لو لمْ أرتكب خطيئة آدم..
وأنت أكبر من أن تحاسبيني على زلتي أو تنتقصين كرامة تخومي وضياعي عنك …ويزيدني حبك حباً…
بين وبينك المسافات يا أُماه…وبين قلبي وقلبك عهد الأنبياء…أصرخُ من خلف الزمن المسور بالعقم…
يا اللهُ ما أروع أُمي!!! أُعاهدك لن أقرأ كتابا إلاَّ كتابك…ولن أتعمد بشمسٍ إلاَّ بشمسك وحبك الخالد…
أنا معك ..أقرأُ تاريخك وأمجادكِ…وأمرُّ على آلامك العظيمةْ…
لي أن أطلب منك يا أُماهُ أن تجمعيني مع أخوتي على طاولة طعامك المقدس…أحباء أوفياء…
كمْ هوت نفسي أن نجتمع إلى مائدتك أطفالاً بقامات الرجال الخالدين…؟ ..هل تعود أيامنا يا أُماهُ…
لقد نذرتُ نفسي وقلبي وجسدي جسرا لعبور أخوتي..
اجمعينا يا أُماه فصوتك ترتيل فصول التكون….واسلمي يا أُماهُ…شمسا وقمرا..سماء وأرضاً وبشرا..حتى انتهاء الزمانْ]
****
اسحق قومي
نيوجرسي أمريكا...1989م.أُذيعت في برنامج كروان بإذاعة ساوث أورنج بنيوجرسي لنفس العام.قامت بتقديمها المذيعة الدكتورة علياء جبارة.في برنامج لي بنفس الإذاعة بعد أن نلتقي...
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
sam11@hotmail.de

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
المؤتمر الشعبي الثاني .... الفرصة التاريخية في ظل الظروف الموضوعية والذاتية الراهنة أن مفهوم الظروف الموضوعية لمسألة ما يندرج في مجال أدراك العناصر والنقاط الاساسية التي تحيط بهذه المسألة ، أي بمعنى ايقاد شعلة نوروز في اربيل فى احتفال كبير ايقاد شعلة نوروز في اربيل فى احتفال كبير اربيل-(أصوات العراق)

مع غروب شمس اليوم الاثنين بدأ الاكراد في اربيل بايقاد شعلة نوروز وسط احتفالية كبيرة اقيمت على جسر الشهيد اكرم منتك بوسط اربيل خواطر من مذكرات مار إسرائيل أودو مطران أبرشية ماردين الكلدانية [1] هذه الخواطر مقتبسة من كتاب مار إسرائيل أودو مطران أبرشية ماردين الكلدانية ( 1910_ 1941 )، الذي جاء تحت عنوان: عضيبغريا " تأريخ "، حيث يسرد فيه ما شاهد وعانى شخصياً، أو ما سمع من شهود عيان التقى بهم بعد أن أفلتوا من سيف الاضطهاد الذي جرى بحق المسيحيين سك الاستيلاء على مخابئ اسلحة في شمال بغداد شبكة اخبار نركال/NNN/ بغداد / اعلنت القوات المتعددة الجنسيات بأن جنود الجيش العراقي و قواتها في بغداد استولوا على

Side Adv2 Side Adv1