أبرشية آمد (ديار بكر) الكلدانية في التاريخ
1_الاسم والموقع: آمد مدينة عريقة بالقدم من بلاد ما بين النهرين، تقع على شاطئ دجلة الأيسر، وهي ضمن البلاد المسماة في التوراة بآرام النهرين. دخلت في مملكة الآشوريين فالماديين فالفرس فالمكدونيين فالبرثة والرومان، وعندما فتحها العرب سنة 934م دعيت ديار بكر، وهي ضمن المنطقة المعروفة عندهم بديار ربيعة. ثم استولى عليها الأكراد. وفي سنة 1460م ألحقت بفارس، إلى أن استولى عليها العثمانيون سنة 1516م.جاء في معجم البلدان " ديار بكر هي بلاد كبيرة واسعة تنسب إلى بكر ابن وائل. وحّدها ما غرب الدجلة إلى بلاد الجبل المطل على نصيبين إلى دجلة، ومنه حصن كيفا وآمد وميافرقين، وقد يتجاوز دجلة إلى سعرت وحيزان وحيني وما تخلل ذلك من البلاد، ولا يتجاوز السهل " [1]. وجاء في دائرة المعارف " ديار بكر هي الآن ولاية كبيرة من الممالك العثمانية، يحدها شمالاً ولاية سيواس وأضروم، وجنوباً العراق العربي وبادية العرب، وغرباً سورية، وشرقاً كردستان. ومدينة ديار بكر قصبة الولاية وهي آميدا القديمة، قره آمد عند الأتراك. سكانها من 40 إلى 60 ألف نسمة، ثلثهم من المسيحيين الأرمن والنساطرة واليعاقبة. وهذه المدينة فيها تجارة واسعة للجلود والمنسوجات القطنية الحمراء، وفيها كثير من المساجد والحمامات والأسواق الجميلة. والتربة فيها مخصبة، ومن محاصيلها الحبوب والثمار والبقول والخضار والخمر، ومن شجرها الزيتون والتوت والقطن. وبها أحراش جميلة، وفي جبالها الذهب والفضة والنحاس " [2].
عرفت آمد المسيحية منذ القرون الأولى، وفي القرن السادس كانت أسقفية تابعة لكرسي نصيبين المطرابوليطي، وبعدئذ لكرسي ميافرقين. وكانت مقر البطاركة المتحدين مع روما في النصف الثاني من القرن السادس عشر، حتى أضحت رئاسة أسقفية مستقلة في بداية القرن السابع عشر، واستمرت كذلك حتى الربع الأول من القرن العشرين، حيث أعيدت من جديد ككرسي مطرابوايطي سنة 1965.
2_ البطاركة الكلدان في آمد: بعد اتحاد قسم من أبناء كنيسة المشرق مع الكنيسة الكاثوليكية، اتخذ البطاركة الكاثوليك مدينة آمد مقراً لكرسيهم، وسنتحدث عن هؤلاء البطاركة الذين سكنوا آمد، ومنها ساسوا الكنيسة الفتية رغم الظروف الصعبة التي مروا فيها، أما الأسباب التي دعت البطاركة الكاثوليك للاستقرار، فهي الخوف من بطش المناوئين لرئاستهم:
ا_ البطريرك يوحنا سولاقا بلو(1553_1555): بعد أن نال درع التثبيت في روما، عاد إلى الشرق وقرر اتخاذ آمد مقراً لكرسيه، فدخلها في 12 تشرين الثاني 1553، واستقبل بحفاوة بالغة وبهجة عارمة. وما إن استقر في مقره، حتى شمر عن ساعد الجد، وسعى في تنظيم شؤون كنيسته الداخلية، وشرع يتنقل من مركز إلى آخر، يرشد الجميع إلى طريق المحبة والخير، حتى استشهد في العمادية سنة 1555م.
ب_ البطريرك عبد يشوع الرابع مارون(1555_ 1567): بعد استشهاد البطريرك سولاقا، تم انتخابه بطريركاً على الكلدان، وقد استقر في آمد. وبسبب الصعوبات التي تعرض لها، أمضى السنوات الأخيرة من حياته في دير مار يعقوب الحبيس قرب سعرت.
ورغم ما عانته الكنيسة الكلدانية، بقيت آمد معقلاً حصيناً للفئة المناصرة للاتحاد بروما. لكننا في سنة 1650م نجد أبرشيتها تتبع على صعيد الإدارة الكنسية، الجاثليق المقيم في دير الربان هرمز قرب القوش. لكن جهود الرهبان الكبوشيين أعادت جماعة آمد إلى تيار الاتحاد بروما مرة أخرى، وبسبب الصعوبات تخلى الكبوشيين عن مركزهم سنة 1726م، ثم عادوا إليه سنة 1749م، واستمرت رسالتهم بشكل متقطع إلى ما بعد الحرب الكونية الأولى.
أما البطاركة خلفاء سولاقا، فبعد أن تركوا آمد، سكنوا سعرت ومن ثم بلاد فارس، وأخيراً تركوا الشركة مع روما، واستقروا في قوجانس بجبال هكاري. وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر ، ظهرت سلسلة جديدة من البطاركة الكاثوليك، جعلوا مدينة آمد مقراً لكرسيهم، وعرف هؤلاء البطاركة باليوسفيين [3].
ث_ البطريرك يوسف الأول(1681_ 1691): رسمه البطريرك إيليا التاسع مطراناً على آمد سنة 1668م، وسرعان ما أبدى ميلاً واضحاً إلى الوحدة مع روما، وما إن سمع الجاثليق إيليا خبر انضمام يوسف الكركوكلي مطران آمد إلى الكنيسة الكاثوليكية، حتى توجه إليها لردع مرؤسه ومعاقبته، وما إن وصل الجاثليق إيليا إلى آمد، حتى استولى بالرشوة على كنيسة مار بثيون، ثم أفلح في حمل السلطات على القبض على يوسف وإيداعه السجن، حيث ذاق من العذابات ما يعجز اللسان عن وصفه. وأخيراً نال قراراً بخروجه من السجن واعترافاً بسلطته على آمد وماردين، واستعاد كنيسة مار بثيون التي تعود إلى القرن السادس. سنة 1675م سافر إلى روما، ومكث فيها حتى سنة 1667م، وبسبب الشيخوخة قدم استقالته، واعتزل هناك وذلك سنة 1691م.
د_ البطريرك يوسف الثاني آل معروف (1696_ 1712): أبصر النور في تلكيف، قصد آمد والتحق ببطريركها يوسف الأول، وبعد اعتزال البطريرك يوسف الأول، عين بطريركاً باسم يوسف الثاني، وقد امتاز بغيرة عارمة على الديانة المسيحية، إلا حياته لم تخل من الصعوبات والمحن والاضطهادات التي تعرض لها من قبل الفئة المناوئة، حتى أن الحبر الأعظم وجه له في سنة 1702م رسالة يشجعه فيها على الصمود في المحن والشدائد. توفي سنة 1712م بسبب الطاعون المتفشي في آمد.
ذ_ البطريرك يوسف الثالث (1713_ 1757): هو طيمثاوس مروكي، كان مطران لماردين منذ سنة 1696م، وبعد وفاة يوسف الثاني انتخب للسدة البطريركية باسم يوسف الثالث وذلك سنة 1713م، وأصدر مجمع انتشار الإيمان مرسوماً سنة 1714م يعترف به بطريركاً، ولقبه بطريرك بابل، مع أن سلفيه كانا يلقبان فقط باسم بطريرك الكلدان. وقد تعرض البطريرك الجديد للمضايقات من الفئة المناوئة، حتى أن البابا كتب إليه مواسياً ومشجعاً. وفي سنة 1728م ذهب إلى الموصل بصورة رسمية، متزوداً بفرمان من السلطة العثمانية، وتسنى له أن يضم إلى الوحدة نحو ثلاثة آلاف شخص. وما إن عاد يوسف الثالث إلى آمد، حتى انهالت عليه نقمة المناوئين، فأفلحوا في زجه في غياهب السجن. وفي سنة 1729م استطاع وكيل الكلدان في العاصمة العثمانية، أن يحصل من الباب العالي بنوع من الاتفاقية بين السلطتين المتنافستين، تكون بموجبها الموصل وحلب للنساطرة، ودياربكر وماردين للكلدان. وهكذا حظيت هاتان المدينتان بالسلام. توفي يوسف الثالث سنة 1757م.
وللأسف الشديد، فبسبب انشغال بطاركة المشرق في محاربة الفئة المنظمة إلى الكنيسة الكاثوليكية، بذلوا قصارى جهدهم في سبيل استئصالهم، أهملوا رعاياهم الآخرين، ولم يرسلوا لهم أساقفة يرعون شؤونهم الروحية، بالرغم من إلحاحاتهم المتكررة. فاضطر قسم من أبناء كنيسة المشرق في الملبار إلى اللجوء إلى اليعاقبة، وغيرهم إلى اللاتين. وكذلك الشأن مع أبناء كنيسة حلب وأورشليم، فقد انضموا إلى اللاتين. وانتقلت حيازة ممتلكاتهم المهمة في تلك المراكز إلى الطوائف الأخرى، ومن أهم تلك الممتلكات ما كان في أورشليم، وهي أربع كنائس على اسم مار يعقوب النصيبيني، ويوحنا المعمدان، وتجلي المسيح، ومصلى في القبر المقدس. وثلاثة أديرة على اسم مار أنطونيوس، والاثنا عشر رسولاً، والعنصرة، فضبطها القبط والأرمن واليعاقبة [4].
ر_ البطريرك يوسف الرابع (1759_ 1781): هو لعازر هندي أحد تلاميذ كلية انتشار الإيمان، تمت رسامته سنة 1757م باسم يوسف الرابع. ثبت من قبل مجمع انتشار الإيمان سنة 1759م، وفي عهده جرى نزاع على كلدان بغداد والموصل، مع مطران بغداد اللاتيني عمانوئيل. إلا أن روما سوت الخلافات بإعادة الحق إلى أصحابه الشرعيين بطاركة الكلدان. في سنة 1761م سافر إلى روما ومكث فيها سنتين، حيث أفلح في طبع كتاب طقس القداس والأناجيل والرسائل الطقسية. استقال سنة 1781م واعتزل في روما إلى أن وافاه الأجل هناك سنة 1791م.
ز_ البطريرك يوسف الخامس (1781_ 1828): هو أوغسطين هندي، وابن أخ البطريرك يوسف الرابع. قام بإدارة أبرشية آمد بصفته كاهناً أولاً، ثم بصفته مطراناً منذ سنة 1804م. وبالرغم من أنه كان يمنح لذاته لقب البطريرك، ويلقب نفسه يوسف الخامس، فإن مجمع انتشار الإيمان لم يمنحه هذا اللقب، ولم يعامله كبطريرك أبداً. وحينما توفي المطران أوغسطين هندي سنة 1828م، لم يبد خلفه على كرسي آمد أية مطالبة بلقب البطريرك. وعليه انتهت سلسلة البطاركة اليوسفيين، حيث منحت حقوق جديدة لبطريركية الكلدان، مع الإقامة في الموصل وذلك سنة 1830م.
3_ المطارنة الكلدان في آمد: في القرن السادس كانت آمد أسقفية تابعة لكرسي نصيبين، وبعدئذ ميافرقين، حتى بداية القرن السابع عشر، حيث أضحت آمد رئاسة أسقفية مستقلة. وسنتحدث عن الأساقفة الكلدان الذين تعاقبوا على كرسيها منذ الاتحاد وحتى الوقت الحاضر [5] :
1_ المطران إيليا هرمز عبد أسمر (1553_ 1583): رسم كأول أسقف لآمد بيد البطريرك الشهيد يوحنا سولاقا، فور عودته من روما سنة 1553م، كان المطران إيليا راعياً صالحاً ومتحمساً. وفي سنة 1581 م قام بزيارة إلى روما، حيث استقبله البابا غريغوريوس الثالث عشر برفق وعناية فائقة، وفي طريق عودته مر بلبنان حيث توفي هناك سنة 1583م.
2_ المطران يوسف إيليا (1583_ 1604): بعد وفاة المطران عبد أسمر، انتخب خلفاً له. وقد رسمه البطريرك شمعون التاسع، توفي سنة 1604م.
3_ المطران إيليا الآمدي (1604_ 1615): رسمه البطريرك إيليا الحادي عشر مطراناً على آمد وسعرت. سنة 1615م ترك كرسي آمد لكي يتفرغ لأبرشية سعرت، توفي سنة 1620م.
4_ المطران آدم طيموثاوس ربان (1615_ 1622): إنه الراهب آدم الشهير الذي أرسله البطريرك إيليا الحادي عشر إلى روما، ليبحث مع البابا بولس الخامس سبل الوحدة بين كنيسة المشرق والكنيسة الكاثوليكية، وذلك في سنة 1610م. بعد عودته من روما سنة 1615م انتخب مطراناً على آمد وأورشليم. وخلال مطرنته اشترى في أورشليم مأوى للزوار وحقولاً وأراضِِِِِِِِِِِِ، وعين كهنة ورهباناً في كنائسها وأديرتها، وجلب لهم الكتب الطقسية، ووضع في الكنائس ذخائر الشهداء وعود الصليب الحي. توفي في آمد سنة 1622م.
5_ المطران إيشوعياب (1622_ 1638): انتخب مطراناً على آمد، رسمه البطريرك إيليا الثاني عشر، وقد تعاون مع الآباء الكبوشيين الموجودين في آمد، للحفاظ على مصالح الكنيسة الكاثوليكية فيها.
6_ المطران يوحنا شمعون (1638_ 1657): رسمه البطريرك إيليا الثاني عشر مطراناً على آمد، وفي عهده تركت أبرشية آمد الشركة مع الكنيسة الكاثوليكية.
7_ المطران يوسف الآمدي (1657_ 1691): رسمه البطريرك إيليا الثاني عشر مطراناً على آمد، وفي سنة 1672م عاد إلى الكنيسة الكاثوليكية، وأصبح بطريركاً على الكلدان سنة 1681م باسم يوسف الأول. توفي في روما سنة 1707م.
8_ المطران يوسف صليبا (1691_ 1712): رسمه البطريرك يوسف الأول معاوناً بطريركياً سنة 1691م، وعندما اعتزل البطريرك يوسف الأول سنة 1696م، عين مكانه بطريركاً باسم يوسف الثاني.
9_ المطران باسيل عبد الأحد (1714_ 1727): كان كاهناً في مدينة آمد، عندما رسمه البطريرك يوسف الثالث مطراناً على آمد، باسم باسيل وذلك سنة 1714م. كان حبراً جليلاً، كتب حياة البطريرك يوسف الأول بالعربية. توفي سنة 1727م.
10_ المطران طيموثاوس مسادجي (1727_ 1757): رسمه البطريرك يوسف الثالث مطراناً على آمد سنة 1727م، خدم أبرشيته مدة ثلاثين سنة، توفي سنة 1757م مسموماً.
11_ المطران لعازر هندي (1757_ 1759): أصله من آمد، رسمه البطريرك يوسف الثالث مطراناً على آمد سنة 1757م، وعند وفاة البطريك يوسف الثالث، انتخب بطريركاً باسم يوسف الرابع وذلك سنة 1759م، قدم استقالته سنة 1781م. توفي في روما سنة 1791م.
12_ المطران حنا أكاري (1760_ 1777): رسمه البطريرك يوسف الرابع مطراناً على آمد سنة 1760م، خدم أبرشيته حتى وفاته سنة 1777م.
13_ المطران أوغسطين هندي (1781_ 1828): هو ابن أخ البطريرك يوسف الرابع، قام بإدارة أبرشية آمد بصفته كاهناً من سنة 1781م، حتى انتخب مطراناً عليها سنة 1804م، وقد لقب بالبطريرك يوسف الخامس، توفي سنة 1828م.
14_ المطران باسيل أسمر (1828_ 1842): أصله من بلدة تلكيف، دخل دير الربان هرمز، رسم كاهناً سنة 1819م، رسمه البطريرك يوسف الخامس مطراناً على العمادية، وفي سنة 1828م نقل إلى أبرشية آمد، حيث خدمها مدة أربعة عشر عاماً، لغاية سنة 1842م حيث قدم استقالته. توفي سنة 1844م.
15_ المطران كيوركيس بطرس دي نتلي (1842_ 1867): ولد في خسراوة، دخل مجمع انتشار الإيمان، رسم كاهناً سنة 1830م، رسمه البطريرك يوحنا الثامن هرمز مطراناً على الجزيرة ونائباً بطريركياً، وفي سنة 1842م نقل إلى أبرشية آمد. سافر إلى روما سنة 1867م لحضور احتفالات المئة الثامنة عشرة لاستشهاد الرسولين بطرس وبولس، ممثلاً البطريرك يوسف السادس أودو. توفي في السنة نفسها في ألبانو قرب روما.
16_ المطران بطرس طيموثاوس عطار (1870_ 1872): رسمه البطريرك يوسف أودو مطراناً على آمد وذلك سنة 1870م، نقل إلى كرسي ماردين سنة 1872م.
17_ المطران جرجيس عبد يشوع خياط (1872_ 1894): رسمه البطريرك يوسف أودو أسقفاً على العمادية سنة 1860م، وفي سنة 1863م عين نائباً بطريركياً، واستمر في مهامه حتى عين مدبراً لأبرشية آمد سنة 1872م، وثبت نهائياً مطراناً عليها سنة 1874م، انتخب بطريركاً سنة 1894م، توفي سنة 1899م.
18_ المطران سليمان صباغ (1897_ 1923): ولد في الموصل سنة 1865م، درس في المعهد البطريركي، رسم كاهناً سنة 1888م، رسمه البطريرك عبد يشوع خياط مطراناً على آمد سنة 1897م، عايش مذابح السفر برلك، وتحمل الكثير من الألم وهو يشاهد الطغاة يقتلون كهنته وأبناء رعيته، وأثناء المذابح سيقت 86 عائلة كلدانية آمدية إلى الموت، والمطران صباغ يتحسر وليس باليد حيلة. وبعد هدوء العاصفة، افتتح ميتماً في آمد ضم الكثير من أبناء الطوائف المسيحية، توفي سنة 1923م ودفن في كاتدرائية مار بثيون في آمد.
وبعد موت المطران صباغ أضحى كرسي آمد شاغراً، بسبب الفراغ الذي تركته المذابح الشنيعة. وفي سنة 1965م أعاد البطريرك بولص شيخو الحياة إلى هذه الأبرشية العريقة، لكن المطران الجديد استقر في مدينة استانبول.
19_ المطران جبرائيل بطه (1965_ 1977): ولد في ماردين، وبعد أن أتم دراسته رسم كاهناً، رسمه البطريرك بولص شيخو مطراناً على آمد سنة 1966م، قدم استقالته لأسباب صحية سنة 1977م، واستقر في بيروت، حتى وافته المنية في بداية التسعينات.
20_ المطران بولس كرتاش ( 1977_ 2005 ): ولد في قرية هربول، وبعد أن أتم دراسته رسم كاهناً، رسمه البطريرك بولص شيخو مطراناً على آمد سنة 1977م، ولا يزال يخدم أبرشيته حتى يومنا هذا [6].
4_ إحصائية خاصة بأبرشية آمد الكلدانية في القرن العشرين : وضع الأب يوسف تفنكجي إحصائية مهمة للكنيسة الكلدانية قبل المذابح بوقت قصير، وكانت تضم المراكز التالية: 1_ آمد ( ديار بكر). 2_ ميافرقين. 3_ جاروخية. 4_ عليبوار (عين تنور). 5_ بوشاط. 6_ نودشت. 7_ زيزي. 8_ أجي. 9_ الرها ( أورفا ). ويبلغ عدد أبناء الأبرشية 4180 نسمة، يخدمهم مطران إلى جانب اثنا عشر كاهناً، وللأبرشية تسع كنائس وعشرة مدارس.
وفي إحصائية لسنة 1928 نجد في مدينة آمد 500 نسمة من أبناء الكنيسة الكلدانية، يخدمهم ثلاثة كهنة. وفي إحصائية الأب ( البطريرك) روفائيل بيداويد سنة 1950، نجد في مدينة آمد 360 نسمة من أبناء الكنيسة الكلدانية، يخدمهم كاهن واحد.
ومع مرور السنين تقلص العدد بشكل مثير، حتى وصل إلى الصفر قبل نهاية القرن العشرين، وجميع مراكز الأبرشية آلت إلى الخراب، ولم يبقى سوى كاتدرائية مار بثيون في مدينة ديار بكر، وهي مهجورة لكنها تفتح أمام الزوار من حين إلى حين.
الخاتمة: إن هدفنا من هذا المقال المتواضع عن أبرشية آمد العريقة والمهمة في تاريخ الكنيسة الكلدانية، هو التعرف على جزء بسيط جداً من تاريخها المجيد. ولكي تبقى ذكراها راسخة في ضمير أبناء الأبرشية، الذين انتشروا في جميع أنحاء العالم بعد خراب أبرشيتهم.