Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أبواق لأصحاب المعالي

إن من اكبر المصائب التي تحل في البلاد حين تبتلي بحكومة تم اختيار وزرائها على أساس المحاصصة وليس الكفاءة ولعل اكبر مصيبة أخرى تصيب الإعلام حين يتحول الناطق الرسمي للوزارة ومدير المكتب الإعلامي إلى بوق وببغاء تردد التصريحات غير المعقولة إلى أصحاب المعالي .
نحن نعلم بان الصحفي الحقيقي لا يمكن إن يتحول إلى بوق ولن يتحول إلى ببغاء يوضع في قفص المسؤول أو أصحاب النفوذ حيث لا يمكن تدجينه واقتلاع حسه الصحفي ولهذا نرى اغلب المسؤولين الفاشلين والقادة المتنفذين لا يختارون حاشية أو مستشارا أو مديرا للإعلام يعتزون بأنفسهم ويحافظون على مهنيتهم .
وصرنا نرصد معادلة تقول إن المسؤول الفاسد حاشيته وإعلامه فاسدون وهذا ما ينطبق عليه مثلنا الشعبي الطيور على أشكالها تقع وهذه الطيور بالطبع خاصة نوع الببغاء لا تتحدث باسم الشعب لأنها تعد ذلك من أنواع الشغب بل هي تحاول إن تردد كلمات أسيادها لكسب رضاهم والتمتع بايفاداتهم والحصول على تواقيعهم الكريمة على طلبات الاستثناءات في التعين والعقود.
إن تأمل المشهد الإعلامي سيوفر لنا فرصة عظيمة للتندر والضحك لأننا سنكتشف جوقه عجيبة غريبة من الطارئين على الصحافة والإعلام الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها بعد عام 2003 مدراء للإعلام ومستشارين ناطقين باسم الوزراء وليس ناطقين باسم الحقيقة .
فحين ننظر إلى ماساتنا الحقيقية مع فساد الوزارات التي ابتلعت المليارات وضيعت أجمل سنوات عمرنا وجعلتنا نرى إن بعض هذه الوزارات المتبطرة تنهب أموالنا من خلال مافياتها وتبتكر حلولا كوميدية لإنهاء أزماتها والقضاء على فسادها .
وإزاء هذه المشهد لم نتفاجأ من الناطقين باسم الوزارات الذي لم نعثر لهم على تاريخ سابق مع الثقافة والإعلام وربما كانت لهم علاقة بالتاريخ وخاصة حكايات إلف ليلة وليلة لأنهم لعبوا دور الحكواتي أكثر ما لعبوا دور الصحفي الذي يحمل رسالة حقيقية مقدسة .
وأمثال هؤلاء في الدوائر الحكومية الأخرى يمارسون نفس الفهلوة ويعزفون على نفس الوتر ويحشدون لوزيرهم كل يوم ومنذ الصباح الباكر حشودا من زرازير الصحافة فبعضهم يتطوع لنشر الإخبار وآخرين يتقاسمون الإعلانات وكل شيء بثمن وبرعاية مدير الإعلام والناطق والمستشار في هذا الزمان .
ولعلنا من المتبطرين حين نطالب ونتوقع من هذه الطيور الأليفة إن تخرج عن المألوف وتساعد الآخرين في حق الوصول إلى المعلومة وتسريب ملفات الفساد إلى الرأي العام عبر وسائل الإعلام لان فاقد الشيء لا يعطيه ولعل انه من الغباء والاعتقاد إن الزرزور يصبح صقرا ويستحق إن يكون ممثلا حقيقيا لما نسميه بالسلطة الرابعة لان هؤلاء حولوا هذه التسمية الجميلة إلى خطيئة .

firashamdani@yahoo.com

Opinions