أدنى خزين مائي منذ الثلاثينات.. ذهاب نحو نقطة اللاعودة واختفاء النهرين خلال 5 سنوات
المصدر: وكالة بغداد اليوم الإخبارية
استعرض تقرير صحفي مدى خطورة ما ينتظر العراق من أزمة المياه، بعد وصول الخزين المائي لادنى مستوى منذ ثلاثينات القرن الماضي حيث وصلت مستويات المياه الى الخزين الميت، في الوقت الذي يحذر الخبراء من الذهاب نحو نقطة اللاعودة وصحة المؤشرات على فقدان نهري دجلة والفرات واختفاءهما تماما بغضون 5 سنوات.
وحذرت وزارة الموارد المائية في العراق قبل أيام، من أن الوضع المائي في هو الأكثر حراجة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث يبلغ مجموع الخزين الحالي بين 7 و 7.5 مليار متر مكعب، فيما كان يتراوح في نهاية 2019 ما بين 55 و 60 مليار متر مكعب وهو فرق شاسع جدا.
أثر اقتصادي بالغ
ويحذر خبراء المياه والبيئة من أن البلاد مقبلة على أزمات وجودية تتصل بشح مياه الشرب والري، مما يهدد العراقيين في لقمة عيشهم ومائهم، وهو ما يستدعي وفقهم تحركا عاجلا وبالتنسيق مع الجهات والمنظمات الأممية لتدارك وقوع ما هو أسوأ.
يقول الباحث والخبير المائي العراقي أيمن قدوري، إن الأزمة المائية بالعراق تصل لمراحل متقدمة جدا وقد نصل لنقطة اللاعودة قريبا، فالمرحلة الحالية حرجة جدا خصوصا ونحن نعيش عدة مواسم تفتقر لوفرة الساقط المطري خاصة في جنوب البلاد.
واضاف "ثمة انحدار حاد في الخزين المائي حيث وصلت الخزانات العراقية لمستوى الخزين الميت، مما يعني عدم قدرة الخزين على إمداد المجاري المائية بالمياه، رغم أننا في شهر الحصاد المائي وفقا للتقويم المائي، إلا أن ما نشهده من فقدان الأجزاء الجنوبية من نهري دجلة والفرات تباعا، يثبت صحة التنبؤات التي تفيد بجفاف النهرين الخالدين خلال 5 سنوات لا أكثر".
الصراع على المياه
جفاف المجاري المائية المتفرعة من دجلة والفرات يهدد السلم الاجتماعي وسيشعل فتيل الصراعات الداخلية بين المحافظات و الأقضية، بسبب غياب التوزيع العادل للمياه والتجاوز على مصادرها من قبل بعض المزارعين بإدراجهم مساحات خارج الخطة الزراعية، وفتح قنوات مائية من غير ترخيص.
أما السكان القاطنين بالقرب من الهور فيعتمدون بالدرجة الأساس في معيشتهم على صيد الأسماك وتربية الأبقار والجاموس وصيد الطيور.
أزمة مياه شرب
شهر مارس من كل عام بداية موسم حصاد المياه بحسب التقويم المائي، لكن ما هو ملاحظ شح مائي واستمرار فقدان مجاري المياه العراقية بفعل الجفاف وتردي نوعية المتبقي منها، وهو ما يعطي مؤشرات خطيرة عن كارثة بيئية ستلقي بظلالها على العراق خلال الصيف القادم.
أبرز ملامح الكارثة البيئية سيتجسد بارتفاع وتيرة العواصف الغبارية والأيام المغبرة بشكل أكبر، وبحدوث أزمة مياه شرب ستضرب جنوب البلاد خلال عامين فقط، بحسب قدوري.
حلول ممكنة
اما الحلول الممكنة فتتمثل بترشيد استهلاك المياه، فرض القانون على كل متجاوز على المجاري المائية، منع زراعة أي منتج يستهلك كميات كبيرة من المياه، معالجة المجاري المائية وتقليل عملية التبخر ببعض التقنيات المتوفرة، أبرزها الغطاء الأرضي العضوي أو الحيوي فضلا عن تبطين قنوات الري والممرات المائية.