Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أبناء العمومة "الكلدان والآثوريون" في لقاء – سانت ياغو

كان فعلا مهرجانا رائعا اللقاء الذي جمع أبناء العمومة من الكلدان والآثوريين لمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة لسينودس مار أسحق الجاثاليق , بمبادرة كريمة وتنظيم رائع من قبل أبرشية مار بطرس الكاثوليكية للكلدان والآثوريين في مدينة سانت ياغو – كاليفورنيا – الأمريكية ولثلاثة أيام متتالية . وقد يستغرب القارىء الكريم من عبارة " أبناء العم – الكلدان والآثوريون " كيف ذلك وبعض الأخوة من القوميتين يحاولون ألغاء قومية أحدهم الآخر؟؟ بعض الأخوة الآثوريين ينادون بعدم وجود قومية كلدانية, ويدّعون أن الكلدانية ان هو الا مذهب كنسي أطلق على أتباع الكنيسة التي عادت الى كنيسة روما الأم, كنيسة الرسول مار بطرس الذي عيّنه الرب يسوع المسيح لرعاية خرافه, فضلا عن تسميته " كيفا " الذي هو أساس كنيسة الرب يسوع المسيح, عادت الى الكنيسة الأم بعد قطيعة لأسباب متعددة , يقابله من الطرف الآخر بعض الأخوة الكلدان الذين في فورة الدفاع عن قوميتهم المهددة بالتهميش !! يستندون الى بعض الدراسات التاريخية التي تقول بأن الآشورية أضمحلّت وأبيدت بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية في نينوى وما تبعها من مطاردة ما تبقّى من الآشوريين وقضت عليهم في منطقة " حرّان – أورفا " وتمّت تصفية الأرث الآشوري بين الميديين والكلدانيين, فكان نصيب الميديين القسم الآشوري من آسيا الصغرى ونصيب الكلدانيين القسم الجنوبي من بلاد آشور.
أبناء العمومة !! أنها حقيقة أكيدة بأن الكلدانيين والآثوريين هم أبناء عمومة وذلك أستنادا الى كتاب لا يرقى أليه الشك أمتدت كتابته لأكثر من ستة عشر قرنا وهو كتاب موحى به من الروح القدس لأنبياء وكتبة يدعون رجال الله , وهو " الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ". حيث يورد هذا الكتاب المقدس والتاريخي النص الآتي من سفر التكوين – الأصحاح العاشر الذي يسموه المفسرون بقائمة الأمم القديمة , ويقول العلماء أن هذا السجل لا نظير له على الأطلاق لبيان أصل الأمم ومنشأها , وقد أيدته الأكتشافات الأثرية الحديثة . والنص هو من العددين 22 , 24 , فيقول " وبنو سام : عيلام وآشور وأرفكشاد ولود وآرام * وأرفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر " . ويقول المفسرون أن آشور هو جد الآشوريين وكانت بلاده تقع في الجزء الأعلى من نهر دجلة , وأرفكشاد هو جد قبائل العرب اليقطانية وهو جد الكلدانيين أيضا ( كهنة وحكماء بابل ) وموطنهم المنطقة الجنوبية فيما بين النهرين . وبهذا فأن جد الكلدانيين والآشوريين هو سام بن نوح , وأن آشور وأرفكشاد هما ولدي سام , أسسا مجتمعين(الفتحة على الميم والعين) منفصلين منذ القدم , أحدهما في شمال العراق , والآخر في وسط وجنوب العراق , وهما شعب واحد لدولة واحدة هو العراق , أو بيث نهرين , أو وادي الرافدين مهما كان الأسم , ولكن بقوميتين مختلفتين منذ القدم هما الآشورية والكلدانية ولزيادة التأكيد على أختلافهما في القومية هو الرجوع مرة ثانية الى الكتاب المقدس الذي لا يرقى أليه أي شك , فيورد فيه أسم الكلدانيين بصورة جليّة أثنان وسبعون مرة من سفر التكوين والى سفر أعمال الرسل . وكما يورد أيضا أسم " آشور – اشوريم – الآشوريين " ( 164 ) مرة وهذا دليل لا يرقى أليه أي شك أن الكلدانية هي قوميّة وليس مذهب !!
ولأنارة فكر المشككين في القومية الكلدانية , نحيلهم الى سفر ( يهوديت ) الأصحاح الخامس منه, فيذكر أن الملك الكلداني "نبوخذ نصر الثاني" وبعد أن أحتل بلاد آشور, نظم حملة عسكرية أنطلقت من مدينة نينوى المحتلة الى فلسطين , غير أن قائد الجيوش الكلدانية واجه مقاومة عنيفة من المدافعين العبرانيين " الأسرائيليين " فكان هذا الحوار الذي دار بين " أليفانا " قائد جيوش نبوخذ نصر وبين " آحيور " قائد جميع بني عمون , وكما مثبت في سفر يهوديت :
6 - ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين 7 - و كان اول مقامهم فيما بين النهرين لانهم ابوا اتباع الهة ابائهم المقيمين بارض الكلدانيين 8 - فتركوا سنن ابائهم التي كانت لالهة كثيرة 9 - و سجدوا لاله السماء الواحد وهو امرهم ان يخرجوا من هناك ويسكنوا في حاران فلما عم الجوع الارض كلها هبطوا الى مصر وتكاثروا هناك مدة اربع مئة سنة حتى كان جيشهم لا يحصى 10- و اذ كان ملك مصر يعنتهم بالاثقال ويستعبدهم في بناء مدنه بالطين واللبن صرخوا الى ربهم فضرب جميع ارض مصر ضربات مختلفة 11 - و بعد ان طردهم المصريون من ارضهم وكفت الضربة عنهم ارادوا امساكهم ليردوهم الى عبوديتهم 12 - و فيما هم هاربون فلق لهم اله السماء البحر وجمدت المياه من الجانبين فعبروا على حضيض البحر على اليبس 13 - و تعقبهم هناك جيش المصريين بلا عدد فغمرتهم المياه حتى لم يبق منهم احد يخبر اعقابهم 14 - فخرجوا من البحر الاحمر ونزلوا برية جبل سيناء حيث لم يكن يقدر ان يسكن انسان ولا يستريح ابن بشر 15 - و هناك حولت لهم ينابيع المياه المرة عذبة ليشربوا ورزقوا طعاما من السماء مدة اربعين سنة 16 - و حيثما دخلوا بلا قوس ولا سهم ولا ترس ولا سيف قاتل الههم عنهم وظفر 17 - و لم يكن من يستهين بهؤلاء الشعب الا اذا تركوا عبادة الرب الههم 18 - فكانوا كلما عبدوا غير الههم اسلموا للغنيمة والسيف والعار 19 - و كلما تابوا عن تركهم عبادة الههم اتاهم اله السماء قوة للمدافعة 20- فكسروا امامهم ملوك الكنعانيين واليبوسيين والفرزيين والحثيين والحويين والاموريين وجميع الجبابرة الذين في حشبون واستحوذوا على اراضيهم ومدائنهم 21 - و كانوا ما داموا لا يخطاون امام الههم يصيبهم خير لان الههم يبغض الاثم 22- فلما ان حادوا قبل هذه السنين عن الطريق التي امرهم الله ان يسلكوها انكسروا في الحروب امام شعوب كثيرة وجلي كثيرون منهم الى ارض غير ارضهم 23 - غير انهم من عهد قريب قد تابوا الى الرب الههم واجتمعوا من شتاتهم حيث تبددوا وصعدوا الى هذه الجبال كلها وعادوا فتملكوا في اورشليم حيث اقداسهم . ( يهوديت 5 : 6 – 23 )
وهذا دليل لا يرقى أليه أي شكّ , أن العبرانيين هم من أصل كلداني, وأن الرب أختار الكلدان ليأتي من نسلهم مخلص البشرية, المسيح له كلّ المجد .
أن الكلدانيين والآشوريين هم شعب واحد سكن في وادي الرافدين منذ القدم , وهم حاليا أيضا شعب مسيحي واحد يسكن في العراق ولكنهم بقوميتين مختلفتين هما القومية الكلدانية والقومية الآشورية مع غيرهم من القوميات الأخرى كالعرب والأكراد وبمجملهم يمثلون سكان العراق , وأعتراف الكلدان بالقومية الآشورية ليست منّة منهم للآشوريين , وكذلك أعتراف الآشوريين بالكلدان كقومية ليست منّة لهم على الكلدانيين , فالحقيقة الأكيدة أن بلاد الرافدين أو بلاد ما بين النهرين أو العراق القديم والحديث كان موطنا لقوميات عديدة ولكن بمجموعهم يشكلون شعبا واحدا سواء كانوا سومريين أو أكديين أو كلدانيين أو آشوريين , أشتركوا جميعا في هذه البلاد وهي لم تكن خاصة بأية قومية منهم , بل تخص جميع القوميات , فحينما كانت جماعة منهم تقوى عسكريا , كانت تسيطر على البلاد كلها وتسمي البلاد بأسمها , سرعان ما تأتي قومية أخرى بعد أن تتقوّى عسكريا لتسيطر على البلاد ولتسمّي البلاد بأسمها كذلك , ولم تدم لأية قومية منها ,وفي العهد الآشوري والكلداني فأن صعود أية قومية منهما , لم يكن يعني تلاشي القوميات الأخرى , بل نرى عندما سيطر الملك الآشوري سرجون الثاني على البلاد الكلدانية , عيّن ولاة لها من أبنائها الكلدان لأدارة شؤون البلاد ,لذلك فحالما أستعاد البابليون قوتهم في عهد نبوخذ نصر برز الكلدان ثانية كأمة قوية تتحدى التاريخ وأمتدت حدودها على جميع سوريا وفلسطين والجزيرة العربية ومعظم آسيا الصغرى , كما أن الدليل الأحدث على ذلك هو الأمبراطورية العثمانية التي كانت تسيطر على معظم الشرق الأوسط ومصر , ولكن حال سقوطها ظهرت الأقوام الأخرى كقوميات مستقلة كالعرب والأكراد والآشوريين والكلدان وغيرهم.
واذا اراد المسيحيون في العراق أن يكونوا كيانا يحترمهم بقية الكيانات الأخرى , فما عليهم سوى أحترام القوميات المؤلفة للكيان المسيحي أحدها الأخرى وأن يشكلوا بمجموعهم جبهة واحدة يسود فيها أحترام مشاعر وخصوصيات كل قومية منهم , والأبتعاد عن محاولة أحتواء قومية لأخرى , كما حصل بعد الأحتلال الأمريكي للعراق.


بطرس آدم
تورنتو – كندا
Opinions