Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أحزاب خارج خيمة المجلس الشعبي ووحدتنا في تراجع

17 / 11 / 2009 / تركيا
منذ أن وعينا وقبل غقود ونحن نسمع كلمة الوحدة والتوحيد في كل المراحل وضمن كل الشعارات .. لكن لاأحد استطاع تحقيقها ! أو حتى الأقتراب من تحقيقها والوصول الى هذا الهدف
السامي ... والأسباب كثيرة ومتعددة ولسنا بصددها الآن , هذا كواقع عام في بلداننا .
ما معنى الوحدة ؟ كيف نصل الى الوحدة ؟ ماهي متطلبات وعوامل الوحدة ؟ هل الوحدة شعار
مرحلي براق بجذب الأنظار ويلفت الأنتباه فقط ؟ أم هو شعاريرفع ليكتب ويحفظ .. ليس ألا ؟
كان الشعار في المرحلة السابقة ولعقود مضت والى سقوط النظام السابق والذي كان الكل يحفظه
عن ظهر قلب صغارا ً وكبارا ً.. هو أمة عربية واحدة ... سنين وسنين والملايين تحفظ وتقول
وتردد هذا الشعار , ومع تكراره وأقحامه في كل الكتب والشعارات واللافتات ووووو .. لم تزدد
الأمة العربية ألا شرذمة وتفرقة وتجزئة وتنافر وأختلاف !! الخ .... ترى هل هذا دون أسباب ؟
اذن الوحدة أو التوحيد ليست فقط رفع الشعارات وتكرارها والمناداة بها .. بل هي شعور داخلي
وأحساس نابع من الصميم لقوم أو جماعة معينة تجاه بعضها البعض وما يربطها من تاريخ مشترك ومصيروأهداف ألخ .. وأيجاد كل السبل لتطبيقها على أرض الواقع .
هذه كمقدمة بسيطة وبالنسبة لتجربة أبناء شعبنا ( السوراي ) في الوحدة نريدها أن تكون .. أكثر
فاعلية وخطواتنا أكثر ثباتا ًوتماسكا ً وأفكارنا وطروحاتنا أكثر جدية .. لتكون نتائجها مضمونة
ومثمرة في المستقبل , خاصة وأننا نتمتع بكل مقومات الوحدة ونتشاركها كالدين واللغة والتاريخ,
والحضارة العريقة منذ آلاف السنين والتعايش على أرض الآباء والأجداد ... الخ .
بالنسبة لكل أبناء شعبنا ( السوراي ) الوحدة هي هدف سامي ينظر أليه الكل ويتمنونه اليوم قبل
الغد .. ولاأعتقد أن هناك من يخالفني الرأي في هذا لما في وحدتنا من أهمية حاضرا ً ومستقبلا ً
ولأجيالنا القادمة وتواجدها وبقاؤها على أرض الآباء والأجداد .
فكل أحزابنا وتنظيماتنا ومؤسساتنا تؤمن وتنادي بالوحدة وكنيستنا وأساقفتنا وآبائنا الكهنة .. وكل
أبناء شعبنا يتمنون الوحدة ولكن أين هي هذه الوحدة ومتى تتحقق ومتى نراها ونلمسها ونعيشها ؟
وبالعودة الى الموضوع نقول : بعد أنبثاق المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري عن مؤتمرعنكاوة عام 2007 ودعوته الى وحدة تنظيماتنا وأحزابنا ومؤسساتنا والعمل معا ً.. لخدمة
كل أبناء شعبنا في العديد من المجالات ولتوحيد صفوفهم وكلمتهم من أجل أهدافهم المستقبلية في
الوحدة والحكم الذاتي , ومن هذا المنطلق كثرت الدعوات وعقدت الاجتماعات والجلسات من أجل ترسيخ وتفعيل عمل المجلس الشعبي كخيمة حاضنة وراعية للكل ... ودون تمييز أو تفرقة
فأنضم أليه عدد من تنظيمات وأحزاب ومؤسسات شعبنا , ورأينا ولمسنا العديد من المنجزات له
كأعمار القرى وبناء الكنائس لها وتوزيع المساعدات وتخصيص الأعانات ... وتجهيز المولدات
ومنجزات أخرى عديدة ضمن مسيرته القصيرة نسبيا ً .
وبعد فترة بدات هناك لنقول بعض العثرات أو العقبات في طريق المجلس الشعبي ! حاله حال أي
مؤسسة أخرى .. أو بالأحرى قد تكون خلافات فكان أنسحاب المجلس القومي الكلداني وجمعية
الثقافة الكلدانية , ولانعلم أسباب ذلك فأصحاب الخلاف هم أدرى به , ومرورا ً بمرحلة السنتين أو أكثر من عمر المجلس كانت هناك عراقيل أخرى وأختلافات بينه وبين بعض تنظيمات شعبنا
ومع ذلك أستمرت مسيرة المجلس الى أن جاءت مرحلة التحضيرات لمؤتمره الثاني والذي سيعقد
نهاية العام الحالي , فوجهت الدعوات لكل مؤسسات وأحزاب وتنظيمات شعبنا ... للمشاركة في
المؤتمرولتجاوز أخطاء الماضي وبدء مرحلة جديدة وعقدت عدة جلسات تحضيرية في مدن وقرى أبناء شعبنا بغية الوصول الى صيغة تحضيرية من أجل مؤتمر ناجح لخدمة أهداف شعبنا
القومية في الوحدة والحكم الذاتي .
ومع أقتراب موعد أنعقاد المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي , تفاجئنا بالخبر المنشور على موقعنا
الموقر عنكاوة كوم عن انسحاب ثلاثة من الأحزاب التي كانت عاملة تحت خيمته والى وقت قريب جدا ً ! وهي المنبر الديمقراطي الكلداني وحزب بيث نهرين الديمقراطي والحزب الوطني الآشوري , وفق البيان الصادر عن هذه الأحزاب والمنشور على عنكاوة كوم يوم 14/11/ والمؤرخ في 13/11/ الجاري حيث أعلنت في بيانها المذكور أنسحابها من المجلس ولجنته التحضيرية ومؤتمره القادم , وهنا لابد أن نتسائل أو يتسائل الكثير من أبناء شعبنا لماذا أنسحاب
أحزابنا الثلاثة في هذا الوقت بالذات ؟ هذا الوقت الحرج حيث قرب أنعقاد المؤتمرالثاني للمجلس
وبعد العديد من الجولات واللقاءات والجلسات التحضيرية في مدن وقرى أبناء شعبنا وفي وقت
نحن أحوج مانكون فيه الى توحيد الصف والكلمة وللظروف الصعبة التي يعيشها وطننا الحبيب
بشكل عام وأبناء شعبنا ( السوراي ) بشكل خاص .
الكثير منا سيخمن أو سيحاول أن يفسر الأسباب التي دعت الى هذا الأنسحاب ؟ لكن وحسب ما
جاء في البيان الصادر عن الأحزاب المنسحبة أن المجلس تحول الى فصيل سياسي بدلا ًمن أطار
للعمل القومي المشترك , وأن الأخطاء قد تراكمت دون أن يتم تجنبها مع تنويههم بذلك وأن المجلس يتقاطع مبدئيا ً مع الأحزاب المؤتلفة معه دون أن يكون خيمة للكل كما كان يدعي .. وأن
هذه الممارسات أستمرت الى الوضع الراهن وأن هذه الأحزاب غير مستعدة لتحمل أخطاء الغير.
من هنا نقول نحن لانتحكم بأحد ولانفرض راينا على أحد .. ولكن نقول أن هذه الأحزاب عملت
تحت خيمة المجلس الشعبي وفي لجانه التحضيرية لمؤتمره القادم وانسحبت للاسباب التي وضحتها من خلال بيان انسحابها وهم ادرى منا بذلك في كل الاحوال , ختاما ً نقول أن المشكلة
في اننا كلما أقتربنا من أهدافنا زادت اهدافنا بعدا ً عنا ! وكلما خطونا خطوة الى الامام تراجعنا
اثنتين الى الوراء وهذا رأي الشخصي طبعا ً ولكل منا رأيه أولا ً وأخيرا ًوهمنا الأكبر والمشكلة
الكبرى هو خوفنا من القادم والآتي في ان تتقوض دعائم وحدتنا لنصطدم ... بالواقع المرير الذي
عشناه لعقود وتتبخر كل الآمال والأحلام في السعي للهدف المنشود في ( الوحدة ) والحكم الذاتي
لابناء شعبنا , ما يهمنا ويحز في نفوسنا هو السؤال المهم والاستراتيجي .. متى سنتوحد ؟ بكل
المعاني للوحدة , ومتى سنضع يدا ً بيد لتجاوز كل الاخطاء ؟ لنسير نحو هذه الوحدة لأنها الخطوة
الاولى والاساس القوي لكل مشاريعنا المستقبلية .. لنقدم كل تضحية ومشورة ومساعدة ونصيحة
من اجل وحدتنا لأنها عنوان وجودنا وأستمرارية بقائنا على ارض الآباء والاجداد ولأننا الأصل
والأصلاء لانريد أن تكون وحدتنا في تراجع .. بل بعون الباري عز وجل متحدون ثم متحدون .



غسان حبيب الصفار
17 / 11 / 2009 / تركيا



Opinions